الناصرة/ تصاعدت حدة التوتر بين تركيا والحكومة الإسرائيلية، في أعقاب عملية الإذلال التي تعرض لها السفير التركي في إسرائيلي، من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون، على مسمع ومرأى من وسائل الإعلام.وكان أيالون استدعى السفير التركي أحمد أوغوز تشليكول، للاحتجاج على مسلسل تلفزيوني تركي، يصور اليهود كيف يخطفون الأطفال ويرتكبون جرائم حرب، وللاحتجاج على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واتهم فيها الحكومة الإسرائيلية باستخدام القوة الدموية ضد الفلسطينيين واختراق الأجواء اللبنانية وعدم الانصياع لقرارات الأممالمتحدة بحسب بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية. وقالت مصادر إسرائيلية "إن أيالون رفض طلب صحافي إسرائيلي مصافحة السفير التركي، وأجلسه في مكان منخفض ولم يبتسم له ولم يتم وضع العلم التركي حسب الأعراف الدبلوماسية بين الطرفين، وقال للصحفيين باللغة العبرية "المهم أن يروا أنه يجلس منخفضا (في مكان منخفض) ونحن نجلس عاليا، وأنه يوجد هنا علم واحد، وأنت ترى أننا لا نبتسم"، وأضاف أيالون "هذا أمر غير مقبول (...) ويهدد حياة اليهود في تركيا ويهدد العلاقات الثنائية"، في إشارة إلى مسلسل جديد بعنوان "وادي الذئاب" تم بثه أصلا على تلفزيون حكومي وأعيد بثه على تلفزيون خاص, قال إنه يظهر عملاء من جهاز الموساد الإسرائيلي، يهاجمون سفارة تركيا في إسرائيل ويأخذون السفير وعائلته رهائن. من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن الحديث يدور عن "تحريض بالغ الخطورة يتم برعاية رسمية"، مضيفا أن "مسلسلا من هذا النوع، والذي بينه وبين الواقع لا يوجد أي علاقة، لا يصح بثه حتى بين دول معادية". وكانت تل أبيب احتجت في تشرين أول (أكتوبر) الماضي عندما عرض التلفزيون التركي مسلسلا تركيا يظهر جنودا إسرائيليين يطلقون النار على أطفال فلسطينيين بدم بارد. ونددت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس الاثنين (11/01), ووصفت كلامه الذي تضمن انتقادا لاذعا لممارسات إسرائيل ب"الهجوم العشوائي". وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كلام أردوغان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الاثنين مع نظيره اللبناني سعد الحريري كان بمثابة "هجوم عشوائي" على إسرائيل, واتهمته بالسعي إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حسب زعمها. وتابع البيان إن "إسرائيل تحرص على عدم المس بشرف تركيا, وترغب في علاقات ثنائية جيدة, إلا أننا نأمل بأن نقابل بالمثل"، حسب تعبيره، مؤكدا أن "تصريحات أردوغان تضاف إلى البرنامج المناهض لإسرائيل والمعادي للسامية الذي يعرضه التلفزيون التركي وإلى أمور أخرى خطيرة ضد إسرائيل منذ أكثر من عام". وكان أردوغان، دعا في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في أنقرة أمس الاثنين إلى "ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لأنها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به أبدا"، حسب تأكيده. وذهب اردوغان إلى حد الدعوة إلى إصلاح في هيكلية الأممالمتحدة بسبب عدم تطبيق إسرائيل لأكثر من مائة قرار صادر عن مجلس الأمن. وقال أردوغان إن "القرارات التي لم تطبقها إسرائيل قد تجاوز عددها مائة قرار (...) الأمر الذي يدعو إلى ضرورة القيام بإصلاح في الأممالمتحدة, لان لا معنى لهذه القرارات ولا قيمة لها إذا كان يتم اتخاذها ولا مجال لتطبيقها", مضيفا "نحن لا نؤيد موقف إسرائيل هذا ولن نبقى صامتين بإزاء هذا الأمر". من جانبها انتقدت بعض الأوساط الإسرائيلية، تصرفان أيالون، مشيرة إلى أن هذا التصرف، يضر بالعلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل وتركيا، محذرة من أن تركيا قد تقوم بسحب السفير التركي، ردا على تصرفات أيالون، في الوقت الذي حاولت فيه بعض الأوساط في وزارة الخارجية الإسرائيلي، نفي أن يكون أيالون قد تعمد إذلال السفير التركي. وكانت حدة التوتر قد تصاعدت بين أنقرة وتل أبيب، في أعقاب العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والمدنيين، حيث انتقدت تركيا، هذه الحرب، واتهمت تل أبيب، على لسان رئيس وزرائها أردوعان، في أكثر من مناسبة بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.