كوبنهاغن:كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة دنماركية حول سؤال إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من عدمها، النقاب عن أن 84 % من الدنماركيين يرفضون إعادة نشر تلك الرسوم. ورحّب رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة ل"قدس برس" بهذه النتيجة واعتبرها دليل وعي دنماركي عام بسماحة الإسلام واعتداله وفشلا لكل الجهود الرامية للدقع باتجاه الصدام بين الأديان والحضارات والثقافات، وقال "لا شك أن هذه النتيجة التي أذاعتها اليوم الثلاثاء (19/1) صحيفة "يولان بوستن" التي كانت قد نشرت الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، والتي أكدت أن 84.2 % من الدنماركيين يرفضون إعادة نشر تلك الرسوم يعكس وعيا إيجابيا من الدنماركيين بحقيقة الإسلام باعتباره دين تسامح وحوار وتعايش مع باقي مكونات البلاد الدينية والعرقية والفكرية. وهي نتيجة تؤكد فشل محاولات إشاعة الصدام بين الأديان والثقافات والحضارات". وحسب الحمدي فإن هذه النتيجة تفترض من المسلمين أن يردوا عليها بالمثل، وذلك بالتخلي عن إثارة قضية الرسوم من جديد في المحاكم الدولية، على اعتبار أن الشعب الدنماركي نفسه هو من رفضها، وأن الصحيفة نفسها هي التي قامت بالاستطلاع ونشرت نتائجه، كما قال. من جهته اعتبر مسؤول موقع "اخبار الدنمارك" أبو عريف محمد نضال في تصريحات خاصة ل"قدس برس" أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن الدنمارك تسعى إلى إغلاق هذا الملف بطريقتها الخاصة، وقال: "من الواضح جدا أن قضية الرسومات عشية الذكرى الرابعة لانفجار الأزمة أصبحت تثقل كاهل المسلمين في الدنمارك بل والدنمارك بشكل كامل، ومن الواضح أيضا أن هناك جهات تسعى إلى فتح صفحة جديدة، والغالبية الرافضة لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، تعني اعتذارا عما سبق لأنها سببت لها الكثير من المشاكل، ويبدو أن الدنمارك حكومة وشعبا وإعلاما يتوجهون لإغلاق هذا الملف بطريقة تتناسب مع أفكارهم وآرائهم". وأضاف "هذه الرغبة لم تأت بعدما حدث مطلع هذا العام من رفض وسائل الإعلام الدنماركية إعادة نشر الرسوم ردا على محاولة اغتيال صاحب الرسوم، وإنما هي نتيجة لجدل عارم جرى في الدنمارك عن القيم والمعايير الدنماركية التي دارت في عهد رئيس الوزراء الدنماركي السابق الذي أصبح اليوم أمينا عاما حلف شمال الأطلسي الثلاثاء 19 كانون ثاني (يناير) 2009