الناصرة :عاد رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط توني بلير وكرر انّه ما زال مقتنعا بانّ الرئيس العراقي الراحل، الشهيد صدام حسين، شكّل تهديدا على المنطقة برمتها، واتهمه بانّه كان يقوم بتمويل عائلات الفلسطينيين الذين قاموا بتنفيذ عمليات انتحارية ضدّ اهداف اسرائيلية، واعرب في مقابلة مطولة مع صحيفة 'هآرتس' العبرية نشرت الجمعة عن عدم ندمه لمشاركة بلاده في احتلال العراق. وفي معرض ردّه على سؤال حول ما اسمته الصحيفة بموجة الارهاب الاسلامي العالمي، الذي تعاظم في افغانستانوباكستان والصومال واليمن، الامر الذي يدلل على انّ الارهاب ليس مرتبطا بزعيم واحد ردّ بالقول: عندما سنفهم انّ الحديث يدور عن صراع واحد، وعن حركة تتبنى ايدلوجيا واحدة، فقط عند ذلك سيكون بامكاننا ان نخضع الارهاب وننتصر عليه، على حد قوله. وزاد قائلا: هناك من يريد ان نركز الجهود في باكستان، وآخرون في افغانستان، والقسم الثالث يريد اليمن، ولكنّ الارهاب يتواجد في جميع هذه المناطق، وبالتالي فاننّا سنصرف وقتا طويلا من اجل القضاء على الارهاب، ولكن عليهم ان يفهموا باننّا لن نكل ولن نمل وسنواصل ملاحقتهم، لقد انتصرنا على صدام خلال شهرين، اما ما نتج بعد ذلك فكان نزاعا مع جهات خارجية مثل القاعدة، والميليشيات التي تتلقى الدعم من ايران، وقال ايضا انّ العناصر الارهابية التي تتواجد في بريطانيا هي نفس العناصر الموجودة في اليمن والصومال ودول اخرى. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى انّ بلير تسلم منصبه الحالي منذ سنتين ونصف السنة، وهو ما زال مقتنعا بانّ السلام يبدأ من الاساس، بحيث يجب اولا بناء اساسات الدولة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني، ومن ثمّ الانتقال الى قضايا الحل الدائم: القدس، اللاجئين وحق العودة، ومع ذلك يقر بلير بأنّ هذا الامر ليس كافيا، اي السلام من الاسفل الى الاعلى، وفق وجهة نظره، لافتا الى انّ السلام الاقتصادي هو مكملا للسلام السياسي، وبدون الاول لا يمكن تحقيق الثاني، والعكس ايضا صحيح. وقال مبعوث الرباعية ايضا انّه لا يمكن تحقيق السلام في يوم واحد، ولكنّه اكد على انّ الظروف باتت شبه جاهزة لعودة الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، الى طاولة المفاوضات، واذا حدث هذا الامر، تابع بلير، فانّ الخطوة ستحظى بتأييد ودعم دولي كبير، وزعم انّه تمكن من اقناع اسرائيل بازالة الحواجز، متفاخرا بانّه يتنقل من رام الله الى نابلس فجنين والخليل واريحا بصورة حرة، ولا توجد حواجز، وبالتالي يجزم بأنه ممنوع علينا ان نفقد الامل. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مسؤول رفيع في الخارجية الاسرائيلية قوله انّ الدولة العبرية راضية جدا عن الاعمال والمشاريع التي يقوم بها بلير في الضفة الغربية وفي غزة، ويؤكد على انّه عندما سيكتبون تاريخ المنطقة بعد مائة عام فانّ اسم بلير سيكون ناصعا جدا، على حد تعبيره، فهو دفع العديد من المشاريع في الضفة وغزة، وادخل الحياة والرفاهية للفلسطينيين في الضفة. ورد على اقوال المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاترين اشتون، ضد مواصلة البناء في الضفة والقدسالمحتلة وضدّ جدار العزل العنصري، بالقول انّ هذه التصريحات ليست ضدّه شخصيا، بل هي عبارة عن احباط الاتحاد الاوروبي من توقف العملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، كما انّ اقوالها عبّرت عن عدم رضاها من انّ هذا الجسم الدولي الكبير، اي الرباعية، لا يوجد له ايّ تأثير على العملية في الشرق الاوسط. وفي معرض رده على سؤال عن خيبة الامل في اوروبا من الرئيس الامريكي، باراك اوباما، قال بلير انّ اوباما ما زال جديدا في منصبه، ويجب ان نعطيه فرصة، وبعد ذلك سنتقدم في عملية السلام. وقال عن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعن استعداده لتقبل خطة السلام الامريكية قال انّ نتنياهو على استعداد للتقدم في عملية السلام التي تضمن امن الدولة العبرية، بدون المحافظة على امن اسرائيل لا يمكن بايّ حال من الاحوال ان يتحقق السلام. واعرب بلير عن معارضته الشديدة لاشراك حركة حماس في المباحثات او المفاوضات، لانّها لا تريد ان تترك خيار المقاومة، لافتا الى انّ معالجة ظاهرة التطرف في غزة لا تتم عن طريق القبول بشروط حركة حماس، على حد قوله. ورفض بلير التطرق الى تقرير غولدستون ولكنّه برر العدائية للدولة العبرية بعد حرب غزة قائلا انّه من الصعب على المواطن البريطاني ان يفهم كيف تضطر دولة ديمقراطية للقيام بالدفاع عن مواطنيها الذين يتعرضون للقصف بالصواريخ، وهذا نفس الواقع الذي نواجهه في افغانستان، كما كال المديح للقيادة البريطانية التي عارضت امر الاعتقال الذي صدر ضدّ وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، في لندن بشبهة ارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين. 'القدس العربي' من زهير اندراوس