الرباط :استقبل وزير العدل المغربي محمد الناصري عائلات معتقلين سياسيين يشنون اضرابا عن الطعام منذ اسبوعين احتجاجا على عدم العدالة والخروقات التي عرفتها محاكمتهم ابتدائيا واستئنافيا.وقالت سكينة قادة عقيلة الصحافي المعتقل حفيظ السريتي ان وزير العدل اكد لعائلات المعتقلين البحث مع الجهات المعنية ضرورة سيادة القانون في قضية هؤلاء المعتقلين وضمان محاكمة عادلة لهم.وتشكك الاوساط السياسية و الحزبية والحقوقية المغربية بمصداقية ما تقوله السلطات عن تورط مصطفى المعتصم أمين حزب البديل الحضاري ومحمد الامين ركالة نائبه والناطق الرسمي باسم الحزب ومحمد المرواني الأمين العام لحزب الأمة وعبد الحفيظ السريتي مراسل قناة المنار اللبنانية وماء العينين العبادلة مسؤول لجنة الصحراء والوحدة الترابية لحزب العدالة والتنمية وحميد نجيبي الناشط بالحزب الاشتراكي الموحد في نشاطات ارهابية. وتقول السلطات ان هؤلاء السياسيين الذين اعتقلتهم السلطات في شباط/فبراير 2008 كانوا ناشطين وقدموا تسهيلات لما يعرف بشبكة بلعيرج نسبة الى البلجيكي من اصل مغربي عبد القادر بلعيرج وقررت غرفة ابتدائية بمحكمة الاستئناف بسلا المتخصصة بقضايا الارهاب في تموز/يوليو الماضي ادانة هؤلاء الناشطين الستة وقضت بحقهم احكاما تتراوح بين 15 و20 سنة باستثناء نجيبي الذي قضت بحقه سنتين حبسا نافذا وافرج عنه نهاية شباط/فبراير الماضي. وقالت قادة ل'القدس العربي' اثناء اعتصام نظمته اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين الستة السبت امام المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالرباط، ان المعتقلين يواصلون اضرابهم عن الطعام الذي بدأوه يوم 22 اذار/مارس الماضي رغم محاولات هيئة الدفاع والعائلات ثنيهم عن قرارهم. وانسحبت هيئة الدفاع من المحاكمة لرفضها ان تكون 'مشاركا في مسرحية قانونية تسمى محاكمة'، حسب بيان اصدرته نهاية الاسبوع الماضي. وشدد مصطفى الرميد احد هؤلاء المحامين أن ''الأمور تسير نحو مزيد من التعقيد، أمام مصادرة الحقوق وضمانات المحاكمة العادلة، وهو ما اضطرت معه هيئة الدفاع إلى الانسحاب لكي لا تشترك في محاكمة لا تتوفر فيها أدنى الضمانات'' وشكلت الوضعية الصحية للمعتقلين احد محاور لقاء بين هيئة الدفاع ووزير العدل محمد الناصري وقدمت له تقريرا مفصلا حول ما تعرض له المعتقلون من انتهاكات لحقوقهم اثناء اعتقالهم والتحقيق معهم والخروقات القانونية التي شابت المحاكمة في مرحلتيها الابتدائية والاستئنافية. وقالت اوساط هيئة الدفاع ان الوزير التزم بالانكباب شخصيا على متابعة الملف وضمان محاكمة عادلة للمعتقلين. واحتشد عشرات من الناشطين السياسيين والحقوقيين والحزبيين وعائلات المعتقلين السبت امام المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالرباط للتضامن مع المعتقلين الخمسة في اعتصام استمر من العاشرة صباحا الى العاشرة ليلا. ولاحظت 'القدس العربي' حضوراً مكثفاً لمسؤولي وناشطي جماعة العدل والاحسان شبه المحظورة والحزب الاشتراكي الموحد اليساري والجمعية المغربية لحقوق الانسان ومؤسسة الوسيط الحقوقية. ورفع المعتصمون، الذين كان من بينهم اطفال المعتقلين وامهاتهم، صور المعتقلين ولافتات تطالب باطلاق سراحهم فيما الصق شريط لاصق على فم حفيظ السريتي في اشارة الى ان اعتقاله رسالة لتكميم الصحافة. ونجح المعتقلون وهيئة الدفاع في اقناع ماء العينين العبادلة بالعدول عن قراره وقف شرب الماء المحلى الذي اتخذه احتجاجا على منعه من حضور جلسة المحاكمة يوم الاربعاء الماضي. وظهر العبادلة أمام محكمة الاستئناف صباح الإثنين الماضي غير أنه لم يتمكن من الوقوف والحديث أمام القاضي فسقط مغمى عليه، ثم أغمي عليه للمرة الثانية داخل المكان المخصص للمتهمين، مما استدعى نقله إلى المستشفى. وقال حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه العبادلة ان السلطات منعت عبد الإله بن كيران الأمين العام للحزب ونائبه عبد الله باها، من زيارة العبادلة بمستشفى مولاي عبد الله بسلا. وأكد بن كيران أنه شاهد العبادلة عضو المجلس الوطني للحزب داخل سيارة الإسعاف حوالي ست ثوان أمام باب المستشفى، وقال: لدينا في حزب العدالة والتنمية القناعة بأن العبادلة وباقي المعتقلين السياسيين الستة بريئون، وأن هذا الملف لا يقتضي أن يزج بهؤلاء في السجن، وأن العبادلة أثبت من خلال تعامله وسلوكاته أنه رجل صالح'. القدس العربي محمود معروف