مرة أخرى يعلن عباس فاقد الشرعية عن تشكيل لجنة تضاف إلى رصيد اللجان الأخرى التي تعودت فتح المختطفة تشكيلها عقب كل جريمة أو فضيحة، هذه المرة لجنة للتحقيق بما أسماi قضية رفيق الحسيني، والتي للحقيقة والأمانة لا قضية فيها، لأن القضية الحقيقية هي سرقة وطن والمتاجرة بشعب وعذاباته، باختصار يتشطرون على "البردعة" ويتركون ال.... أيهما أخطر قضية فساد أخلاقي شخصية أم سرقة ملايين من قوت الشعب؟ أيهما أخطر فيما كشفه شبانة وزاد عليه ليلة أمس على قناة الحوار صور وتسجيلات رفيق الحسيني أم ادعاءاته ضد عزام الأحمد الذي عينه عباس عضواً في لجنة التحقيق. والأدهى أن يخرج الحسيني نفسه في مؤتمر صحفي ليربط بين الشريط اياه وموقفه من القدس – تماماً كما توقعنا فيما كتبنا تحت عنوان "الفساد والرذيلة أسرار وطنية" – دون أن يشرح لنا ما هي مواقفه أو مواقف سلطته البائدة من القدس؟ لا شك أن هذه السلطة قد فقدت كل قيم الانسانية والبشرية ووصلت لدرجة من الوقاحة غير مسبوقة، وهنا نعيد طرح بعض الأسئلة متحدين كل رموز أوسلو من كبيرهم عبّاس إلى أصغر لص ومنحرف وصايع في سلطتهم العفنة وأجهزتها العميلة: · من يحقق مع عباس ويوقفه عن عمله الذي يغتصبه بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه وراء تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، وذلك من قبل اللجنة التي شكلها بنفسه ويمنع حتى اللحظة نشر تقريرها رغم تعهداته التي لا تعني شيء بأنه سينشر ويلتزم بنتائجها خلال أسبوعين. · هل سيشكل عباس أو من حوله لجنة للتحقيق مع أعضاء اللجنة الجديدة الموجهة لهم أصابع اتهام باختلاس أموال؟ · على أي من رموز وقيادات أو حثالات أوسلو أن يخرج للعلن إن كان فيهم من يجرؤ ليشرح لنا ما الذي قامت أو تقوم به السلطة من أجل القدس التي يلوكونها في "الطالعة والنازلة". · للتذكير فإن الحسيني هو عضو معين في ثوري فتح – هل ستتخذ فتح أي اجراء ضد عضو فيها؟ وهل تجرؤ فتح المختطفة أو تتحمل فتح ملفات الفساد بدء من ملايين ياسر عرفات المختفية ووصولاً لآخر فلس نُهب؟ · كيف أصبح شبانة بين يوم وليلة عميلاً للاحتلال وقد تدرج في المناصب السلطوية وصولاً لمدير المخابرات في محافظات الضفة؟ ألا تُجري سلطة العمالة في رام الله فحصاً أمنياً حتى لوظيفة بواب في الضفة؟ · ألا يدل تصريح محمود أبو الرب رئيس ديوان رقابة عباس على أن شبانة فعلاً توجه عبر القنوات الرسمية المفترضة لمعاقبة من يتهمهم؟ · هل جاء تشكيل اللجنة رضوخاً لتهديد شبانة بالخروج يوم 01/03/2010 ليزلزل أركان سلطة أوسلو كما قال؟ · لنفترض أن لجنة عباس أدانت الحسيني و"كفوا يده" كما يقول دريد لحام في مسرحية غربة، هل سيخرج عباس معلناً النصر والشفافية بنتائج تحقيق بالية للجنة بالية و"يا دار ما دخلك شر"؟ · من حقنا أن نسأل عن مصير لجان عديدة شكلتها فتح والسلطة – لا فرق بينهما رغم كل محاولات التنصل – وعلى سبيل المثال لا الحصر: لجنة سجن أريحا، لجنة موت عرفات، لجنة تقرير غولدستون، لجنة المغني للتحقيق بفساد يصل 700 مليون دولار حسب تصريحه العلني ، ولجنة فتح للتحقيق بأحداث غزة والتي أوصت بفصل البعض الذي وصل لثوري فتح، وغيرها من لجان شُكلت اسماً وشكلاً وذراً للرماد في العيون. لا يساورنا شك بأنهم اليوم يبحثون عن كبش فداء لضبضبة الموضوع، وخوفاً من أن تطال مقصلة الفضائح آخرين، خاصة أن شبانة ليلة أمس وجه اتهامات جديدة لعزام الأحمد وتيسير التميمي، ورد على الطيب عبد الرحيم وناصر اللحام وغيرهم، ورد بالتواريخ على رموز أوسلو، وليلمح أن الكثير والكبير قادم. "على مين الدور" برأينا هي العبارة الأكثر تداولاً اليوم بين أركان أوسلو، أما عن لجان عباس وتحقيقاته فلا يليق بها إلا عبارة أخرى هي "حط بالخرج" لأننا لا نثق لا باللجان ولا بأعضائها ولا بمن شكلها. لا نامت أعين الجبناء. د. إبراهيم حمّامي 14/02/2010