نظمت الجزائر الصالون الوطني للكتاب في دورته السابعة في ظروف استثنائية جراء مقاطعة الصالون الدولي للكتاب بباريس، بعد قراره اختيار إسرائيل ضيفة شرف عليه هذا العام. وعلى مدار الأيام التسعة الماضية، التي أعقبت افتتاح الصالون حلت فلسطين ضيفة شرف، وحظيت بحصة الأسد من حيث الندوات والمحاضرات والأفلام المعروضة. وأما اختيار توقيت المعرض فلم يأت عبثا، إذ كان من المفروض أن تشارك الجزائر في الصالون الدولي للكتاب في باريس، لكن بعد قرار الجزائر مقاطعته، قررت النقابة الوطنية لناشري الكتب في الجزائر تنظيم المعرض في هذا الوقت تضامناً مع فلسطين. يذكر أن المعرض الوطني ليس لديه تاريخ ثابت وهو يعقد عادة بين شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران. مشاركة ضخمة وحسب ما أوضحه رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب للجزيرة نت محمد الطاهر قرفي، فإن نحو 60 ناشرا شاركوا في الصالون الذي جاء تحت شعار "الكتابة والأزمة جمالية أم التزام ؟"، كما عرض فيه نحو ثلاثة آلاف عنوان. ووفقا للمصدر نفسه فإن المعرض وفر فرصة لتقييم تجربة النشر التي خاضتها الجزائر العام الماضي، في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية حيث تم نشر نحو 1400 عنوان. كما أشاد قرفي بدور المعهد العربي للترجمة الذي ساهم بشكل كبير في ترجمة عدد ضخم من العناوين الهامة. من جانبه رأى عضو لجنة التنظيم والمشرف على الجانب الفكري والثقافي فضيل بومالة أن أهم ما يميز الصالون الثقافي، هو الجانب الرمزي المتمثل في جناح فلسطين، الذي يعتبر محاولة لإعطاء القضية الفلسطينية بعدها الرمزي الإنساني من خلال معرض الصور والكتب، والجدار العازل الذي يرسم عليه مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب، وإشعال الشموع. أما الجانب الثاني الذي ميز المعرض وفقا لبومالة، فهو يتعلق بالعروض السينمائية، التي أعدت خصيصا لهذه المناسبة، ومن بين الأفلام المعروضة فيلم "فلسطين.. فلسطين" لدومنيك ديبوسك الحائز الجائزة الأولى في المهرجان العالمي لحقوق الإنسان في بوليفيا، ويمثل شهادة حية حول وضعية الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية. تحطيم الجدار المعرض مثل فرصة فريدة لبناء علاقة وثيقة بين الكتاب الجدد ودور النشر، وقد حضر عدد هام من الكتاب لعرض مؤلفاتهم الجديدة عن طريق المحاضرات أو عروض بيع بالتوقيع أو بالإهداء. كما ضم المعرض سلسلة من الندوات شارك فيها جزائريون وأجانب أمثال الفيلسوف الفرنسي جون لوك نانسي. ولأول مرة يعقد فضاء ثقافي وفكري بين دور النشر والمثقفين ووسائل الإعلام بهدف تطوير النشر. ومن مميزات الصالون هذا العام أنه أبرز مجموعة من النساء الكاتبات، وهناك أيضا دور نشر أسستها نسوة تهتم بكتب الطفل والفكر والموسوعات. كما كانت الترجمة حاضرة بقوة وعرضت عناوين هامة منها كتاب المؤلف البريطاني ألستر هورن عن تاريخ الثورة الجزائرية.