مرة أخرى، يقدّم السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا درسا في الدفاع عن القضايا العادلة وفي تعرية السياسات المعادية لحقوق الإنسان والشعوب والكرامة الإنسانية فينبري مهاجما سياسة وممارسات الكيان الإسرائيلي الإجرامية في حق أبناء الشعب الفلسطيني العزل وفي حق الدول العربية المجاورة وانتهاكاته وخرقه المستمرين منذ عقود للقوانين والمعاهدات الدولية، وهو خرق تدلل عليه القرارات الأممية التي التزم بها هذا الكيان حتى اللحظة ولم ينفذها والتي تجاوز عددها المائة. ولقد اختار أردوغان توقيت الإدلاء بتصريحاته التي هاجم فيها بشدة استمرار قيادات تل أبيب في أعمال التقتيل والتدمير داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بدقة اعتبارا لخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة حيث يزداد الحصار الخانق المفروض على غزة حدة وتتصاعد التلميحات الإسرائيلية إلى التحضير لشن عدوان جديد أكثر عنفا وقوة على القطاع الذي مازال يعاني من آثار عدوان العام الماضي. هذا الموقف الشجاع الذي أبداه أردوغان إنما يشرف تركيا التي طالما سعى الغرب إلى إبعادها عن الاهتمام بالقضايا العربية، وفي نفس الوقت يشكل صفعة لبعض الأطراف العربية التي لم تتجرأ حتى على المجاهرة بمثله ناهيك عن اتخاذ إجراءات كفيلة بدعم صمود الفلسطينيين وتمكينهم من وسائل تعزيز مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي وتقريب فرص استعادة حقوقهم الوطنية الثابتة. فمتى تنتقل «عدوى» الجرأة التركية إلى من هم أحرى بالدفاع عن القضايا العربية العادلة؟ محمد الطوير الصباح التونسية