في بداية الأسبوع المقبل ستمنح أسماء الارياشي، المبلغ الذي جمعته بمبادرة شخصية لصالح هاييتي المنكوبة بسبب الزلزال العنيف الذي ضربها مؤخرا وأودي بحياة الآلاف من أبنائها. أسماء الارياشي هولندية من أصل مغربي معروفة جدا في هولندا بسلسلة الرأي بنات الحلال التي تطرح من خلالها مع أختيها جهاد وهاجر قضايا المجتمع الهولندي من كل نواحيه وتعرض فيه مختلف الآراء. حين رأت أسماء السياسي اليميني خيرت فيلدرز نفسه على شاشة التلفزيون، يساهم في جمع التبرعات لهايتي، قالت لصديقتها الممثلة الكوميدية المعروفة والتركية الأصل، نيل غونييرلي،" لا بد ان نفعل شيئا". المبادرة وهكذا كانت المبادرة الثنائية لجمع التبرعات، والتي تكلفت بها أسماء نظرا للبرنامج المكثف لصديقتها الممثلة. تقول أسماء الارياشي انه لم تكن لديها أية تجربة في المجال وان نيل غونييرلي كانت مثلها تماما بدون تجربة مسبقة. اتصلت هاتفيا بمجموعة من الأشخاص المهمين الذين تعرفهم والذين لديهم شبكات اتصال واسعة، وطرحت عليهم الفكرة وسألتهم عن التنفيذ..قالوا " لا بد من ان تذكري رقم حساب بنكي خاص لجمع التبرعات". 555 تذكرت أسماء ان المبلغ في نهاية المطاف سيذهب إلى الحساب البنكي الخاص بجمع التبرعات 555، وقررت وصديقتها ان يحاولا جمع مليون يورو من المسلمين في هولندا، ثم أصرت على انه لا بد ان يسجل المبلغ ويعرف حجمه على حدة قبل ان يمتزج بالمبالغ الأخرى للحساب البنكي الخاص بهاييتي 555. تباحثت أسماء الأمر مع خبراء مختلفين ومنظمات لتقديم المساعدة ولم تستطع ان تتضح لها الرؤيا من البداية فاضطرت لان تقدم حسابها الخاص. اتصلت هاتفيا بأشخاص وبالجهات التي تعرفها للتبرع لصالح هاييتي واتفقت مع بنكها ان يوضع المال الذي يدخل حسابها لصالح هاييتي على جنب ليقدم في نهاية المطاف إلى 555. قبل ذلك كانت أسماء قد اتصلت بالمشرفين على حساب 555 الخاص بهاييتي وطرحت عليهم الفكرة، فقالوا انه لا بد من دعاية إعلامية في الأول، لكنها رفضت وأصرت على أنها لن تعلن عن شيء إلا إذا تحقق وجمعت مبلغ المليون يورو الذي تتوق إليه، ولن يتسنى لها معرفة المبلغ الذي ستجمع إذا وضع بحساب 555 فهل لديهم حل؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحته أسماء على المشرفين على الحساب البنكي الخاص 555، حينها قالت سيدة على الطرف الآخر من الهاتف، مجيبة: " دعيهم يبرعون بالمبلغ تحت رمز: إسلام". إسلام اتصلت أسماء بصديقتها نيل غونييرلي واتفقتا على ان تودع التبرعات بحساب 555 تحت اسم الإسلام. تقول أسماء في تصريح لإذاعة هولندا العالمية: " في خلال نصف ساعة فقط لا غير وصلت التبرعات تحت اسم الإسلام بالحساب البنكي الخاص بهاييتي 555 آلاف اليوروهات. بعد ذلك بنص ساعة اتصل بي المشرفون على حساب 555 واعتذروا وقالوا إنهم تراجعوا على تمييز التبرعات التي تأتي باسم الإسلام عن غيرها، ولذلك فلن يستطيعوا ان يذكروا كم المبلغ الذي يصل تحت هذا الاسم.صرخت ماذا تفعلون بي الآن لم يكن هذا اتفاقنا. ثم ان المبلغ يعد بالآلاف وليس بالعشرات" حساب خاص حينها استخدمت أسماء الارياشي حسابها البنكي الخاص. وكان المبلغ الذي دخل لحساب 555 تحت اسم الإسلام قد بلغ حوالي 60 ألف يورو. ثم بدأت بعدها التبرعات تدخل لحساب أسماء ولم تتجاوز في مجموعها 6 آلاف. وعن مصير هذا المبلغ تقول أسماء: " لان هناك تساؤلات كثيرة ونقد كبير حول المبلغ النهائي الذي سيصل من حساب 555 إلى هاييتي فعليا، وهذا ما سمعت بالراديو أيضا، فقد ترددت في ان أعطيهم المبلغ. بالإضافة إلى انه يهمني ان أثير الاهتمام إلى اتحاد الفعاليات المسلمة في هولندا والتي لا تزال تقوى على ذلك إذا كان الأمر يتعلق بعمل الخير والإحسان. والآن نفكر في منظمتين واحدة تركية هولندية للمساعدة تدعي ايهاها،والثانية هي منظمة الإغاثة الإسلامية". أدلة ويذكر ان فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في هولندا تعرض في الماضي لحملة انتقادية واسعة بسبب غموض في مصدر الأموال وصرفها. إلا أن أسماء الارياشي تشاورت مع المساجد والجهات الإسلامية فقالوا إنه عليها ان تتحمل مسؤوليتها بالكامل وتبين بالصور الفوتوغرافية وبأشرطة الفيديو وأية وسائل أخرى إلى أين ذهب المال الذي جمعته وكيف سيستخدم. وتختم أسماء قائلة: " وللإغاثة الإسلامية جهاز خاص تستطيع من خلاله ان ترى إلى أين ذهبت تلك الأموال. هذا ما يهمني أساسا، ان يصل المال بطريقة واضحة..حفاظا لسمعتي أيضا! كريمة ادريسي