تونس:بعد مؤتمر سوسة دخلنا في صراع مع السحباني لأنه أبعد بعض النقابيين.. ولما دافعت عنهم أطردني. قال الأستاذ النقابي أحمد الكحلاوي أمس على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات إن أسوء فترة مرّ بها الاتحاد العام التونسي للشغل في تاريخه، هي فترة إسماعيل السحباني ( 2000).. وفسّر ذلك بعمليات الاختراق التي تعرضت لها المنظمة الشغيلة خلال تلك الفترة نظرا لأن قناصل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا أصبحوا يترددون على الإتحاد ويجولون في أروقته باستمرار، وهو أمر كان يثير غيض النقابيين ويرفضونه رفضا قاطعا كما عرفت هذه الفترة اختراق المنظمات الأجنبية الاتحاد.. وقال في هذا الشأن:" إن منظمة فريدريك ايبيرت كانت تنظم ندوات في الإتحاد كما كانت تموّل أنشطته.. وإنني أعجب كيف يقبض نقابيون أموالا من هذه المنظمة ومن منظمات أجنبية وهم في نفس الوقت يتحدثون عن استقلالية الاتحاد ويطالبون بها". وأضاف الكحلاوي أنه عرف إسماعيل السحباني عن كثب وخبره جيدا منذ أن جاء من سجنان ومنذ أن كان عاملا بسيطا فقيرا يقطن في وكالة ويتنقل إلى عمله على دراجة لكنه لما أصبح على رأس الإتحاد سرعان ما أخطأ في حق من ساعدوه وأولهم الحبيب عاشور".. وقال :"بعد مؤتمر الإتحاد بسوسة سنة (1989) دخلنا في صراع مع السحباني لأنه شرع في إبعاد بعض النقابيين وطردهم ولما دافعت عليهم أطردني أيضا وسانده في ذلك بعض النقابيين الذين كانوا يتقربون منه طمعا وخوفا من أن يحرمهم من المنح والامتيازات والسيارات". وتحدّث الكحلاوي خلال هذا المنتدى الذي حضره عدد من المؤرخين والجامعيين والنقابيين بإطناب عن تاريخ نقابات التعليم في تونس.. وكان هذا النقابي الذي ولد بالمكنين سنة 1946 وتخرج من مدرسة ترشيح الأستذة المساعدين التابعة لدار المعلمين العليا بتونس في جوان 1967و قد نشط طويلا ضمن الحركة الطلابية للاتحاد العام لطلبة تونس كما تعرض للإيقاف على إثر مظاهرات وأحداث 1967 1969 وتولى منذ انخراطه في الاتحاد العام التونسي للشغل في أكتوبر 1970 مسؤولية كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم بالقيروان كما انتخب كاتبا عاما سنة 1974 وقاد إضراب التعليم الثانوي التقني سنة 1976 من أجل مطالب مهنية وتضامنا مع نقابيي الثانوي 1975 وأطرد بعد ذلك مع أعضاء نقابته من الاتحاد وأغلق مقر النقابة. وعلى إثر التصدع الذي عرفته الساحة النقابية بعد إضراب جانفي 1978 والحوادث التي تلته تعرض الكحلاوي إلى السجن والمحاكمة والطرد مع ثلاثين عضوا من أعضاء الهيئة الإدارية التي تمثل قيادة الاتحاد لكن بعد ذلك أعيد انتخابه كاتبا عاما للنقابة الوطنية للتعليم التقني وشارك في إعادة هيكلة الاتحاد مقاطعا مؤتمره بقفصة سنة 1981. وبعد أن أطنب النقابي أحمد الكحلاوي في وصف جروح الستينات المؤلمة وخاصة ما تمخض عن هزيمة 1967 وفي الحديث عن مسيرته النقابية وعن الصراعات التي خاضتها نقابات التعليم والإضرابات التي نفذتها خلال السبعينات تطرّق إلى نضالات هذه النقابات خلال الثمانيات. نضالات الثمانينات نفذت نقابات التعليم الثانوي ولأول مرة في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل سلسلة من الإضرابات ذات الطابع المطلبي وهزت هذه الاضرابات وفقا لما ذكره الكحلاوي البلاد وأشلّت قطاع التعليم على امتداد فترة 1980 1982 وعطّلت حكومة محمد مزالي التي ذاقت الأمرين ولكنها حققت مكاسب هامة لفائدة المدرسين.. ورغم المفاوضات الماراطونية في قصر الحكومة لم تضعف هذه النقابات ولم تتراجع.. وفي المقابل عقدت قيادة الاتحاد اتفاق سلم اجتماعية مع حكومة مزالي. وانعقد سنة 1983 مؤتمر توحيد نقابات الثانوي وراهنت قيادات الاتحاد على فوز أطراف التيار الأممي الذي خسر أمام التيار القومي. وتحمل الكحلاوي مسؤولية الكتابة العامة لأول نقابة موحدة للتعليم الثانوي وأعلن مؤتمر النقابة عن دعمه الكامل لثورة فلسطين وعن دفاعه عن عروبة البلاد وعن التعريب الشامل للتعليم وأصدر بيانا ندد فيه باتفاق قيادة الاتحاد مع حكومة محمد مزالي. وبعد شهر من انتخابه قررت القيادة العامة للاتحاد تجريد مكتب نقابة التعليم الثانوي عبر بيان أذيع في التلفزيون.. وعلى إثر الحملة التي استهدفت النقابة وتضامنا معها منع النقابيون يوم الاحتفال بعيد الشغل غرة ماي 1983 الحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد من القاء خطابه فأمر بتجريد مئات النقابيين.. الصباح