جاء العدد 190 من مجلة "الحياة الثقافية" التونسية لشهر فبراير/ شباط 2008 كعادته زاخرا بالمتابعات والأقاصيص والقصائد والرؤى مع تكريم لفقيد الرسم التونسى عبد العزيز القرجي. الهوية محور العدد "سؤال الهوية بين الثابت والمتحول؟" هو العنوان الرئيسى للمجلة الثقافية الأعرق فى تونس لشهر فبراير الماضي. والذى جاء مستفيضا بالنظر والتمحيص فى هذه الاشكالية الملحّة فى زمن عولمة الرؤى، وفى هذا الخصوص كتب توفيق بن عامر "الشباب والهوية" فى حين كتب محمود الذوادى "الهوية الرموزية الثقافية للانسان" ليكتب بوشوشة بن جمعة "تجليات أسئلة الهوية فى السرد الروائى المغاربي" مقسما نصه إلى عنصرين رئيسيين هما: "خلفيات تشكل سؤال الهوية فى الفكر المغاربى المعاصر" و"أسئلة الهوية فى السرد الروائى المغاربي". وكتب أحمد الحذيرى فى "الهوية ومؤتلف الاختلاف" قائلا: "الهوية، إذا رمنا التبسيط، وقبل الخوض فيما هو معقد أكثر، هى ما يحدد كل شخص ويعين اختلافه عن الآخرين وهذا معناه – منذ المنطلق- أن هذه المكونات للهوية تدخل فيما يمكن تسميته بوضع الشخص فى ثقافة معينة ومجتمع معين، ولا مفر تبعا لذلك من تحديد هذه الهوية وفى هذا المستوى، بكونها هوية اجتماعية تتشكل منذ الطفولة، ويبدأ هذا التشكل حين تنتفى الحاجة إلى التعرف الذى تحدث عنه فرويد وهو الذى يتجسد فى أولى مراحله فى ذلك الرباط العاطفى مع الأشياء.."، متمما نصه بتعريفات فلسفية عديدة لمفهوم الهوية بين ماهو ابستيمولوجى وسوسيولوجى وغيرهما من المقاربات والفلسفات. وكتب جعفر حسين "الشخصية والمشاركة الاجتماعية" ومصطفى عطية "ثوابت الهوية وتحديات العولمة" وعمر بن بوجليدة "كيف نتخيل كيفية وجود مغايرة؟" والأخضر نصيرى "القبيلة فى الأبحاث التاريخية والانتروبولوجية والسوسيولوجية"، وحافظ المدانى "الازدواجية فى أسس الهوية الجماعية التونسية" مختتما عبد الحق الزمورى المقاربات الاحدى عشرة ب"قبيلة "زمور" الجنوب التونسى أنموذجا". عبد العزيز القرجى فى الذاكرة وفى باب الفنون التشكيلية كتب خليل قويعة نصا تكريميا لروح التشكيلى التونسى الفذ عبد العزيز القرجي، وفى الصفحات الاثنتى عشرة التى خصت بها المجلة الراحل "من ص 97 إلى ص 109" والمعنونة ب"مسيرة تشكيلية تستعيد نبض الحياة ما بين الذات وذاكرتها" نجد صورا وشهادات عن القرجى مرفوقة ببعض من أعماله التشكيلية الخالدة. قص نسائى وشعر رجالى وفى باب القصة يقرأ المتصفح للمجلة ثلاث أقصوصات نسائية بقلم كل من أميرة المصمودى التى كتبت "امرأة مسلوبة الأزمان" وهيام الفرشيشى فى "رقصة الديكة" وأخيرا عفيفة الحاج حسن "ليالى العشق مع مينيرفا". أما فى باب الشعر فنجد ثلاث قصائد ذكورية لكل من مصطفى بدوى "مديح الجنون" ومحمد صلاح الدين بن حميدة "زائر الليل" وحميدة الصولى "سفر" الذى يقول فى مطلعها: وتذوى على وجنتيك الأماني/ تأكل وجه الزمان على حدقاتك/ مازلت تستنهض المعجزة/ تآكلت فى المد والجزر/ تستعطف المخبزة/ /عيونك هذي، تذكرنى بضياعي/ وجرحك أكبر من خفقات يراعي/ تشيّد مازلت فى كلماتك/ بُرج التحدي/ وفى وجنتيك يهيج الصداع/ فما لك عندي؟ ومن لك بعدي؟/ تذكرنى اليوم بالقفز/ ..بالاندفاع/ ولكن صوتك غصّ بنجواك/ هلاّ نفضت على شفتيك غبار التّملق،/ عبر اجترار الأماني..