استؤنفت في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، أمس، محاكمة زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراجيتش الذي يواجه تهما تتعلق بجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية. وبدأ الادعاء العام في المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، أمس، عرض أدلته ضد كراجيتش، رغم امتناع هذا الأخير عن الحضور بعد رفض المحكمة طلبه المتكرر بتأجيل النظر في التهم الموجهة إليه. كما حملته المحكمة المسؤولية عن ذلك بسبب اختفائه الطويل ورفضه المثول طواعية أمام المحكمة طيلة فترة فراره التي زادت على 13 سنة. وقد مثل كراجيتش في جلسة أمس المحامي البريطاني، ريتشارد هارفي، بينما كان أول شهود الإدانة مواطن بوسني من منطقة سانسكي موست في شمال غربي البوسنة، يدعى أحمد زوكيتش. وقد تحدث زوكيتش كشاهد عيان عن عمليات التصفية الجسدية وسوء المعاملة التي مارسها الصرب ضد المسلمين في سانسكي موست (شمال غرب) سنة 1992، على حد قوله. وكان زوكيتش قد أدلى بشهادته في محاكمات سابقة طالت متهمين صربا من بينهم الرئيس الصربي الأسبق، سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي توفي في السجن بمحكمة لاهاي سنة 2006، وعضو مجلس الرئاسة البوسني السابق، عن الصرب، ممشيلو كرايشنيك، والجنرال الصربي، رادوسلاف برجانين. وكان الموقف تراجيديا حيث استمرت الأسئلة الموجهة للشاهد أكثر من ساعة. تقدم على أثرها المدعي العام ألان تيغر وعلى مدى 4 ساعات كاملة بعرض ما لديه من أدلة ضد رادوفان كراجيتش، وتحديدا «الجرائم التي ارتكبها الصرب في سراييفو، في الفترة ما بين 1992 و1995»، وفق ما جاء على لسان الادعاء. ومن المقرر أن يدلي الكثير من شهود الإدانة بما لديهم في الأيام القادمة، ومن بينهم مواطن بوسني يدعى سليمان تسرنتشالو، وموظفان سابقان بالأمم المتحدة يدعى الأول ألبرت أوكون، والثاني ديفيد هارلاند، إضافة إلى الصحافي المستقل إرناوت فان ليندن. كما ستستمع محكمة جرائم الحرب الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي، لشهود يحملون أرقاما بدل الأسماء العادية، وذلك خشية على أنفسهم، ويعتقد أن الكثير منهم من الصرب. وتتعلق شهاداتهم بما حصل في سريبرينتسا (شرق البوسنة) في الفترة ما بين 11 و19 يوليو (تموز) 1995 من مذابح، وهي أكبر المجازر في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية كما تعرف في الأدبيات القضائية والإعلامية والسياسية في منطقة غرب البلقان وأوروبا. الشرق الاوسط
