بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن تكونوا في هذا الموقع الهام وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الجماعة المباركة و تاريخ وطننا الحبيب مصر وأمتنا العربية والإسلامية ، شاءت إرادة الله سبحانه فكانت إرادة الملايين من الإخوان على مستوى مصر والعالم بانتخابكم مرشداً ثامناً لأكبر تجمع إسلامي في المنطقة ، فضيلة الأستاذ المرشد لقد نجحت الجماعة وبمهارة فائقة في عبور هذا المفترق الصعب الذي عاشته الأيام الماضية بما تملكه من مرجعية إسلامية عاصمة وتنظيم رباني متين ومحاضن تربوية داعمة ومؤسسية إدارية راشدة ، كما نجحت في تطمين الرأي العام المصري والإسلامي رغم محاولات التفزيع المستمرة والمتعمدة التي سعى لها البعض وبخلفيات متنوعة ، ومع ذلك كانت الفائدة الكبرى أن الجماعة وضعت يديها على نقاط القوة والمنعة لديها وكذلك نقاط الخلل والاستكمال ، لتعزز الأولى وتعالج الثانية أملاً في تحقيق هدفها المنشود في الإصلاح الشامل لمصرنا الحبيبة ونصرة قضايانا العاجلة. فضيلة الأستاذ المرشد اسمح لي أن أضع بين يديكم هذه النقاط انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية والقومية وهي جملة من المتغيرات الواقعة والإشكالات المرحلة والآمال المنشودة ومنها: ** حالة الاحتقان التي يعانيها عدد غير قليل من الإخوان كجزء من المجتمع المصري ولأسباب معظمها معيشية وسياسية وأمنية تعانيها الجماعة المصرية والإخوان جزء منها ** حالة الإجهاد التي يعانيها أعضاء الجماعة بسبب كثرة المناشط و الفاعليات نظراً لكثرة وتلاحق الأحداث و حرص الجماعة على مواكبتها انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية ** الآثار الجانبية المترتبة على الأزمة الأخيرة لمكتب الإرشاد ، على مستوى قواعد الجماعة الذين عايشوا تجربة لم يعهدوها من قبل وأيضاً على المستوى الخارجي للجماهير والنخب التي أزعجها حالة عدم التوافق التي طالما حسدوا الإخوان عليها ، أرجو ألا تكون النظرة الكمية هي المقياس ** إعادة النظر في نمط الإعداد والتربية في ظل عالم متغير مع اعتبار الوضع المصري المأزوم معيشياً والمجمد سياسياً والمتربص أمنياً ** التوظيف الأمثل لإمكانات الأفراد لأن الجماعة أكبر مخزون بشري في مصر والعالم العربي ** فاعلية مؤسسات الجماعة الشورية والفنية في ظل الأوضاع الأمنية المتربصة ** إعادة النظر في منظومة المواصفات والمعايير التي يجب توفرها في الأفراد للقيام بالمسؤوليات التنظيمية والإدارية واعتماد معايير أكثر جودة ** معايير المساءلة والمحاسبية بمعني مراجعة أداء وإنجاز المسئولين في المهام المنوطة والتي يترتب عليه الإبقاء أو الإعفاء ** مدى توفر المساحات الكافية للحوار والنقاش الآمن داخل الجماعة لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى و طرح الأفكار ** ندرة الرموز الإعلامية والسياسية المتحدثة عن وباسم الجماعة ** قلة إنتاج الجماعة من رموز ورواد العلم والأدب والثقافة كما كان في السابق جيل الأساتذة القرضاوي والغزالي وغيرهم ** المحافظة على الحضور السياسي والإعلامي غير المسبوق ** تبني خطاب إعلامي توافقي بين أعضاء الجماعة من ناحية, وبين الجماعة والمجتمع من ناحية أخرى ** علاقة الجماعة بالنظام ومحاولة الوصول لحالة من الوفاق أو التفاهم النسبي لإيجاد نوع من التهدئة للساحة المصرية المتوترة والملتهبة دائماً ** التنسيق الفاعل والمؤثر مع باقي مؤسسات المجتمع المدني"الأحزاب السياسية والقوى الشعبية والنقابات والجمعيات" وإعادة النظر في التعاطي الفاعل معهم وعدم الاكتفاء بمراسيم العلاقات العامة ** تواصل الجماعة مع مؤسسات المجتمع الدولي وفق المسموح به دستورياً وقانونياً حتى لا يكون النظام باستبداده وفساده الجسر الوحيد المعبر عن دولة بحجم وتاريخ مصر وأخيراً.. أدعوا الله سبحانه أن يوفقكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يرزقكم بطانة الخير ويحفظكم من بطانة السوء إنه ولي ذلك والقادر عليه. أخوكم محمد السروجي