هددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس «دولاً وأفراداً» يشنون هجمات الكترونية ب «عواقب» لم تحددها، وذلك في مؤتمر صحافي نددت خلاله بالهجمات الصينية على محرك «غوغل» العملاق، وانتقدت «الدول التي تقيّد حرية الحصول على المعلومات عبر الإنترنت»، وذلك بعد أيام على تبني مجلس النواب الأميركي قانوناً يسمح لواشنطن بمعاقبة الأقمار الاصطناعية التي تبث قنوات عربية تعتبرها معادية لها»! ولأن الولاياتالمتحدة هي «مهد» الإنترنت، و«من مسؤوليتها» التثبت من وجهة عمله، قالت كلينتون، في خطاب حول «الحريات والانترنت»، إن «الدول أو الأشخاص الضالعين في هجمات الكترونية يجب أن يواجهوا العواقب والإدانة الدولية»، لأنه «في عالم مترابط بقوة، قد يكون الهجوم على شبكات دولة، هجوماً على جميع الدول». كما حددت بالاسم كلاً من مصر والسعودية وتونس وإيران والصين بأنها من بين الدول التي تقيّد الحريات الإلكترونية، مشبّهة «الستار المعلوماتي الجديد الذي ينزل في أنحاء كثيرة من العالم» بأنه المعادل العصري ل «جدار برلين». ودعت كلينتون بكين إلى إجراء تحقيق «دقيق» و«شفاف» في الهجمات الالكترونية التي دفعت «غوغل» إلى بحث الانسحاب من الصين، فيما حثّت شركات التكنولوجيا الأميركية على «رفض الرقابة ذات الدوافع السياسية»، لأن ذلك «جزء من علامتنا الوطنية». وردّ نائب وزير الخارجية الصيني خه يافي بأنه «يجب عدم الربط بين حادثة غوغل، والعلاقات الثنائية (مع واشنطن)، وإلا فإن ذلك سيكون مبالغة في تصويرها». وقالت كلينتون منتقدةً، إن الصين وتونس وأوزبكستان عززت الرقابة على الانترنت، فيما احتجزت مصر 30 من المدونين والنشطاء السياسيين، بينما منعت السعودية والصين وفيتنام إمكان الدخول على الانترنت للحصول على معلومات دينية أو أسكتت أصحاب معتقدات. هذه الدول، برأي كلينتون، «تنتهك إعلان حقوق الإنسان الذي يضمن حرية الحصول على المعلومات»، كما أنها «تخاطر بعزل أنفسها عن التقدم في القرن المقبل». وحذّرت كلينتون من أن الانترنت قد يعتبر نعمة ونقمة لأن «الشبكات التي تساعد في تنظيم حركات مدافعة عن الحرية، تمكّن (تنظيم) القاعدة في الوقت ذاته من بث الكراهية والتحريض على العنف ضد الأبرياء»، كما أن «التكنولوجيا القادرة على فتح الاتصال مع الحكومة ودعم الشفافية.. يمكن أيضاً أن تستحوذ عليها حكومات لسحق المعارضة وإنكار حقوق الإنسان». وكان مستشار كلينتون في مجال الإبداع في وزارة الخارجية أليك روس أكد، في ندوة نظمتها «مؤسسة نيو أميركا» أن الوزارة تأخذ على محمل الجد الاعتداءات على «غوغل»، وإن دافع بأن الوزارة «ليست الذراع المسلحة لغوغل».