فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    أمطار غزيرة: 13 توصية لمستعملي الطريق    أمام وزارة التربية: معلمون نواب يحتجون حاليا ويطالبون بالتسوية العاجلة لوضعيتهم.    محاكمة موظفين سابقين بإدارة الملكية العقارية دلسوا رسوم عقارية تابعة للدولة وفرطوا في ملكيتها لرجال أعمال !!    عاجل : منع بث حلقة للحقائق الاربعة ''فيقوا يا أولياء    جندوبة : تطور أشغال جسر التواصل بين هذه الولايات    اللجنة الجهوية لمتابعة تطوير نظم العمل بميناء رادس تنظر في مزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي    رئيس منظمة ارشاد المسهتلك : ''إلغاء شراء الأضحية ليس بدعة''    الاستعداد لموسم الذروة ومختلف العمليات الترويجية خلال الفترة القادمة محور اجتماع باشراف وزير السياحة    يهم التونسيين : اليوم.. لحوم الأبقار الموردة موجودة في هذه الاماكن    هذا القطاع أكبر مستهلك للطاقة و الكهرباء في تونس    مبعوث ليبي ينقل رسالة خطية إلى الملك محمد السادس    حزب الله يعلن استهداف موقع إسرائيلي بعشرات الصواريخ..#خبر_عاجل    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    بطولة كرة السلة: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الأخيرة لمرحلة البلاي أوف    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    نموذج أوروبي: الأمطار متواصلة في تونس الى غاية الأسبوع القادم    تجاوزت قيمتها 500 ألف دينار: حجز كميات من السجائر المهربة برمادة..    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي    لن تصدق.. تطبيق يحتوي غضب النساء!    الاقتصاد في العالم    مشاركة تونس في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي .. تأكيد دولي على دعم تونس في عديد المجالات    بورصة تونس: بورصة تونس تبدأ الأسبوع على ارتفاع مؤشر «توننداكس»    القطاع الصناعي في تونس .. تحديات .. ورهانات    تنبيه: تسجيل اضطراب في توزيع مياه الشرب بعدد من مناطق هذه الولاية..    أريانة: إزالة 869 طنا من الفضلات وردم المستنقعات بروّاد    الطقس اليوم: أمطار رعديّة اليوم الأربعاء..    عاجل/إصابة 17 شخصا بجروح في حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين في الجزائر..    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    جربة: جمعية لينا بن مهني تطالب بفتح تحقيق في الحريق الذي نشب بحافلة المكتبة    رئيس مولدية بوسالم ل"وات": سندافع عن لقبنا الافريقي رغم صعوبة المهمة    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    رمادة: حجز كميات من السجائر المهربة إثر كمين    توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    باجة: تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    وزير الدفاع الايطالي في تونس    الفيفا يكشف عن فرضيات تأهل الترجي الرياضي لكأس العالم للأندية    نابل: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه..    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العودة ينتقد الصمت العربي والدولي على مذبحة غزة ويدعو لدعم الشعب الفلسطيني
نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 03 - 2008

انتقد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- الصمت العربي والدولي على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على أن ما يحدث في غزة جريمة، كما أن السكون عنه جريمة أيضاً.
ودعا الشيخ العودة – في حلقة اليوم الجمعة من برنامج "الحياة كلمة" والذي يُذاع على قناة (mbc) الفضائية – العرب والمسلمين إلى تحمُّل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، منتقداً التواطؤ الدولي مع الغطرسة الإسرائيلية المدعومة بالآلة العسكرية الصهيونية التي قتلت وشرّدت الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، ودمرت العديد من المنازل.
وقال الشيخ العودة: "إن الشعب الفلسطيني المضطهد والصابر والمجاهد يمر بمرحلة استثنائية، مما يوجب على الحكومات العربية والإسلامية ورجال المال في السعودية والخليج ودول العرب دعم الشعب الفلسطيني ومساندته وتوفير ضرورات الحياة الإنسانية له".
كما دعا الشيخ العودة البسطاء من الناس إلى مواصلة دعم إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة، مؤكداً على وجود منظمات وهيئات خيرية تقوم بتوصيل هذه المساعدات، والتي تساهم في دعم الأسر المحتاجة، وإعادة بناء المنازل التي دمرها الاحتلال على غرار ما حدث عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
وشدّد الشيخ سلمان العودة على ضرورة ألاّ يقتصر موقفنا على المشاهدة وإبداء الحزن والألم على ما يحدث في غزة، وأن ندرك أننا لو كنَّا في حالة أفضل مما نحن عليه الآن لما تعرضنا لمثل هذه الضربات، مما يدعونا لأن نكون أكثر توحداً وتماسكاً وانسجاماً وأكثر تحصيلاً للعلم والمعرفة, وأكثر تطلعاً للبناء والمجد والحضارة.
الرجل والمرأة متساويان في القيمة الإنسانية
وعلى جانب آخر أكد الدكتور سلمان العودة في حلقة اليوم والتي جاءت تحت عنوان (رجل وامرأة) على أن الأصل هو "التساوي بين الرجل والمرأة، بمعنى أن القيمة الإنسانية للرجل والمرأة الأصل فيها التساوي", مشدداً على أنه عندما نقول إن هناك فروقاً خلقية "فسيولوجية" أو شرعية بين الرجل والمرأة فهذا لا يعني أن هناك فرقاً في القيمة الإنسانية لأي منهما.
و أوضح الشيخ العودة أن بعض المجتمعات أو الفلسفات قبل الإسلام كانت تبحث عمّا إذا كان للمرأة روح أم لا؟! فجاء الإسلام مخاطباً للمرأة مباشرة، فلا يوجد في القرآن الكريم سورة اسمها (الرجل) في حين توجد سورة (النساء) و(النساء الصغرى أي سورة الطلاق) ، كما توجد سورة (مريم)، مما يؤكد على أن أي حديث عن اختلافات بين الرجل والمرأة لا يمس القيمة الإنسانية للمرأة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إنما النساء شقائق الرجال".
الاختلاف بين الرجل والمرأة فيسولوجي وشرعي
أما فيما يتعلق بالفروق التشريعية والخلقية "الفسيولوجية" ، فأشار فضيلته إلى أن هناك بحثًا مترجماً يقول إن العلماء أصبحوا يكتشفون أن الفروق بين الرجل والمرأة أكثر مما كانوا يعتقدون من قبل، مشيراً إلى أن "هوس المساواة بين الرجل والمرأة والحديث المطول وغسل الأدمغة والعقول، خصوصاً بعد قيام ثورات في أمريكا وغيرها جعل بعض الناس يميلون إلى تجاهل الفروق بين الرجل والمرأة، في حين أن الحقائق العلمية التشريحية والفسيولوجية أثبتت أن هناك فروقاً عميقة حتى في أصل الخلقة، فليس الأمر متعلقاً بالفروق الظاهرة التي يعرفها كل أحد بين جسد الرجل والمرأة، ولكن أيضاً كل خلية في جسد المرأة تختلف عن كل مثيلاتها في جسم الرجل، فمن المعلوم أن كل خلية في الرجل يعبر عن xy) )، في حين أن المرأةxx) )".
أيضاً فيما يتعلق بالطول، فالمرأة أقصر من الرجل بحوالي (10) سم، كما أنها أقل وزناً منه. كذلك فإنه يوجد أعضاء في جسد المرأة تختلف عن الرجل مثل قلب المرأة أصغر من قلب الرجل، أما الكلية والرئة والكبد فالمرأة أكبر من الرجل. إضافة إلى أنه إذا نظرنا إلى يد الرجل والمرأة فنجد أنه في كثير من الحالات يكون إصبع البنصر عند الرجل أكبر من السبابة، أما في المرأة فإننا نجد أنهما غالباً ما يكونان متساويين بل ربما يكون السبابة أكبر.
وأردف الشيخ العودة يبيّن أنه بالنسبة للسمع أيضاً نجد أن المرأة أكثر قدرة على سماع الهمسات والوشوشات من الرجل، كما أنها تتغلب عليه في حاسة الشم أيضاً.
ومن الفروق الفسيولوجية نجد أيضا أن دماغ المرأة أصغر من دماغ الرجل بمعدل من 5,5ا %، ولكن هذا الصغر يُعوّض بوجود فواصل معينة وروابط بين خلايا دماغ المرأة، ولذلك فهي تحتفظ بالذكريات أكثر من الرجل؛ فالمرأة يمكن أن تسامح لكنها لا يمكن أن تنسى، كما أن هذا لا علاقة له بالذكاء؛ بمعنى أن الرجال أيضاً يتفاوتون في الذكاء، ولا يتوقف الأمر على حجم الدماغ.
كما نجد أيضاً أن المرأة تكون أكثر قدرة على الاعتذار من الرجل، إضافة إلى أن المرأة تتفوق في جانب العلوم، في حين يتفوق الرجل في الرياضيات، كما أن هناك فروقاً بين الرجل والمرأة في اللغة، فالمرأة تتفوق أكثر في الجوانب التعبيرية والبيانية، في حين أن الرجل له قدرة أكبر على توظيف اللغة كأن يكون خطيباً مثلاً.
وأضاف الشيخ العودة أنه في الأمراض أيضاً، نجد أن هناك فروقًا؛ فبعض الأمراض تكثر عند النساء مثل الذئبة الحمراء، وتسوّس العظام، كما أن المرأة أكثر تعرضاً للاكتئاب من الرجل خاصة بعد سن البلوغ، فيما يكون الرجل أكثر عرضة لبعض الأمراض من المرأة.
وفي إطار الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة، أوضح الشيخ سلمان أن المرأة تكون أكثر "حدساً" من الرجل؛ فالمرأة أكثر قدرة على قراءة تعابير وجه الرجل، فتعرفه حينما يكون شارداً فرحاً، أو غصبانَ أو مخطئاً أحياناً، في حين أن الرجل في هذا الإطار يكون عنده نوع من العمومية، مشيراً إلى أن هناك هرموناً يُسمّى (التستيرون) يعتبرونه مسؤولاً عن كثير من سلوكيات المرأة التي تتميز بها عن الرجل، والذي يفرز الكثير من الاختلافات، من بينها الاختلاف في العقل والفهم وحتى في اللغة.
وشدد الشيخ العودة على ضرورة التأسيس للاختلاف بين الرجل والمرأة، وأن هذا الاختلاف هو سبب الانجذاب بين الرجل والمرأة؛ لأنه يولّد التكامل وهذه حكمة ربانية؛ فالرجل لا يبحث عن صورة أخرى منه، وكذا المرأة.
وأكد الشيخ سلمان العودة أن ما سبق من الفروق بين الرجل والمرأة يؤكد على أن الخالق العظيم المبدع عندما خلق المرأة والرجل وهب كلاً منهما خصائص تميزه عن الآخر لتحقيق التكامل بين الجنسين، مشدّداً على أنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الفروق الفسيولوجية والتشريحية لصالح المرأة أو لصالح الرجل، إنما تكون لصالح المهمة التي خلق كل منهما لأجلها.
ولفت الشيخ العودة إلى أن هذا الاختلاف هو اختلاف فطري موجود حتى بين الرجال أنفسهم، وحتى بين التوائم، ولكن هذه الاختلافات ليست عميقة، فإننا عندما نتحدث عن وجود اختلاف بنسبة 5 % أو 10% فهذا يعني أن هناك نسبة اتفاق تصل إلى 90% أو 95%، مؤكداً على "ضرورة توظيف هذا الاختلاف بما يحقق التكامل وعدم الصراع الذي تؤسس له بعض النظريات الغربية، وكأن المرأة تريد أن تنتزع حقوقها من الرجل، في حين أن الرجل يقاتل من أجل الحفاظ على تفوّقه وعلى حقوقه".
ضمير العالم يجاور عقله!
وأكد الشيخ العودة أن المرأة هي ضمير العالم وقلبه النابض، في حين أن الرجل هو عقل العالم، وهذا لا يعني أن الرجل بلا ضمير أو أن المرأة بلا عقل، ولكنْ هناك نوع من المسؤوليات والتخصص والتكامل، فالأسرة لابد لها من مدير، ولكن هذا المدير يجب ألاّ يكون مستبداً أو يزدري رعاياه ولا يقيم لهم وزناً.
وشدد الشيخ العودة على أنه يجب على كل من الرجل والمرأة مراعاة الاختلاف عندما يتعامل كل منهما مع الآخر، مؤكداً على أنه عندما يفهم كل منهما جوانب الاختلاف عند الآخر فيمكن أن يتفهم حقيقة الموقف الذي يفعله. فالمرأة مثلاً عندما تقول للرجل: لم أرَ منك خيراً قط، فهي لا تعني في طول عمرها، ولكن هذا تعبير عن شعورها الآني.
القرآن عبر عن الاختلاف في وجه من الإعجاز الرباني
وأكد فضيلة الشيخ العودة على أن الله -عز وجل- عبّر عن الفروق بين الرجل والمرأة في وجه من الإعجاز يتمثل في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)} "سورة الليل" فالإعجاز القرآني تمثل هنا في أكثر من موضع:
أولها: القسم، فالله عز وجل أقسم بالليل والنهار وهما مختلفان، ثم قال: {وما خلق الذكر والأنثى} فهنا أقسم - أيضا - وما خلق الذكر والأنثى أو وخلق الذكر والأنثى ، فالأقرب للأنثى هنا الليل ، فالليل للسكن..كما أن المرأة للسكن أيضاً، قال تعالى { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)} " سورة الروم".
كما أن الليل من صفاته الهدوء والرومانسية والمرأة كذلك، إضافة إلى أن الليل يكون فيه الستر والظلمة ...كذا المرأة؛ فإن من طبيعتها وفطرتها الستر، وفيما يتعلق بأحكام العورة، فجانب الستر في المرأة طبيعي وفطري إلا عند من مُسخت عنده هذه الفطرة. كما أننا لو نظرنا إلى الجانب الجسدي للمرأة نجد أن كثيراً من الشعراء يشبهون شعر المرأة بالليل ووجهها بالشمس.
ثانياً : قوله تعالى {والنهار إذا تجلى}، فنجد هنا أن الرجل أقرب للنهار لما فيه من التجلي والوضوح، فالرجل أكثر جرأة ومشاركة وعملية وإنجازاً، والله عز وجل جعل النهار للعمل والإنجاز، قال تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)} " سورة الروم" فهو أليق وألصق بمهمة الرجل.
ثالثاً: أن الله قال: {وما خلق الذكر والأنثى} ولم يقل الزوجين كما قال في مواضع أخرى، مثل قوله تعالى: { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)}"سورة القيامة"، لماذا؟ لأن السياق هنا ليس سياق ذكر الزوجية ولكنه سياق تركيز على الاختلاف مثل اختلاف الليل والنهار والشمس والقمر، ثم الذكر والأنثى ، فأشار هنا إلى الاختلاف في أصل الخلقة لذا قال تعالى: {إن سعيكم لشتى} فهو يشير هنا إلى الزوجية والتي هي رجل وامرأة كما أشار إلى زوجية من نوع أخر وهي (زوجية العمل)، فمن الناس من يعمل الصالحات ومنهم من يرتكب المعاصي وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة، قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)} "آل عمران"، وفي هذا الإطار يقول الله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} "سورة التكوير"، فالزوجية هنا ليست ذكراً وأنثى ولكنها جمْع الإنسان مع أشباهه {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}" سورة الصافات"، فالمقصود هنا ومن يشبهونهم سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً، وكذا أهل الخير يحشرون مع بعضهم بعضاً.
كما جاء الفرق بين الرجل والمرأة في قوله تعالى: " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) } " سورة آل عمران"، تدل على أن هناك اختلافاً بين الرجل والمرأة وأن امرأة عمران تعي ذلك ، حيث أشارت إلى أن الأنثى ليست كالذكر الذي كانت قد نذرته للخدمة في المعبد في حين أن الأنثى لا تستطيع القيام بمثل هذه المهام.
ابتئاس المشركين
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}" سورة الزخرف" فقد يفهم أنه يشير إلى انتقاص صريح في المرأة وتعرض لها بالسلب في ضعفها وعجزها وحاجتها لما يكمل حسنها؟ ، أكدّ الشيخ سلمان أن الآية فيها حديث عن ابتئاس المشركين إذا بشروا بالأنثى ، فالله عز وجل عاب عليهم هذا الابتئاس، كما عاب عليهم التناقض؛ بمعنى: كيف تزدرون الأنثى حتى أنكم تقتلونها، ثم تجعلونها بنتاً لله - عزّ وجل - الذي لم يلد ولم يولد فالخلق كلهم عبيده.
فالله عز وجل لم يستبعد الأنثى ويقرب الذكر، فالملائكة هم خلق الله ليس بينهم ذكر ولا أنثى. والله - عز وجل - يعيب عليهم الأمرين معاً كونهم يحتقرون الأنثى، وكونهم ينسبونها لله - عز وجل -، وكلا الأمرين فيه ضلال.
أما قوله تعالى: "أومن يُنشّأ في الحلية" فهذه الآية تبرز جانب الاختلاف الفطري والطبيعي بين الرجل والمرأة ، فجانب الزينة عند المرأة ليس بعيب، بل إن الله جعل الزينة معنى من معاني الخلق ، قال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)} "سورة النحل" ، وقال - أيضاً -: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) }" سورة الحديد"، فالله - عز وجل- جميل يحب الجمال ،كما أن الزينة ليست عيباً، إضافة إلى أن المرأة بطبيعتها تحب الجمال والزينة في لبسها وشكلها، ولهذا جاء التشريع بحل لبس المرأة للذهب والحرير فيما حرما على الرجل .
كما أن في قوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} إشارة لشيء آخر فملكة المرأة اللغوية أقوى من الرجل فتجدها أكثر تعبيراً، فهذا الحديث في المرأة جزء من كينونتها، فالمرأة إذا رأت مشكلة تتحدث عنها بخلاف الرجل الذي يفضل الصمت. لذا فهي بحاجة إلى من يتحدث إليها ويساندها ويقترب منها، والذي أشار إليه بمعنى الملامسة في قولها تعالى {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} " النساء 43 " {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)} " سورة البقرة".
إذن فقوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} لا يعني عدم قدرة المرأة على الكلام، ولكن على عدم قدرتها الخصام الذي يحتاج قلباً جسوراً وجريئاً لأن الشخص الذي أمامك قد يهدف إلى تحطيمك أو تدميرك.
وشدد فضيلته على أن المرأة لها طبيعتها وتكوينها الخاص فهي تهتم مثلاً بالمسائل المتعلقة بالحب والزينة والجمال والألوان ومساعدة الآخرين، في حين أن الرجل قد يهتم بالقوة والإنجاز وجمع المال ، كذلك إذا فهم المرء طبيعة الجنس الآخر وتكوينه وتعامل معه من منطلق هذا الفهم تمكن من تحقيق التكامل والقضاء على كثير من المشاكل التي تحدث بين الأزواج أو داخل المجتمع بشكل عام. كما يجب على كل طرف أن يتعامل مع الطرف الآخر من منطلق قدراته وأن يلتمس له الأعذار.
ورداً على سؤال عن كيفية زراعة القيم الإسلامية في أطفالنا الذين يعيشون في مجتمعات غربية، أجاب الشيخ العودة: أن ذلك يكون بالقدوة الحسنة، وحسن النية، ودعاء الله عز وجل، والتربية السليمة، ومحاولة دمج الأطفال مع أقرانهم في المراكز الإسلامية في الخارج.
وردًا على سؤال عما إذا كان من حق المرأة إخفاء مال خاص بها عن زوجها، أجاب الشيخ بإثبات هذا الحق للمرأة كما هو للرجل. ورداً على سؤال حول صحة بناء مسجد بالفائدة البنكية ، قال "العودة": إنه يجب على المرء وضع ماله في مصرف غير ربوي، وإن تعذر عليه الأمر فعليه أن يخرج هذه الفائدة صدقة أو ينفقها في أي عمال خيري.
ودعا العودة الدول الغربية إلى السماح للموظفات المسلمات بارتداء الحجاب في أماكن العمل، فيما لم يجز للمرأة أن تخلع الحجاب في مقابل الحصول على وظيفة، مذكرًا بقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)} " سورة الطلاق"، ودعاها إلى الصبر حتى تحصل على وظيفة مناسبة.

الإسلام اليوم/أيمن بريك 30/2/1429


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.