واشنطن:قالت مصادر أمنية أمريكية إن جون باتريك بيديل، الذي أطلق النار على اثنين من ضباط الشرطة المكلفين بحراسة مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ليل الخميس، ما دفعهما إلى قتله كان يعاني من أمراض عقلية، وهو معروف بإطلاق "نظريات مؤامرة" معادية للحكومة.وقالت المصادر إن القضاء الأمريكي كان قد أشار إلى معاناة بيديل من مرض "ثنائي القطبية" العقلي، وقد جرى إدخاله إلى مصحات نفسية لأربع مرات، مضيفة أن والدته قالت للشرطة إنه قام في يناير/كانون الثاني بشراء سلع معينة بقيمة 600 دولار من محلل متخصص ببيع الأسلحة، لكنه رفض إطلاعها على طبيعتها. وتشير الصفحات الشخصية لبيديل الموجودة على الانترنت إلى أنه كان مهووساً بالعلوم والتكنولوجيا، وقد قام عدة مرات بالتدخل لتعديل صفحات الموسوعة المفتوحة "ويكيبيديا" معرّفاً الحكومات بأنها "قوى إجرامية تهدف إلى تدمير حريات الناس." كما قال على صفحة أخرى إن الحكومة الأمريكية "تعرضت للاختراق والسيطرة من قبل مجموعة إجرامية تخضعها لرغباتها منذ زمن طويل، وهي تستخدم القوة العسكرية والاستخباراتية والإدارية لفرض إرادتها على المواطنين والمجتمع." وعلى موقع "يوتيوب" قام بيديل، وفق ما يعتقد عدد من الخبراء، بعرض تسجيلات عن خطته لخلق ما قال إنها "عملة معلوماتية " يمكن معها افتتاح بورصة للمعلومات. كما تُظهر شبكة الانترنت دراسة من 28 صفحة، قال بيديل في مقدمتها إنها عبارة عن بحث قدمه لوزارة الدفاع الأمريكية عام 2004 للأبحاث الأمنية المتعلقة بDNA، ولكن وزارة الدفاع رفضت تأكيد استلامها للبحث، رداً على اتصال من CNN. وتقول الشرطة إن بيديل كان ساعة الهجوم مزوداً بمسدسين من عيار 9ملم، من كمية كبيرة من الذخائر. وكان بيديل، البالغ من العمر 36 عاماً، من ولاية كاليفورنيا، قد اقترب من الضابطين اللذين كانا يقفان عند أحد مداخل مقر وزارة الدفاع قرب محطة للمترو، وأطلق النار عليهما، مما أدى إلى إصابتهما بإصابات "غير مميتة." واستبعد قائد الأمن بوزارة الدفاع، ريتشارد كيفيل، أن يكون الهجوم ضمن "مؤامرة إرهابية"، مشيراً إلى أن كاميرات المراقبة في محطة المترو وأمام البنتاغون، أظهرت أن بيديل كان يتصرف بمفرده. وقال كيفيل، في تصريحات للصحفيين الجمعة، إن المهاجم اقترب من رجلي الأمن بكل هدوء وروية، ثم أخرج مسدساً وأطلق النار عليهما، ما حدا بالرجلين إلى الرد بإطلاق النار عليه وإصابته إصابات خطيرة، توفي بعدها لاحقاً. وأضاف كيفيل أن المسلح "سار نحو الضباط وهو هادئ جداً، ولم تبد أي مشاعر حقيقية على وجه"، وقال إنه بدلاً من أن يبرز تصريحاً لدخول البنتاغون، عندما طلب رجلا الأمن منه ذلك، استل سلاحاً نارياً وشرع بإطلاق النار عليهما. وتعطل نزول وصعود الركاب من وإلى محطة المترو الموجودة في نفق ملاصق للمدخل الرئيسي للبنتاغون في فرجينيا، على الجانب الآخر لنهر "بوتماك" قبالة واشنطن، بعدما أغلقتها السلطات.