الدوحة:خصص منتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي بدأ أعماله أمس مجموعة عمل لمناقشة موضوع «نحو تعهد أقوى لالتزامات الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي: من المفاهيم إلى النتائج الملموسة».ناقش المشاركون في المجموعة الجهود الحكومية وغير الحكومية لبناء الشراكات بين الولاياتالمتحدة والمجتمعات المسلمة. وكيف يمكن التحرك من الحوار نحو تأثير دائم وسياسة أكثر واقعية ومبادرات وبرامج دائمة بين الجانبين. وأدار الجلسة هادي عمرو مدير مركز بروكنجز الدوحة، وتحدث فيها كل من: السيدة فرح بانديث الممثل الخاص للجاليات الإسلامية الأميركية، والشيخ د. عبد الله بن علي آل ثاني نائب الرئيس للتعليم بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وديفيد شافيرون نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية، والداعية عمرو خالد. تجربة مؤسسة قطر وعرض الشيخ د. عبد الله بن علي آل ثاني نائب الرئيس للتعليم بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لجهود المؤسسة في الشراكة مع مؤسسات تعليمية أميركية بهدف الوصول لفهم أفضل بين أكاديميين وطلاب عرب ومسلمين وغربيين. وأعلن أن المؤسسة تطبق رؤية حضرة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند بأن تكون قطر محطة لصناعة القرار وواحة للعلم والتكنولوجيا. وأوضح أن المؤسسة تستقبل طلاباً من «60» جنسية تؤهلهم لاكتساب خبرات علمية وعملية، ويعودون لبلادهم مواطنين فاعلين، أو يحصلون على فرص للعمل في قطر إذا رغبوا. وذكر أن المؤسسة تحترم النموذج الأميركي في التعليم، ومنحت الفرصة ل «6» جامعات أميركية شهيرة منها وايل كورنيل لافتتاح فروع لها في مؤسسة قطر. وأشار إلى وجود برنامج للتبادل التعليمي بين طلاب يدرسون في كليات مؤسسة قطر يتم إيفادهم للدراسة في أميركا، وفي المقابل استقبال طلاب أميركيين للدراسة في مؤسسة قطر، بهدف تبادل الأفكار وتحقيق فهم أوسع لطبيعة المجتمعات العربية من ناحية والمجتمع الأميركي من ناحية أخرى . وعرض لدور مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا إحدى هيئات مؤسسة قطر في مساعدة الدول التي تتعرض لكوارث، مثل إعصار تسونامي الذي ضرب إندونيسيا، والزلزال الذي ضرب بعض مناطق باكستان. مشروع ضد الفقر والجهل واقترح الداعية عمرو خالد مشروعاً للشراكة بين أميركا والعالم الإسلامي، يقوم على محاربة ثالوث: الفقر والجهل والمرض في الدول العربية والإسلامية. وقبل أن يُفصّل ملامح المشروع المقترح تساءل: هل الحب مصطلح سياسي أم مصطلح اجتماعي فقط؟ وهل يمكن للحب أن يعالج مشاكل سياسية لا تستطيع الحروب معالجتها؟ واستشهد على إمكانية نجاح الحب في علاج مشكلات سياسية بمثل تاريخي هو أن المسيح عليه السلام استطاع محاربة أعدائه والانتصار عليهم بالحب، وسأل الحضور: هل يمكن لأميركا أن تتخلى عن القوة العسكرية لمدة «3» سنوات وتتعامل مع العالم الإسلامي من منطلق الحب بعيداً عن أية قوة؟ وأطلق خالد على اقتراحه اسم «مشروع للحب» وفكرته تقوم على أن هناك «3» مصائب كبرى في العالم الإسلامي هي: (الفقر والجهل والمرض) تحتاج إلى علاج، وعلاجها يكون بالحرب عليها. وذكر أن هناك 40 % من العالم الإسلامي أميين لا يقرؤون ولا يكتبون، وعددهم قابل للزيادة بسبب التهرب من التعليم . وقال: إن غالبية المسلمين يعانون من الفقر، داعياً مستمعيه ألا تغرهم مظاهر الغنى السطحية والثروات الموجودة في عدد من الدول الإسلامية، لأنها لا تقوم على أسس اقتصادية سليمة. وأشار إلى أن كل الأمراض المستوطنة والمعدية موجودة في العالم الإسلامي . ولفت إلى أن أميركا لديها حربان كبيرتان في العالم ضد الإرهاب وضد الظلم، وطالبها بأن تضيف إليهما حرباً ثالثة ضد الفقر والجهل والمرض، وتشارك العالم الإسلامي في القضاء عليهما. ونبه إلى أن المعونة الأميركية الموجهة لعدد من الدول العربية والإسلامية لا يشعر بها أحد، لأنها لا تذهب للفقراء وإنما تذهب للأغنياء. وتمنى أن تشن أميركا حرباً ضد الأمية والجهل والمرض بهدف زرع الحب في العالم الإسلامي. وتقدر تكلفة المشروع المقترح ب «10» مليارات دولار ومدة تنفيذه «5» سنوات. وتوقع أن يحظى المشروع بدعم مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية، وبمساندة قطاع كبير من الشباب. كما توقع أن يسفر المشروع عن نتائج أفضل من الحرب على الإرهاب، وستغرس حب أميركا في نفوس الشعوب العربية والإسلامية. واقترح أن تكون بداية المشروع بحملة إعلامية قوية تجيش النفوس والطاقات لمساندته، مبيناً أن أميركا وحدها لن تستطيع القيام بأي إصلاح في العالم الإسلامي بدون مشاركة العرب والمسلمين . التجارة جسر للتفاهم من جانبه ركز ديفيد شافيرون نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية في كلمته على أهمية الإسراع في تنمية الروابط التجارية والاقتصادية بين أميركا والدول العربية والإسلامية. مؤكداً على أهمية قطاع الأعمال في التقاء وجهات النظر بين الجانبين . وأشار إلى وجود «112» فرعاً للغرفة في عدد من الدول من بينها قطر، وستقوم بفتح فروع جديدة في العراق وفلسطين ومصر وإندونيسيا تساهم في زيادة العلاقات التجارية بين تلك الدول وأميركا، وتهيئ جسور التفاهم لعلاقات أفضل بينهم. بدورها أوضحت السيدة فرح بانديث الممثل الخاص للجاليات الإسلامية الأميركية أنها تشارك في المنتدى بهدف الاستماع لوجهات نظر أطراف عربية وإسلامية حول كيفية تحقيق شراكة فعالة بين الطرفين. وذكرت أن الحكومة الأميركية لديها علاقات جيدة بمعظم الحكومات العربية والمسلمة، لكنها بحاجة لتوثيق العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني. وأشارت إلى أن 45 % من المسلمين في سن الشباب، ولهم آمالهم وتطلعاتهم ويحتاجون لمن ينقل وجهات نظرهم لصانع القرار الأميركي. وقالت: إن المؤسسة التي تمثلها تحاول القيام بهذا الدور، حيث تستطلع الآراء غير الرسمية في معظم الدول المسلمة، وتعيد بلورتها ونقلها للإدارة الأميركية. تفاؤل وأحلام وشهدت الجلسة مداخلات من الحضور، طالبت بعضها بحياد أميركي تجاه القضايا العربية والإسلامية. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعدم الانحياز الأعمى لإسرائيل ضد العرب. واعتبر الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الحديث عن تقارب عملي بين أميركا والعالم الإسلامي إفراط في التفاؤل. ونبه إلى أن الحروب المشتعلة في عدد من الدول الإسلامية مثل العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين تغذيها أجندة أميركية . واعترض على المشروع الذي اقترحه عمرو خالد على أميركا لمحاربة الفقر والجهل والمرض في الدول الإسلامية، ووصفه بأنه «مشروع خيالي». أين وعود أوباما وأشار د. سعد الدين إبراهيم إلى وجود إحباط عالمي من سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب عدم تحقيق وعوده «الزاهية» التي قطعها عند توليه الرئاسة . – محمد صبره العرب القطرية