لجنة كسر الحصار عن غزة.. أسطول بحري جديد يبحر بتاريخ 24 سبتمبر من ايطاليا    مناقشة مقترح النظام الاساسي للصحة    مصطفى عبد الكبير: "معلومات شبه مؤكدة بوجود المفقودين في مركب هجرة غير نظامية غادر سواحل صفاقس الاثنين الماضي، في التراب الليبي"    بوعرقوب: انطلاق موسم الهندي الأملس    انخفاض في جرحى حوادث المرور    مصر تعلن تَأَثّرها بالهجوم السيبراني على مطارات أوروبا    رابطة الأبطال ...الترجي بخبرة الكِبار والمنستير لاسعاد الأنصار    كاس الكنفدرالية: الملعب التونسي يفوز على الجمعية الثقافية نواذيبو الموريتانية 2-صفر    تونس تشارك في بطولة العالم لألعاب القوى لحاملي الاعاقة بالهند من 26 سبتمبر الى 5 اكتوبر ب11 متسابقا    منوبة : انتشال جثتى شقيقين حاولا انقاذ كلبة من الغرق    أولا وأخيرا... سعادتنا على ظهور الأمّهات    تونس ضيف شرف مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي: درة زروق تهدي تكريمها إلى فلسطين    في تظاهرة غذائية بسوسة ...«الكسكسي» الطبق الذي وحّد دول المغرب العربي    عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    وزير خارجية ألماني أسبق: أوروبا مجبرة على التفاوض مع تونس بشأن ملف الهجرة    عاجل: إنهيار سقف اسطبل يتسبب في وفاة شاب وإصابة آخر    عاجل: الأمطار تعمّ أغلب مناطق تونس خلال الفترة القادمة    الكاف.. معرض لمنتوجات المجامع الفلاحية    شبهات فساد تُطيح بموظّفين في بنك الدم بالقصرين: تفاصيل    العائلة والمجتمع: ضغوط تجعل الشباب التونسي يرفض الزواج    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    جمال المدّاني: لا أعيش في القصور ونطلع في النقل الجماعي    كل نصف ساعة يُصاب تونسي بجلطة دماغية...نصائح لإنقاذ حياتك!    التيار الشعبي يدعو الى المشاركة في اضراب عالمي عن الطعام دعما لغزة    التنس: تأهل معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    كرة اليد: منتخب الصغريات يتأهل إلى نهائي بطولة افريقيا    بنزرت: تنفيذ اكثر من 80 عملية رقابية بجميع مداخل ومفترقات مدينة بنزرت وتوجيه وإعادة ضخ 22,6 طنا من الخضر والغلال    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    عاجل/ بينما كان في عمله: إستشهاد عائلة مدير مستشفى الشفاء في غزّة    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    كتائب القسام تنشر "صورة وداعية" للأسرى الإسرائيليين إبان بدء العملية في غزة    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    استراحة «الويكاند»    عاجل/ البنك التونسي للتضامن: إجراءات جديدة لفائدة هؤلاء..    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش العراق الأصيل- جيش الشعب - الدرع الواقي والمنقذ الواعد
نشر في الفجر نيوز يوم 04 - 01 - 2010


الدكتور مهند العزاوي الفجرنيوز
تجريم وقائع حربية ,وتهديدات داخلية, استهدفت العراق أثناء حربه الدفاعية وبمنحى سياسي وبأثر رجعي وتصفير القدرة العسكرية العراقية مع حرب نفسية تستهدف نزع تاريخ وهوية العراق خطيئة إستراتيجية ترتكبها الولايات المتحدة الامريكية ضد العراق..الكاتب
تاريخ مشرف واستهداف سياسي
فخ استراتيجي وجيب مهلك
انتقام خاسر وأطماع غادر
الدرع الواقي والمنقذ الواعي
يستذكر الشعب العراقي والعربي ذكرى خالدة "الذكرى التاسعة والثمانون لتأسيس الجيش العراقي الأصيل في 6كانون2عام1921", لقد كان الجيش يمثل التلاحم الاجتماعي الوطني والسد العالي المنيع ضد طوفان الأطماع التوسعية الإقليمية والدولية, ,وأطلق عليه ألقاب شعبية وإعلامية أبرزها:جيش الشعب, جيش الأسطورة, الجيش العملاق, السد العالي , سور العراق, مصنع الأبطال, حارس البوابة الشرقية للوطن العربي,أسطورة العرب, صمام الأمان ..الخ, وكان رقما هاما في معادلة الاستقرار والتوازن العربي والمتصدي الشجاع ضد الأطماع والتهديدات الإقليمية والدولية طيلة سفره الخالد, لم يكن جيش حاكم أو مرتزقة أو مليشيات لحزب حاكم , أو صنيعة هشة لشركات أمنية(مرتزقة) , بل كان مؤسسة عسكرية فاخرة ترتقي إلى مصاف المؤسسات العسكرية الدولية.
يصنف الجيش العراقي الأصيل كمؤسسه عسكرية مهنية محترفة عريقة, فوق الميول والاتجاهات, تستمد قوتها من الضبط العسكري , وفقا للمعايير والمفاهيم العسكرية الدولية ذات الطابع الوطني, وأنجبت عبر تاريخها عدد من القادة والسياسيين, ملوك, رؤساء دول, رؤساء حكومات , وزراء , قادة عسكريين متميزين, واستطاع أن يحظى بثقة ومحبة وتأييد وإعجاب الشعب العراقي والعربي وأحرار العالم, نتيجة لمآثره والانتصارات التي حققها على الصعيد حروب الدفاع الوطني, لقد حقق الجيش العراقي الأصيل انتصارات بدرجة أداء متميزة, وبصماته واضحة لجميع الباحثين والمحللين والمراقبين, تجاه حروب قدر الله أن يكون فيها الجيش العراقي أمام عدو دوما متفوق عليه بالعدد والعدة والعوامل الطبوغرافية والدموغرافية وضيق المناورة السوقية, وتعقيدات مسرح العمليات وتحديدات ساحة الحركات العراقية بمختلف اتجاهاتها , وتمكن من خرق المعادلات النظرية والخطط العسكرية , وتخطى عدد من الحسابات العسكرية التقليدية , ودحر تفوق القوى المعادية ليخرج منتصرا على خصومه مسجلا ملاحم في تاريخه المتخم بالانتصارات العسكرية واستحق ما يطلق عليه عراقيا "جيش الشعب" وعربيا "أسطورة العرب" , ومحليا كمنقذ للشعب "الدرع الواقي والمنقذ الواعد".
تاريخ مشرف واستهداف سياسي
يعد الجيش العراقي الأصيل من الجيوش الحرفية المتميزة وله تاريخ مشرف, وبذلك دخل دائرة الاستهداف السياسي الإقليمي ولعل ابرز مواقفه المشرفة هي:-
1. ثورة مايس عام 1941 ضد الاحتلال البريطاني للعراق - الجيش العراقي في دائرة الاستهداف السياسي.
2. حروب الدفاع العربية ضد الكيان الصهيوني المغتصب عام 1948 ونجدة الأشقاء في مصر العدوان الثلاثي عام 1956 القتال, ونجدة الأشقاء العرب في حرب 1967- الجيش العراقي في دائرة الاستهداف السياسي.
3. ثورة 14 تموزعام1958 وتأسيس أول جمهورية في تاريخ العراق, الجيش العراقي في دائرة الاستهداف السياسي.
4. حرب تشرين1973 سطر فيها مواقف بطوليه وملاحم قتاليه وانتصارات شهدها العرب, عبر جبهة المواجهة السورية في الجولان وجبل الشيخ ,خارقين كل التحديات العسكرية والمواصفات الفنية للمعدات وعامل الوقت والتنقل, وهذا أعجاز وإنجاز عسكري , مع دخول الحرب في ظل تهديد القصف الجوي الصهيوني, وتجاوز مراحل الاستحضارات وإيجاز المعلومات,والاشتراك بقتال تصادفي مرتجل على عجل أسهم في إيقاف القوات الغازية, وشل حركة اندفاع العدو الصهيوني صوب أهدافه, وكذلك على الجبهة المصرية شارك الجيش العراقي بسربين من طائرات (هو كر هنتر )بأفضل الطيارين واستشهد عدد من الطيارين الأبطال في عمليات جوية في ساحة المعركة وهذه التضحية العظيمة التي اتسم بها جيش العراق الأصيل- الجيش العراقي في دائرة الاستهداف السياسي.
5. الحرب العراقية الدفاعية ضد إيران:- كان محرك الحرب الدفاعية تفجيرات إرهابية في الجامعة المستنصرية ذهب ضحيتها مئات الطلاب المدنيين الأبرياء, وتفجيرات إرهابية أخرى, وأعمال عسكرية عدوانية كضرب المخافر الحدودية والاستيلاء على ثروات العراق(أبار النفط) , جميعها شكلت تهديدات مركبة خطيرة تحتم ضرورة الردع الستراتيجي, وقد نفذ الجيش العراقي مناورة عسكرية دفاعية اجهاضية على الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله 1285كم, وبعد امتصاص زخم الهجوم الإيراني تم انسحاب القوات العراقية إلى الحدود العراقية عام 1982, وأعلن وقف إطلاق النار, وإيقاف الحرب من قبل العراق , حقنا للدماء واستنزاف القدرات, ورفضت إيران المبادرة العراقية السلمية لوقف الحرب واستمرت بالحرب واحتلت مدن وقصبات عراقية, , مما اجبر الجيش العراقي على تطبيق ستراتيجية دفاعية لحرب طويلة , شهدت اعنف واكبر المعارك في التاريخ المعاصر , وبالرغم من التفوق العسكري الايراني, كان الاستنباط والاجتهاد والمعالجة قد ميز الجيش العراقي ومكنه من التوازن وحسم معارك دفاعية كثيرة سطرت ملحمة النصر الشامل, خصوصا بعد ان تلاحم الشعب والقوات المسلحة لدحر الأطماع الإيرانية في الأراضي العراقية , لقد استخدمت إيران فلسفة "الصدمة والرعب" من خلال نقل الحرب بالعمق وتهديد سلامة المجتمع والشعب العراقي, وقامت بضرب أهداف مدنيه بالطائرات والصواريخ, حيث سقطت على أحياء سكنيه مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين الأبرياء, وشهد العراق يوم مؤلم ودامي بسقوط صاروخ إيراني نوع ارض- ارض على مدرسة أطفال "بلاط الشهداء" عند بدء الدوام الصباحي, وبحضور جميع الطلاب, واستشهد 36طفلا وجرح 188 , وتعد تلك جريمة حرب كبرى وفق معايير القانون الدولي,وبالرغم من التفوق العسكري والطبوغرافي والدموغرافي لإيران ,تمكن الجيش العراقي كسب الحرب والانتصار بعد معارك تحرير الأراضي الوطنية التي احتلتها إيران ومنها الفاو , وعلى أثرها انهار الجيش الإيراني , وتكبد خسائر وأسرى بأعداد كبيرة, وعندها وافقت إيران على وقف حرب دموية قادتها لثماني سنوات في 8 /8/1988 - دخول العراق في أتون الحرب الباردة والجيش العراقي في دائرة الاستهداف السياسي.
6. تحرير شمال العراق في 2ايلول 1996 :-استنجد مسعود البر زاني بالحكومة العراقية على اثر احتلال محافظة اربيل من قبل المليشيات والقطعات الإيرانية المتوغلة, ولبى الجيش العراقي نداء الواجب الوطني واستغاثة أخوانه وتحرك في 31/8/1996 متوسما براية الله اكبر علم العراق الأصيل , وطرد المليشيات الإجرامية والقوات الغازية بعملية عسكرية مثالية ومنسقة وسريعة حرر من خلالها محافظة اربيل والمناطق المحتلة, وانسحب الجيش في2/9/1996,وكان الترحيب والشكر والامتنان من شعبنا الكردي للجيش العراقي الأصيل, واعتزازهم بقدراته في ردع الغزاة والدفاع عنهم وهذا وسام فخر للجيش العراقي , الجيش العراق في دائرة الاستهداف السياسي.
7. صمام أمان لوحدة العراق وتماسك شعبه:- شكل الجيش العراق الأصيل, بطبيعة تنظيمه ونمط مهامه الدفاعية, صمام أمان اجتماعي وسور لحدود العراق, بغية الحفاظ على وحدة أراضيه وصيانة ثرواته, وتعزيز التماسك والتلاحم المجتمعي, ولم يشهد العراق في ظل الجيش الوطني حرب أهلية طائفية سياسية أو صراع عرقي اثني أو دمج مليشاوي أو مهام مريبة تنتهك حقوق الإنسان لإغراض حزبية, أو انتماء للمؤسسة على أساس طائفي أو عرقي بل كان جيش مهني حرفي بامتياز يعمل كفريق متجانس, وان الشعب العراقي لا يزال ينظر إليه بفخر وعز ويناديهم بحماة الوطن الحقيقيين.
فخ استراتيجي وجيب مهلك
استدرجت القيادة السياسية العراقية إلى فخ ستراتيجي قاتل وجيب مهلك (اجتياح الكويت), ويعد ابرز تحول سياسي في مسيرة ومستقبل العراق على الصعيد الستراتيجي والإقليمي والعربي, وقد ألقى بظلاله على تطور المؤسسة العسكرية العراقية ودروها في استقرار المنطقة, وكان القرار بمثابة خطيئة سياسية وتصرف مثير للجدل ومحط تساؤلات محيرة يصعب الإجابة عنها لحد الآن, خصوصا تجاهل ثوابت أساسية أبرزها: الدفاع العربي المشترك ,الجيرة, الشعب العربي الإسلامي, تحالف وتقاطع المصالح , التوازن العربي الإقليمي, شبكة المصالح الدولية, التهديدات الإقليمية, جميع تلك الثوابت لم تكن حاضرة لتلافي الخلاف العراقي الكويتي, وهو خلاف سطحي وعاطفي, ولكنه شكل بيئة حربية ومناخ عداء, وكان تازيم الوضع عسكريا وسياسيا وتدويله مخطط له بعناية, وألقى بظلاله على معادلة التحالفات والمصالح العربية والدولية, ناهيك عن تشضي النظام الرسمي العربي ليقع العراق في شرك ستراتيجي تمخض عنه جيب مهلك تدمير العراق ووضعه تحت الحصار والوصاية الدولية تمهيدا لغزوه.
يعاتب محبي الجيش العراقي الأصيل حول ما آلت أليه نتائج الصراع المسلح ضد الجيوش المتحالفة لغزو العراق عام 2003, وأسباب عدم الصمود في حرب كونية لمدة أطول من22يوم ,لقد كانت الاستعدادات للحرب تفتقد لدقة الحدس بالخصم, وتطويع التخطيط والتنظيم مع المعطيات والحقائق والمستجدات التي تقر بالتفوق التقني والتكنولوجي الحربي, الذي يتطلب حل سياسي وليس عسكري ,والتصدي بنمط غير تقليدي, مقارنة بالقدرات الأمريكية الناعمة والذكية والصلبة والمتغيرات الحربية المعاصرة (الحرب القذرة - ستراتيجية البركان) وابرز سماتها شمولية الحرب وتوسيع مسرح الحركات,ناهيك عن الأخطاء السياسية والحكومية التي أدت بمجملها إلى أزمة احتلال العراق, لقد كانت حرب مصيرية ليس فيها خيار سوى الصمود أو الهزيمة, مع الإقرار بالحقائق الحربية أن هناك فرق القدرات والإمكانيات للعدو التي يعتمد نظرية الجيش الذكي مع تحالف جيوش ذكية أخرى , وكانت قد استكملت التكامل العسكري *مكننة الحرب ونقل المتفجرات جوا-*الهيمنة على الميدان النووي وتجزئة القدرات النووية إلى قدرات حربية ميدانية"نووي محدود"- *السيطرة على الفضاء وتطويعه لخدمة الحرب – *ثورة المعلومات وتعزز الأداء الحربي الذكي والفعال لمراقبة ساحة المعركة لأربع وعشرين ساعة .
يعتبر الجيش العراقي من جيوش العالم الثالث أي جيش تقليدي لا يرتقي لصراع مسلح كوني الذي تنتهجه الولايات المتحدة , وهنا فرق كبير وشاسع ولا يقبل المقارنة بين الجيش العراقي ومجموعة الجيوش الذكية, ناهيك عن تداعيات الحصار الاقتصادي منذ عام1990الذي جعل من الجيش العراقي متخلف تقنيا وتسليحيا , ويرزح لضربات تجريد جوي يومية مستمرة من سلاح الجو والصواريخ الأمريكية, إضافة لعمليات الاستنزاف السياسي والفساد, وهذا يعطي انطباعا إن الجيش العراقي كان في أتون حرب كونية منذ عام1991 وحتى غزو واحتلال العراق عام2003وخاض صراع مسلح دام 12 عام تعرض لحملات عسكرية وضربات جوية للاعوام1992/1993/1996/1998 وهذا ما لا يصمد امامه أي جيش متطور في العالم؟
انتقام خاسر وأطماع غادر
استنزفت وجرفت قدرات الجيش العراقي الأصيل, وبشكل سادي ومخزي ومؤلم, ويتعارض مع منظومة القوانين والأعراف الدولية, خصوصا بعد ملئ الفراغ السياسي والعسكري المليشياوي من إيران, ونشهد اليوم تحريف للتاريخ وتجريم وقائع حربية وتهديدات داخلية تعرض لها العراق أثناء الحرب الدفاعية ضد إيران, وبمنحى سياسي وبأثر رجعي, وهذا غير جائز قانونيا وشرعيا وسياسيا وحتى أخلاقيا, لان عقيدة ومهام الجيش نابعة من العقيدة السياسية هي الدفاع عن الحدود العراقية ودرء المخاطر عن الشعب وديمومة التنمية البشرية والاقتصادية, وصيانة الثروات الستراتيجية, وتلك المهام نفذها الجيش العراقي الأصيل بحرفية عالية, ولغرض استمرار الفوضى السياسية وبقاء العراق دولة المكونات والمحميات المليشياوية ودولة مقسمة ومتخلفة, جرى تصفير وتجريف القدرة العسكرية العراقية وبشكل دموي ومخزي ومؤلم, لان تاريخ الجيش العراقي المشرف جعله يدخل دائرة الاستهداف السياسي وخصوصا الإقليمي, لان خاسر الحرب بالأمس هو الذي يسيطر على غالبية الطبقة السياسية الفاسدة في العراق, ويطوعها لسياسته كي يحقق أطماعه ونفوذه الإقليمي في العراق, وكان احتلال بئر الفكه ابرز الشواهد, وقد تعرضت هذه المؤسسة العسكرية العريقة لكافة أنواع التدمير والاستنزاف البشري والمعنوي والمادي, ترجمت على شكل محاكمات سياسية وتهم كيدية وتجريم وقائع حربية وبأثر رجعي, واعتقالات وتعذيب منهجي , وتصفيات جسدية, وتهجير منظم, واستيلاء على الممتلكات, وسياسة التجويع الشامل, نعم انه انتقام الخاسر المنهزم ممزوج بأحقاد إيديولوجية وأطماع توسعية , ولكن هيهات يبقى الجيش العملاق أمل الشعب بالإنقاذ وإعادة استقرار وبناء العراق.
الدرع الواقي والمنقذ الواعد
يعيش العراق اليوم في القرون الوسطى, وأضحت العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية سجن كبير, تمارس فيه كافة انتهاكات حقوق الإنسان والعنف المختلف ضد الشعب العراقي, مثل التفجيرات الإرهابية ذات طابع الصراع السياسي –التغييب البشري –الاغتيالات والتصفية الجسدية- المداهمات – الاعتقالات العشوائية- التعذيب السادي-الاغتصاب المزدوج- الاختطاف –اغتيال الصحفيين-إعماء الرأي العام وقمعه– انتشار الجريمة المنظمة –تعاطي وتجارة المخدرات- تجارة الرقيق- سرقة وتجارة الأعضاء البشرية-ملايين الفقراء- البطالة- فقدان الخدمات..الخ ناهيك عن عشرة ملايين عراقي بين قتلى وجرحى وسجناء وأرامل وأيتام ومهجرين,ونسال السيد "اوباما" الحائز على جائزة نوبل للسلام وإدارته هذه المحرقة والفوضى الدموية اين تضعوها في حسابات الكلفة والمردود في المنهجية الستراتيجية والتغيير السياسي, وهل انتم عاجزون عن اختيار المنحى العقلاني واعداد بيئة مؤاتية للانسحاب من العراق والمساعدة في كنس الفوضى ؟وهل هذه معالم الدمقراطية وحقوق الإنسان ونشر الحرية ؟ في ظل انتشار جيوش من المليشيات تشكل أضلاع المشهد الدموي وهي تابعة للأحزاب السياسية الحالية, ماذا ينتظر المواطن العراقي في ظل عملية سياسية فاسدة ومحنطة وعفنة ذهب ضحيتها مليون ونصف مواطن عراقي قربانا لها, ونشهد فضائح فساد وارتباطات مخابراتية وصراع دموي بين قتلة ولصوص ومراهقين سياسيين فاسدين, وزعانف أجندات إقليمية وتبادل رقع نفوذ يدفع فاتورتها الشعب العراقي, في ظل فوضى سياسية شاملة وانعدام منظومة قوانين وطنية تضبط إيقاع العمل السياسي الوطني , ناهيك تسطيح وتهميش التهديدات الحقيقة والمجازر التي يتعرض لها شعب العراق في ظل دستور يخصخص ثروات وأراضي العراق لرؤساء الأحزاب ويستعبد شعبه , وهو جذر المشكلة والفوضى التي تعصف بالعراق, تلك نتائج حرب خارج أطار الشرعية الدولية وفن تدمير الدولة العراقية وفلسفة حل الجيش العراقي الأصيل وجرف قدراته وخبراته , ونسف جميع المفاهيم والمنظومات القيمية الوطنية لتكون ممرا للإطماع الإقليمية والأجنبية, ويبدوا العراق اليوم عاجز عن حماية حدوده وتامين شعبه وصيانة ثرواته وديمومة تنميته , ويتجه إلى الفوضى الشاملة والفناء الجماعي والقضم الجيوبولتيكي والعنف والفساد المستشري, وهناك حقيقة لا يمكن القفز عليها هو عزوف الناخب العراقي عن المشاركة في الانتخابات ورفضه الطبقة السياسية الحالية برمتها, ويرفضون تزكية الجلاد والطاغية والقاتل والعميل, ليتحكم بمقدراته وينهبها ويقمع إرادته عبر مؤسسات فاسدة وشبكة سجون تفترش ارض العراق, يمتهن فيها القتل والتعذيب والإذلال للمواطن العراقي , بالتأكيد لا ننتظر هبة من السماء أو عون خارجي أو دعم عربي أو ترقيع أمريكي, يجب ان نكون نحن العراقيين أصحاب القضية مفاتيح الحل وأصحاب الإرادة في تقرير المصير, ويبقى الجيش العراقي الأصيل(جيش الشعب) صمام الأمان والدرع الواقي والمنقذ الواعد قادر على مجابهة التهديدات وتحقيق الأمن والاستقرار للعراق والمنطقة والعالم
الدكتور مهند العزاوي
‏الاثنين‏، 04‏ كانون الثاني‏، 2010
مركز صقر للدراسات الستراتيجية والعسكرية
Saqr Center for Strategic Studies and Military


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.