في إطار التحرك العام لحملة الأسرة المسلمة في أوروبا استضاف مكتب الأسرة بالمجلس الإسلامي الدانماركى فضيلة الشيخ سالم الشيخى رئيس لجنة الفتوى في بريطانيا ومدير مركز السلام لدراسات المسلم الأوربي لدورة ميثاق الحياة الزوجية والتي كانت مدتها 10 ساعات مقسمة على يومي 20 و21 مارس أقيمت الدورة بالعاصمة كوبنهاقن بمقر المجلس الإسلامي الدّانماركي، وقد بلغ عدد المشاركين 85 فردا قادمين من عدة مدن دانماركيّة... وقد فاق العدد ما كان حدده مكتب الأسرة في بداية التحضير للدورة، ما جعله (المكتب) يعتذر للعشرات لعدم إمكانية تسجيلهم وإلحاقهم بالدورة إمّا بسبب وجودهم خارج الفئة العمريّة التي تمّ ضبطها وإمّا لاستقطاب العدد الذي حدّدته الإمكانيات عموما... وقد شدّ شيخنا الفاضل أنظار المشاركين واهتماماتهم منذ اللحظات الأولى من الدورة وذلك لما تميّز به من علم وخبرة وحسن أداء... وقبل هذا كله ما صاحب كلامه من صدق النية وحسن التوجه إلى الله سبحانه وتعالى... افتتح الشيخ سالم الشيخى كلامه بالتذكير بالنية وأهمّيتها ودعا الحضور إلى اعتمادها ليكون ما يتعلّمونه خالصا لله وحده رجاء مغفرته والفوز بالجنة.. ثم أفاض في الحديث عن ميثاق الحياة الزوجية معرفا بمعنى الميثاق الغليظ ذاكرا ومذكّرا أنه العقد الوحيد الذي سُمّي غليظا في القرآن وأنه عقد شرعه الله وبيّن أحكامه وأركانه النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ورغم أهميته يتعامل معه النّاس بسطحية... وفي استعراض أهداف الدورة وتبيينها ذكر الشيخ النقاط التالية: - رفع الجهل المتعلّق بحدود الله في الميثاق الغليظ والذي أوقع الناس في التعدي على حدود الله سبحانه وتعالى - تصحيح التصور الخاطئ ورفع الجهل واجتناب التفكير السطحي لبناتنا وأبنائنا عن الميثاق الغليظ - تصحيح التصورات الموروثة لدى البنات والأبناء والتي مصدرها الأسرة والأصدقاء وأكد الشيخ سالم أنّ وضعه لمكونات الميثاق الغليظ ليست من بطون الكتب بل هي من خلال الممارسة العملية لمدة عشر سنوات في مكاتب الإصلاح والتحكيم الأسرى ومن خلال دراسته ل1000 حالة طلاق في بريطانيا، إلّا أنه بعد وضعه لمكونات الميثاق رجع إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فوجد فيها تطابقا كاملا على مكونات الميثاق الذي وضعه وعلى النتائج العملية التي توصل إليها لتحقيق السعادة الزوجية فالأسوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه الواقع هما الطريق السليم لكل راغب في حياة زوجية سعيدة مستقرة تنعم بالأمن والأمان وتحسن تربية الأجيال قسم الشيخ الميثاق إلى عنصرين أساسيين العنصر الأول وهى المقومات الضرورية التي لا تقوم ولا تستمر الحياة الزوجية إلا بها وتتمثل فى الحقوق والواجبات بين الزوجين واستهلها بحديث عن المناهج الفكرية التي تتعامل مع هذه المقومات وهي المنهج الأنثوي والمنهج الذكوري القائمان على الصراع والتنافس والمنهج الإسلامي القائم على اكتمال وتداخل الأدوار [بعضكم من بعض] وقد تحدث الشيخ بإسهاب عن هذا العنصر ومما ذكر حق الزوج في القوامة فعرف بمفهومها اللغوي والشرعي وأسبابها والأسس التي تقوم عليها وأنها تكليف وليست تفضيل... ومن حقوق الزوجة التي تحدث عنها الشيخ سالم نذكر حق النفقة فذكر وجوبه وشروطه ومعياره وما تتضمنه.. كما تحدث عن الحقوق المشتركة كالمعاشرة بالمعروف وحفظ الأسرار أما العنصر الثاني فهو مقومات السعادة الزوجية ويحتوى هذا القسم على العديد من الأمثلة الواقعية وقد قسمه الشيخ إلى سبعة جوانب: الجانب الإيماني، الجانب القلبي، الجانب النفسي، الجانب الجسدي، الجانب الأخلاقي، الجانب العلمي والفكري الجانب الاجتماعى وبإتمام الحديث عن مقومات السعادة الزوجية أنهى الشيخ سالم الجزء التعليمي من الدورة لتليه ورشة عمل عن الطرق العملية لنشر الميثاق في المدارس والمعاهد الدانمركية دامت ما يناهز الساعة ونصف الساعة كانت من فضل الله دورة موفقة وناجحة وقد أبدى المشاركون رضاهم عن الدورة وإعجابهم بالمحاضر... وأرى أن ما حقق لها النجاح هو علم وخبرة وأخلاق المحاضر حفظه الله ورعاه... نسأل الله أن يجعل خير هذه الدورة في ميزان حسناته يوم القيامة... مسؤول مكتب الأسرة بالمجلس الأسلامى الدانماركى