لندن- كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الإثنين 1-3-2010، أن لديها "أدلة" على تعاون حكومة بلادها مع جماعة إسلامية "على صلة" بحركة طالبان وتنظيم القاعدة، وذلك لمساعدتها في مكافحة "الإرهاب".يأتي ذلك بعد يوم واحد من نشر الصحيفة تصريحات لوزير بريطاني قال فيها إن حزب العمال الحاكم مخترق من قبل هذه الجماعة.وقالت الصحيفة: "إن السير إيان بلير قائد شرطة لندن السابق، قد أقام اتفاقا رسميا مع الناشط الإسلامي المتشدد من أصل باكستاني آزاد علي ليكون ممثلا رسميا للشرطة أمام الأقلية المسلمة في لندن". وعرَّفت الصحيفة آزاد علي بأنه قيادي داخل ما يعرف ب"منتدى سلامة المسلمين"، المرتبط بالمنتدى الإسلامي الأوروبي الذي تتهمه الأوساط الأمنية والإعلامية البريطانية بالاتصال بحركة طالبان، وتبني فكر القاعدة "الجهادي". وذكرت "تليجراف" أن علي لعب أدوارا أمنية في أوساط المجتمع المسلم في لندن وعموم بريطانيا؛ لإعطاء الشرطة معلومات مسبقة عن أي "هجوم إرهابي محتمل رغم أن له مواقف تؤيد عمليات قتل فيها جنود بريطانيون بالعراق، وتجنيد عدد متزايد من البريطانيين للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة في الصومال". أدلة وقالت الصحيفة إن لديها "أدلة" تؤكد ما ذهبت إليه في صدد تعاون الشرطة البريطانية وسلطات عسكرية وأمنية أخرى مع آزاد علي، موضحة أن "من بين هذه الأدلة نص ورقة الاتفاق الذي وقعه آزاد، بتاريخ ديسمبر 2006، مع بلير" الذي كان لا يزال في منصبه كرئيس للشرطة البريطانية. وكان بلير قد تقدم باستقالته في أكتوبر 2008، بعد أكثر من ثلاثة أعوام أمضاها في منصبه كرئيس لشرطة بريطانيا، بسبب اتهامات واجهها بشأن إساءة استخدامه لمنصبه وممارسة التفرقة العنصرية ضد ضابط مسلم. "كما حمل الاتفاق -بحسب الصحيفة- عبارة تقول: سوف يكون من بين مهام منتدى سلامة المسلمين بوصفه هيئة رئيسية في هذا الاتفاق، العمل على ضمان كل ما يتعلق سلامة المجتمع البريطاني وأمنه". وأوضحت الصحيفة أن "بلير ونائبا له اجتمعا مرتين على الأقل خلال عام مع آزاد علي، كما عقد مسئولون في الشرطة اجتماعات شهرية مع ممثلين عن المنتدى سواء في مقار الشرطة أو في أماكن أخرى مناسبة". وإضافة لذلك فقد شارك قادة عسكريون وأمنيون يعملون في مجال مكافحة الإرهاب، في هذه الاجتماعات التي استمرت من تاريخ توقيع الاتفاق حتى انتهاء فترته القانونية المتفق عليها في ديسمبر 2007. ومن بين هؤلاء القادة شون سوير الذي يشغل حاليا منصب رئيس إدارة مكافحة الإرهاب البريطانية ونائبه في ذلك الحين بوب كويك، والذي وصف المنتدى بأنه "شريك وثيق" للحكومة البريطانية في مكافحة "الإرهاب". وبحسب وثائق تأسيس منتدى سلامة المسلمين فإنه أنشئ "لمواجهة المعاملة غير العادلة التي يتم من خلالها التعامل مع الأقلية المسلمة في بريطانيا". تفنيد لتصريحات باتريك وفي السياق ذاته قالت الجريدة البريطانية إن هذه الأدلة حول تعاون الحكومة البريطانية مع آزاد علي، تدحض تصريحات وزير البيئة البريطاني جيم فيتزباتريك التي قال فيها للصحيفة إن من وصفهم ب"الأصوليين الإسلاميين" قد نجحوا في اختراق حزب العمل البريطاني ودوائر محلية ووطنية من الحكومة البريطانية. وأضاف الوزير في التصريحات التي نشرت أمس أن عناصر المنتدى الإسلامي التي اتهمها بأنها اخترقت الحزب الحاكم والحكومة البريطانية، لهم أجندة لإقامة دولة إسلامية في بريطانيا وأوروبا، ونجحوا من خلال وجودهم في مواقع رسمية وحزبية في جمع أموال استخدموها في دعم مشروعاتهم هذه. لكن قياديا في الأقلية المسلمة في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت" علق على هذه تصريحات، قائلا: "حديث الوزير البريطاني له أهداف انتخابية"، موضحا أن "المنتدى الإسلامي الأوروبي جماعة غالبيتها من أصول بنجالية، تؤمن بالعمل السياسي والديمقراطية، بعيدا عن كل أشكال العنف، منتقدا مثل هذه الاتهامات".