رجح وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان جاديو تعديل ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي التي تبدأ أعمال قمتها ال37 غدا الخميس بالعاصمة السنغالية دكار. وتأتي الرغبة في تعديل الميثاق "لكي تكون المنظمة أكثر فاعلية وتأثيرًا بصفتها صوت الإسلام في عالم العولمة". ومن المقرر أن تنعقد منظمة المؤتمر الإسلامي يومي الخميس والجمعة 13 و14-3-2008، حيث بدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء يفدون لحضور القمة ال37. وعن التغيير الجديد المتوقع للميثاق، أكد وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان جاديو إحراز تقدم تاريخي بشأن تعديل ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي، مشيرا إلى "وجود فرصة كبيرة لاعتماد الميثاق الجديد للمنظمة في قمة دكار.. تلك الفرصة تصل نسبتها إلى 99.99%"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه الثلاثاء. وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي قبيل الجلسة الختامية لاجتماع وزراء الخارجية التمهيدي للقمة الإسلامية أنه "حصل تقدم تاريخي بشأن الميثاق". وأضاف "هناك تقدم ممتاز وخرجنا من القاعة متفائلين بكوننا أنجزنا عملا تاريخيا يتمثل في أنه بعد 36 عاما من العمل بموجب الميثاق القديم نجحنا تقريبا في إنجاز توافق عام حول الميثاق الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي". ومن جانبه قال إحسان أوغلو: "الميثاق الحالي يستخدم منذ عام 1972، أي بعد 3 سنوات من إنشاء المنظمة والتي كانت تضم وقتها 24 عضوًا، أما الآن فهي تضم 57 عضوا.. العالم تغير والظروف تبدلت، فالعالم لم يعد ثنائي القطبين، كما كان أيام الحرب الباردة"، بحسب صحيفة "الفجر" الباكستانية، اليوم الأربعاء. نقاط خلاف وحول النقاط التي لا تزال عالقة، أشار الوزير السنغالي إلى مسألة العضوية، ومعايير الانضمام للمنظمة، والموقف من مبدأ تقرير المصير، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وأيضا تحديث عمل المنظمة باتجاه اعتماد نظام الأغلبية في التصويت على القرارات بدلا من الإجماع. ويدور الخلاف أساسا، بشأن معايير قبول أعضاء جدد حول حيث هل تشمل "أي دولة عضو في الأممالمتحدة ذات أغلبية مسلمة"؟ أم "أي دولة ذات أغلبية مسلمة" (مثل دولة شمال قبرص التركية)؟ وهل يتم قبول العضوية بأغلبية ثلثي الأعضاء أم بالإجماع، بحسب نسخة مشروع ميثاق المنظمة. فمن جانبها تلح باكستان على ضرورة ألا يكون للدولة التي تقبل في المنظمة "خلاف" مع دولة عضو فيها، في إشارة إلى خلافها مع الهند، كما ترغب إيران واليمن في إضافات بشأن تهديد أي دولة عضو في المنظمة. وحول بند دعم حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير يصر المغرب على إضافة "دون المساس بسيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها" في حين تريد الجزائر إضافة "في إطار الحدود المعترف بها دوليا" وذلك على خلفية قضية الصحراء الغربية. إسلاموفوبيا وفقر وعن أهداف القمة والتي تمت مناقشة جانب منها خلال اللقاء التمهيدي، قال أوغلو: "الاجتماع تطرق إلى موضوع (الإسلاموفوبيا)"، موضحا أنه "خلال الأزمة الأولى للرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كانت هناك وعود من الدول الأوروبية لوقف هذه الحملة غير المفهومة، لكن للأسف لم يتم الالتزام بذلك". وأضاف "نحترم حرية التعبير، ولكن أن تستغل هذه الحرية لازدراء الأديان والإصرار على الإهانة أمر غير مفهوم. هذا تصرف غير سوي وتطرف فكري، ويجب علينا في العالمين الغربي والإسلامي إلا نقع ضحايا المتطرفين في الجانبين". وحول مسالة الديون أكد جاديو أن القمة تتجه إلى اعتماد تخفيف الديون عن الدول الفقيرة داخل المنظمة وليس إلغاؤها. وحول صندوق مكافحة الفقر الذي أطلق في مايو 2007 برأس مال مؤمل بقيمة 10 مليارات دولار، لفت الأمين العام إلى أن المبالغ التي وفرت له حتى الآن تزيد عن 2.5 مليار دولار، وأنه يجري العمل مع البنك الإسلامي للتنمية لرفعه إلى المستوى المؤمل، كما يجري النقاش بين أعضاء المنظمة بشأن هل يتم الصرف على برامجه (مكافحة الفقر والأمراض ونشر التعليم..) من رأس ماله أم من فوائد رأس المال. وأشار إلى برنامج تنموي خاص بإفريقيا سيعرض على القمة الإسلامية. وسيكون من بين الأهداف، إعادة توزيع الثروات للدول الإسلامية لإيجاد حلول لاحتواء الفقر في الدول الإسلامية، وأيضا تعزيز الحوار مع غير المسلمين لإزالة ما في عقول وصدور الغرب من كراهية تجاه المسلمين، بحسب الفجر الباكستانية.