تحدثت السيدة ليليا، إحدى المشاركات في قافلة كسر الحصار عن غزة، عن تجربتها غير المسبوقة في اصطحاب طفلتها الرضيعة البالغة من العمر أربعة أشهر ونصف، إلى رحلة محفوفة بالتحديات عبر الصحراء والحدود، فقط من أجل إيصال رسالة إنسانية إلى العالم، ورسالة كرامة إلى طفلتها. وتقول: "من اللحظة التي أُعلن فيها عن تنظيم القافلة، شعرت أن من واجبي المشاركة. لم أستطع المغادرة في اليوم الأول بسبب التزامات زوجي، ولم أجد من يهتم بأطفالي، خاصة الصغيرة. فقررت أن أرافقهم معي، وأن أتحمل كامل المسؤولية." وتضيف: "البعض انتقدني لأنني اصطحبت رضيعة، لكنني كنت واثقة من نفسي. حضرت كل ما تحتاجه من حليب وملابس وأدوية، وكنت على استعداد لكل طارئ. تجاوزنا درجات حرارة فاقت الخمسين في الصحراء، لكنني لم أشعر بالخوف لحظة واحدة. كنت مطمئنة لأنني أعرف ابنتي، وأعرف كيف أعتني بها." السيدة ليليا تؤكد أن هدفها من هذه الخطوة لم يكن مجرد المشاركة في القافلة، بل كان رسالة تربية قبل كل شيء: "أردت لابنتي أن تكبر وهي تعرف فلسطين، أن تتغذى منذ الآن على فكرة العزة والنصرة والحق. لا أريدها أن تنشأ على الخوف، بل على الكرامة." وتختم مداخلتها قائلة: "حتى لو أُعيدت الرحلة، سأعيدها مع أبنائي. هذه ليست مغامرة، بل تربية ونضج ورسالة. ابنتي لم تكن عبئاً بل كانت الحافز الأكبر. أنا فخورة بها، وفخورة بتونس التي كانت حاضرة بكل وجدانها مع غزة."