فلسطين،غزة/ميسة أبو غزالة خاص الفجرنيوز الوحدة الوطنية..انهاء الانقسام..المصالحة..رفع الحصار، كلها مفردات نسمعها كل يوم في وسائل الاعلام، لكن فناني قطاع غزة ورساميها ارادوا ان نشاهدها ويشاهدها العالم، وان يوصلوا رسالة واضحة الى القيادات والمسؤولين..بأن شعب القطاع يريد الحياة ويحب الحياة.
ففي وسط مدينة غزة تجمع عشرة فنانين رسامين بقيادة الفنان محمد النمنم الملقب "بابو النون" استمروا بالعمل في جدارية تحكي عن المصالحة الفلسطينية ووجوب الوحدة الوطنية من الساعة السادسة صباحا حتى 12 ظهرا، هذه الجدارية التي كان من المفترض أن يتم رسمها قبل شهرين وافتتاحها من قبل نائبين في المجلس التشريعي أحدهما من حماس والاخر من فتح، لكن فشلت محاولات الفنانين لجمع الطرفين.
ويصل حجم هذه الجدارية 20 مترا، وهي تمهيد لرسم اكبر جدارية في العالم على الجدار الفاصل في مدينة بيت لحم التي ستدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية.
والى ذلك قال الفنان ورسام الكاريكاتير أبو النون لشبكة فلسطين الاخبارية "PNN":"قررنا أن يفتتح الجدارية أول طفل صغير يمر من المنطقة وأول عامل بلدية، ذلك لانهما يمثلان اهالي القطاع، فمعظمهم أطفال والجزء الاخر فئة مسحوقة بسبب الحصار، فالحياة لا طعم لها في ظل عيشنا في قفص كبير مغلق".
وأضاف :"نريد ايصال رسالة للمسؤولين بأن الجميع سواسية، ورفضهم افتتاح الجدارية لا يعني اننا لن نرسم بل سنرسم ونعبر عن ارائنا بالريشة والالوان..فبالفن نوصل رسالة وسنواصل الرسم بصراحة في ظل الانقسام، كفنانين متضررين نعاني من التجذابات السياسة، لأننا كنا نعيش في اجواء تفاؤل من خلال محاولة جمع فصيلي الانقسام، لكن للأسف لن نستطع ذلك".
وأوضح أبو النون أن الجدارية مؤلفة من عشرة اقسام (الانقسام والوحدة والتسامح والمحبة وحرب غزة والاخوة وعن القدس..)، وتم رسمها في شارع عمر المختار بحي الرمال وسط القطاع بالقرب من المجلس التشريعي ليتسنى مشاهدتها من قبل المسؤولين وعامة الناس، مشيرا ان مؤسسة (بال ثينك) قدمت كل الدعم المالي لرسم الجدارية.
وقال ان غزة تمر بمرحلة انقسام والايام القادمة هي ستكون أصعب مما مضى، فنحن نعيش في ظل عدم وجود اجواء ايجابية للمصالحة، مما شجع الاحتلال الاسرائيلي ان يزيد من هجمته على القدس وقال ابو النون:" لم تشهد القدس من قبل هجمة اسرائيلية كهذه الايام فالاقصى يتم انتهاك حرمته وتهدم المنازل وتقام المئات من الوحدات الاستيطانية"، ولأجل ذلك كانت اللوحة الاولى في الجدارية عن مدينة القدس لانها في عيون أهالي القطاع أسرى الحصار، وهي بالشكل التالي: (القدس وحولها الجدار الفاصل وحنظلة يقف عليه وعيونه عليها لكنه لا يستطيع الوصول اليها".
وأضاف :"نريد ان نقول للمسؤولين أن الوحدة مطلب الناس فعليهم الموافقة السريعة وتحقيقها لانها في مصلحتهم وسنرسم الى ما لا نهاية حتى يتم الاستجابة لمطالبنا"، مؤكدا أن كافة المشاركين يرغبون بأن يكون لهم دور في تحقيق المصالحة.