دبي- بعد 700 عام من وفاته لا يزال العالم المسلم ابن بطوطة يجول العالم من خلال الفيلم الوثائقي العالمي "رحلة إلى مكة" الذي يرصد رحلته لأداء فريضة الحج، ويقول القائمون عليه إنه يهدف إلى شرح مناسك الحج لغير المسلمين وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب.وأوضح دومينيك كاننجهام ريد كبير منتجي الفيلم في برنامج "إم بي سي في أسبوع" الخميس 4-2-2010 إن الفيلم الوثائقي العالمي الذي يشرح مناسك الحج لغير المسلمين ومازال يحظى بإقبال شديد منذ عرضه قبل نحو شهرين واجه العديد من التحديات أثناء تصويره، مضيفا: "بالنسبة لي فإن أكبر تحد هو أن أقوم بتصوير الفيلم في السعودية". ويشير كاننجهام بذلك إلى انتظار فريق العمل نحو عامين ونصف لتصوير 10 دقائق من الفيلم، قبل أن يحصل على إذن من السلطات السعودية التي سمحت للمرة الأولى بتصوير الحجاج عن قرب وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، ويؤدون مناسك فريضة الحج. ولفت كاننجهام إلى أنه من ضمن التحديات التي واجهتهم هي جمع ألف ناقة لتصوير أحد المشاهد، وبناء مجسم للكعبة في صحراء المغرب تعود بالمشاهد إلى القرن الرابع عشر الهجري. وقال حسام تشاس أحد أبطال الفيلم إن "الصورة العربية ملوثة بصور الإرهاب.. وهو أمر يخالف الواقع، لذا فإن تصوير هذا الفيلم يعطي صورة أفضل عن الإسلام". من جانبه قال الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى واشنطن: "آمل أن يحقق هذا الفيلم الغاية منه وهو تثقيف الناس، خاصة أنه يوضح لغير المسلمين معنى الحج". وعرض فيلم "رحلة إلى مكة" الذي ضم فريق تصوير مكونا من 85 شخصا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي يناير الماضي، وتجاوزت ميزانيته 13 مليون دولار، بينما استغرق تصويره ما يزيد على أربع سنوات. وتدور قصة الفيلم عن رحلة العالم المسلم ابن بطوطة الذي غادر مدينة طنجة المغربية عام 1325م متوجها إلى مدينة مكةالمكرمة بالسعودية، في رحلة يقطع خلالها 3000 ميل باتجاه الشرق؛ حيث يلتقي خلال رحلته الطويلة بقاطع طريق غريب يصبح في نهاية المطاف صديقه وحاميه. ويسرد الفيلم حياة أشهر رحالة عربي وهو ابن بطوطة الذي وصل إلى الصين والهند ولم يعد إلى مسقط رأسه في مدينة طنجة إلا بعد 30 عاما من الترحال، وكتب عنها قائلا في إحدى كتبه "إنها مكة والطريق إليها طويل ولكن لا بد لي منذ ذلك.. هي رحلة سلكها آلاف ممن سلف وسيتبعهم آخرون". وقطع ابن بطوطة 3 آلاف ميل على ظهر الخيل والإبل ومشيا على الأقدام وهو في سن الواحدة والعشرين، ليحقق رؤية رآها في حلمه وهي القيام برحلة العمر (الحج). ويأخذ الفيلم المشاهد في رحلة روحانية لمناسك الحج التي يجهلها كثيرون في الغرب، ويذكر المسلمين بشخصية إسلامية مثل ابن بطوطة الذي امتدت رحلاته إلى 3 أضعاف رحلات الرحالة الغربي ماركو بولو.