جوس- نأى مسلمو نيجيريا بأنفسهم عن "الاستقواء" بتنظيم القاعدة، وأصروا على أن الحركة المسلحة لن تجد لها مكانا بينهم، وذلك ردا على تقارير صحفية قالت إن القاعدة في المغرب الإسلامي عرضت عليهم الدعم بالسلاح والرجال إثر المواجهات الطائفية الأخيرة بين مسلمي نيجيريا ومسيحييها. وفي تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت" قال الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في نيجيريا عبد اللطيف أديجبيت: إن "القاعدة ليست موضع ترحيب هنا". وأكد أن "القيادة النيجيرية المسلمة ليس لها علاقة مع تنظيم القاعدة، كما أننا على يقين أنه لا يوجد أي من أتباعنا على صلة بهذا التنظيم الذي ليس لديه وجود هنا على الإطلاق". وأردف قائلا: "لا أتردد في القول إن مسلمي نيجيريا محبون للسلام، ولن يقبلوا أي عمل إرهابي باسم الإسلام". تصريحات إديجبيت جاءت بعد تقارير نشرتها صحف نيجيرية بارزة ووكالات أنباء حول عرض تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تدريب وتسليح مسلمي نيجيريا. ونقلت صحيفة ذا باتش النيجيرية الثلاثاء 2-2-2010 بيانا لزعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أبو المصعب عبد الودود -نشر على أحد المواقع المعبرة عن التنظيم- قال فيه: "مستعدون لتدريب أبنائكم على السلاح، وتزويدهم بما نستطيع من دعم ورجال وأسلحة وذخائر ومعدات؛ لتمكينهم من الدفاع عن أهلنا في نيجيريا والرد على الأقلية الصليبية". واعتبر البيان أن "مأساة الأكثرية المسلمة في نيجيريا تتواصل وتستمر معها المجازر المرتكبة في حق المسلمين العزل والمستضعفين على أيدي الأقلية النصرانية الحاقدة، أمام تواطؤ دولي إجرامي، وخيانة جماعية من حكام الردة في الدول الإسلامية والعربية على حد سواء". وكانت مواجهات قد اندلعت في نيجيريا في 17 ديسمبر الماضي حين احتج شباب مسيحيون على بناء مسجد في مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو ذات الغالبية المسيحية، وامتدت المواجهات إثر ذلك إلى بلدات مجاورة، أسفرت عن مقتل أكثر من 553 شخصا. حذر إعلامي من جانبهم، طالب علماء مسلمون بنيجيريا وسائل الإعلام بأن تكون أكثر حذرا في تناول مثل هذه القضايا الحساسة. وأعرب الدكتور عبد الرحمن أحمد، رئيس جمعية أنصار الإسلام في نيجيريا ومذيع سابق، عن شكوكه حول صحة هذا البيان، قائلا: "قرأت تلك الصحف، ولكنني حزين لعدم وجود أي إشارة إلى الموقع الذي ذكر هذه القصة؛ ونظرا لتوقيتها الحرج فقد توقعت أن تتحقق وسائل الإعلام النيجيرية أكثر في ذلك". وأضاف: "أشعر بالإهانة كنيجيري، وكزعيم ديني، وبوصفي عضوا في الصحافة النيجيرية التي نشرت تلك القصة الحساسة على أنها صحيحة، دون التحقق من ذلك بشكل كاف". وأشار إلى أن "أي شخص يمكن أن يجلس مسترخيا في غرفته، ويبعث رسائل البريد الإلكتروني تحت أسماء زائفة، لذلك أدعو وسائل الإعلام النيجيرية إلى الحذر في تناول هذا الموضوع"، مشددا على عدم وجود تنظيم القاعدة في نيجيريا. الخارج لا يملك حلا من جهته، حذر عبد الله شعيب، رئيس مؤتمر المنظمات الإسلامية الذي ينطوي تحت مظلته جميع المنظمات الإسلامية في نيجيريا، من أن مثل هذه التقارير "تهدف لزيادة التوتر العرقي والديني في البلاد"، واصفا إياها بأنها "وهمية ولا تعدو عن كونها بلاغا كاذبا يزيد من التوتر". وأضاف: "إنهم (تنظيم القاعدة) يستفيدون من التوتر العرقي القائم حاليا، فهم يرغبون في إحداث ارتباك في الحكومة، وجعل أجهزة الأمن في حالة تأهب لأي إنذار كاذب". وأكد شعيب على جميع النيجيريين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية أن الأوضاع الحالية تدفع إلى المصالحة، مشددا: "ينبغي تجاهل هذه القصة التي من المفترض أن تفجر الأزمة ليتم استغلالها والاستفادة منها". وأضاف: "القوى الخارجية لا يمكن أن تحل أزمة عرقية في أي مكان في العالم، ولكن المواطنين أنفسهم هم من يمكنهم أن يجلسوا ويحلوا هذه القضية". وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أصدر بيانا في التاسع عشر من أغسطس الماضي عبر فيه عن تضامنه مع المسلمين في نيجيريا إثر مواجهات وقعت في يوليو 2009 بين متظاهرين وقوات الشرطة أوقعت العديد من القتلى. رافيو أوريومي إسلام أون لاين.نت