موسكو(روسيا اليوم)الفجرنيوز:وصل خالد مشعل زعيم حركة "حماس" الى موسكو في يوم الاثنين 8 فبراير/ شباط. وقد اجاب عن أسئلة يلينا سوبونينا المعلقة في صحيفة " فريميا نوفوستيه". ( ترجمة نص الحديث من الروسية) : س – هل يرتبط مجيئكم الى موسكو بطرح اية مبادرة جديدة؟ ج – قبل كل شئ ان قيادة حركتنا استجابت للدعوة الطيبة الصادرة عن سيرغي لافروف وزير الخارجية لزيارة موسكو . ونحن نعرب عن امتناننا لذلك. ان القيادة الروسية تقيم علاقات مع جميع اطراف النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي. وسيكون هذا النزاع الموضوع الرئيسي للمحادثات. لقد جمدت عملية التسوية في الشرق الاوسط. لكن يوجد في السلطة في اسرائيل ايضا الثلاثي الراديكالي النزعة الذي يضم نتانياهو وليبرمان وباراك. فهم بالذات ينتقصون حقوق الفلسطينيين ، بل حتى يتجاهلون مطالب الامريكيين. فالولاياتالمتحدة مثلا تبتغي منذ وقت طويل ان يجمد الاسرائيليون بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة. لكن بلا نتيجة. وثمة موضوع آخر في المحادثات هو عملية المصالحة بين الفلسطينيين انفسهم. س – تعتزم موسكو ان تعقد في اواخر فبراير/شباط اجتماع رباعي الوسطاء في التسوية الشرقأويطية. وسيشارك فيه كبار المسؤولين من روسيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وهيئة الاممالمتحدة. لكن غالبا ما يدعى الى مثل هذه الاجتماعات ممثلو طرفي النزاع وكذلك الوسطاء من الاقطار العربية. فهل ترون ان من الضروري ان تشاركوا في مثل هذا اللقاء؟ ج – من السابق للأوان الحديث عن ذلك. ولم توجه الينا بعد الدعوة لحضور لقاء الرباعي. ودعنا اولا نجري المباحثات في موسكو ، وان نناقش كل شئ ونفهم ما هو هذا الاجتماع. س – ستكون روسيا راضية جدا لو تصالح الفلسطينيون مع بعضهم البعض. فأن الانقسام في الصفوف الفلسطينية يعرقل بلوغ الهدف الرئيسي اي اقامة الدولة الفلسطينية. وتتردد أشاعات بأنكم ستتفقون مع محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية في مارس /آذار في ليبيا. فهل هذا صحيح؟ ج – نحن نبذل من جانبنا جميع ما يمكن من اجل ان تتم المصالحة بأسرع وقت ممكن. وقد بدأنا العمل في هذا المنحى منذ عام 2007 . لكن اعقبت ذلك العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة (بدأت في اواخر عام 2008 واستمرت حتى يناير /كانون الثاني عام 2009 – ملاحظة المحرر). وبعد الحرب استمرت المباحثات حول المصالحة الفلسطينية في القاهرة( تعتبر مصر من انشط الوسطاء في العلاقات بين الفلسطينيين – المحرر). لكن نشأت الآن مجددا فترة توقف مؤقتة. وتوجد أسباب لذلك. اولا – الفيتو الامريكي الذي فرض على عملية المصالحة. ونحن نعرف ان جورج ميتشل المبعوث الخاص للرئيس الامريكي في الشرق الاوسط مارس في الفترة الاخيرة الضغوط على السيد محمود عباس والمسؤولين المصريين. ودار الكلام عن انه في حالة اقدام محمود عباس على المصالحة معنا فأن الولاياتالمتحدة ستوقف المساعدات الى السلطة الوطنية الفلسطينية. وان ما أقوله لك ليس مجرد تحليل الوضع السياسي ، بل انها معلومات حصلنا عليها فعلا. وبهذا فان التدخل الامريكي كان سلبيا وعرقل عملية المصالحة. ثانيا – يرتبط السبب الثاني بتدقيق نص اتفاقية المصالحة التي اعدت بمشاركة مصر. ووجدت بنود جرى تم تعديلها بدون موافقتنا او انها زالت عموما . ونحن بأعتبارتنا احد طرفي الاتفاقية نصر على التحقق من النص وعلى ان يواكب الاتفاقات التي توصلنا اليها بنتيجة شهور طويلة من المباحثات مع الحركات الفلسطينية الاخرى ، ومنها فتح( " حركة التحرير الفلسطينية" التي يترأسها محمود عباس – ملاحظة المحرر). وأذا ما تسنى لنا اجتياز هاتين العقبتين الرئيسيتين فان الطريق ستكون ممهدة نحو احلال المصالحة في صفوف الفلسطينيين. واذا لم نلحق في ذلك ، فأن مثل هذا الهدف يمكن بلوغه في اثناء المباحثات على أرفع مستوى. س – هل انتم على استعداد للقاء محمود عباس ؟ ج – لكنه يرفض نفسه ذلك! س- لقد قال في حديث مع احدى الصحف العربية انه مستعد للقاء لكن فقط بعد ان توقعوا اتفاقية المصالحة بين الفلسطينيين . ما هو رأيكم بذلك؟ ج – اننا ندور طوال الوقت في حلقة مفرغة . هناك نص الاتفاقية الذي يحتاج الى تدقيق. وهذا مطلب اعتيادي لكل طرف لدى اجراء المفاوضات : اي الاتفاق على النص النهائي. بينما يبتغون منا ان نوقع الاتفاقية بشكلها الراهن ، ويزعمون ان اللقاء سيتم بعد ذلك. والحق يقال ان هذا الموقف غير مقبول. س – ماهي البنود التي تولد الاعتراض من جانبكم؟ ج – من السابق للأوان الحديث عن كل شئ باسهاب. لكنني اورد لك مثالين : يذكر في احد البنود عن منظمة التحرير الفلسطينية( الاسلاميون لم ينضموا اليها بعد ، وتمارس الدور الرئيسي في المنظمة حركة فتح والحركات الاخرى – المحرر). وقد اتفقنا في سياق المشاورات السابقة على تشكيل قيادة موحدة مؤقتة لهذه المنظمة تضم جميع الفلسطينيين. وستواصل العمل حتى يجري انتخاب الهيئات القيادية الجديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ويجب ان تتألف هذه القيادة المؤقتة من قادة مختلف الحركات واعضاء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومندوبين مستقلين. واتفقنا منذ عام 2005 في القاهرة على ان يتولى رئاسة المنظمة محمود عباس. اننا حددنا مهام القيادة الجديدة واشرنا بصورة خاصة تحريريا الى انه لا يمكن تعديلها. وبغتة جرى بصورة غير مفهومة اختفاء عبارة " لا يمكن تعديلها" هذه. بدون ايراد اية ايضاحات. لكنها كانت موجودة في النص الاولي. فلماذا حذفوها؟ هذا يدفعنا الى الفكير بأن البعض يحاول تغيير المهام الشاخصة امام القيادة الجاري تشكيلها ، والنزول بها الى مستوى آخر. وثمة مثال آخر- حول اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في فلسطين. اي بالذات حول اللجان الانتخابية. وبما ان الفلسطينيين في حالة انقسام الآن فأن مثل هذه اللجان يجب ان تشكل بموجب الاتفاق بين جميع الحركات. وورد في النص الاولي بأننا يجب ان نتفق جميعا في البداية ، وعلى أساس هذه الالتزامات يصدر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية مرسوما حول تشكيل اللجان الانتخابية. اما في الصيغة الجديدة فيشار الى ان رئيس السلطة الوطنية يتخذ القرار بعد التنشاور مع الحركات الاخرى. وهذا فرق كبير. فالالتزام بتنفيذ الاتفاقات بين الحركات هو شئ ، والاصغاء اليها او التشاور معها هو شئ آخر، ان مثل هذه الامور تحول دون وحدة الصف الفلسطيني. س – انا لم افهم بشكل صائب : هل ان الروس يدعون الى وحدة الصف الفلسطيني ، بينما يعارض الامريكيون ذلك ؟ ج – بالطبع هو كذلك. ان روسيا تبتغي وحدة الصفوف الفلسطينية. اما الامريكيون فلا يهمهم ذاك. ولا يهمهم ان يكون الفلسطينيون منقسمين ام موحدين. والمهم بالنسبة لهم ان يتفق أحد من الفلسطينيين مع الاسرائيليين. انهم يريدون ممارسة الضغوط على قسم من الفلسطينيين بغية ان يقدموا التنازلات الى الاسرائيليين. ولربما ان الولاياتالمتحدة حتى تعتقد ان انقسام الفلسطينيين يخدمها بغية ممارسة ضغوط أشد على السلطة الوطنية الفلسطينية. ولم يستطع الامريكيون تخفيف مواقف الاسرائيليين ولذا فأنه يبتغون الآن الحصول على تنازلات كبيرة من جانب الفلسطينيين . ذلكم هو الفرق بين الموقف الامريكي والموقف الروسي. س – ثمة مزايدات كثيرة الآن بشأن الوفاة الغامضة لمحمود المبحوح احد زعماء حركتكم في الامارات العربية المتحدة. ويقال ان الاسرائيليين اغتالوه. هل لديكم معلومات بهذا الصدد؟ ج – لاتوجد لدينا اية شكوك في ان الأخ محمود المبحوح رحمه الله قد اغتيل من قبل جهاز الاستخبارات الاسرائيلي " موساد". وحدث ذلك في مدينة دبي في الامارات. وقامت الشرطة المحلية بتشريح الجثة وخلصت الى استنتاج مفاده بأنه مات خنقا. وهذا تقرير رسمي. انها ليست المرة الاولى التي قتل فيها الاسرائيليون رجالنا. س – حقا فقد كادوا ان يغتالوك في احدى المرات. ففي عام 1997 دس العملاء الاسرائلييون السم في اذنك في عمان. وانقذك اعتقال المهاجمين وبعد ذلك اعطى الاسرائيليون بألحاح من السلطات الاردنية العقار المضاد للسم.. ج – نعم لقد حدث ذلك . لقد وقع مثل هذا الاعتداء. لذا فأننا نعرف جيدا مع من نتعامل.