صنعاء:توقعت مصادر مقربة من دوائر القرار في صنعاء أن تشهد الأربع والعشرين ساعة القادمة إيقاف الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة صعدة. وعلمت إذاعة هولندا العالمية أن ذلك يأتي بعد أن أجرت السلطات الرسمية بعض التعديلات على الآلية المزمّنة لتنفيذ شروط الحكومة الستة لإيقاف الحرب، والتي كان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قد تحفظ على صيغتها الأولى واقترح إجراء بعض التعديلات عليها. وعلمت الإذاعة أن الصيغة الجديدة للآلية المذكورة تضمنت تسويات بين الحكومة والمتمردين من بينها تراجع الحوثيين عن بعض شروطهم، مقابل قبول السلطات اليمنية بزيادة عدد ممثليهم في اللجان التي سمتها الحكومة لتنفيذ النقاط الست، واستبدال بعض أعضاء الجان الذين احتج عليهم الحوثيون. كما تمت الموافقة على أن يسلم الحوثيون الأسلحة الثقيلة المنهوبة من الجيشين اليمني والسعودي، على أن ينظر لاحقا في أمر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأفادت المصادر انه وبمجرد إعلان الحوثي موافقته على الإلية المزمنة بصيغتها المعدلة فسيتم إعلان وقف العمليات العسكرية. وأعلنت أنه سيجري تشكيل لجنة وطنية من ممثلين لمختلف الأحزاب السياسية في مجلسي النواب والشورى للإشراف على تنفيذ النقاط الست على أرض الواقع وإحلال السلام، موضحة بأن اللجنة ستباشر عملها فور الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية والبدء بالإشراف والمتابعة على فتح الطرقات وعودة النازحين إلى قراهم، وإطلاق سراح المعتقلين على ذمة الحرب، ماعدا الماثلين منهم أمام القضاء. وقال المصدر إنه سيتم تشكيل لجنة لمعالجة الآثار المترتبة على الحرب ووضع وتنفيذ الآليات المناسبة لعدم حدوث أية ثارات أو اعتداءات قد تنجم بين المواطنين وأتباع الحوثي، فضلا عن تقدير الأضرار المادية للحرب وحصرها والعمل على معالجتها. كما سيتم تشكيل لجان ميدانية يشارك فيها ممثلون عن الحوثيين للإسهام في وضع ترتيبات إحلال السلام وعودة الحياة الطبيعية إلى محافظة صعدة. وكانت الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين قد تفجرت لأول مرة في العام 2004م، وتجددت خلال السنوات الماضية خمس مرات بعد هدنات واتفاقات بين الطرفين لم تستطع وضع حد لأسباب الحرب ومنع تجددها، وتُعد الجولة السادسة الحالية من الحرب، التي تفجرت في أغسطس 2009، هي الأشرس بين الطرفين، واتسمت بدخول السعودية طرفا فيها في مواجهة الحوثيين، وتسببت في خسائر فادحة جداً في الأرواح والممتلكات والمعدات وأدت إلى نزوح أكثر من 200 ألف مواطن من مناطق العمليات المسلحة. من عثمان تراث