المغرب - الفجرنيوز: اختتمت أشغال الندوة الدولية التي نظتمها كلية الشريعة بايت ملول بأكادير، المؤسسة الجامعية التابعة لجامعة القرويين، بتعاون مع مركز الثقافة والعلوم بإسطنبول ( تركيا), حول موضوع "فقه المقاصد والحكم في فكر بديع الزمان النورسي". وشارك في هذه الندوة نخبة من علماء الشريعة والأساتذة الباحثين من المغرب والعديد من الأقطار الإسلامية من ضمنها تركيا وماليزيا وسوريا والجزائر والنيجر حيث تداولوا حول فكر هذا العالم الفذ الذي يعتبر أحد الرموز الفكرية التي اجتهدت في تجديد الفكر والثقافة الإسلاميين في مناحي متعددة همت إلى جانب شؤون العقيدة والإيمان, قضايا أخرى تهم الاقتصاد والفلسفة والقانون وغيرها من ضروب العلوم والثقافة. وسجل رئيس جامعة القرويين علي الصقلي الحسني في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية أن انعقادها يتزامن مع انطلاق أشغال القمة الإسلامية في العاصمة السنغالية دكار, مشيرا إلى أن القصد من كلا اللقاءين هو جمع شمل المسلمين وتوحيدهم كلمتهم, إضافة إلى التصدي للحملة الشرسة التي يقودها بعض المتطرفين ضد الشريعة الإسلامية السمحة. وأضاف أن هذه الندوة التي جمعت ثلة من العلماء والباحثين من مختلف الأقطار الإسلامية حول فكر واجتهادات واحد من أبرز العلماء المسلمين, تعد فرصة لتقريب وتوحيد الرؤى بين المثقفين والباحثين المنتمين لبلدان إسلامية متعددة, معتبرا أن عقد ندوة دولية من هذا القبيل دليل على عودة الوعي للكيان الثقافي الإسلامي, ومؤشر على أن التراث الإسلامي لازال يحظى بما يستحق من البحث والعناية حتى يساهم بشكل إيجابي في بناء النهضة الإسلامية الحديثة. أما عميد كلية الشريعة بآيت ملول الحسين أفا, فأشار في كلمته إلى أن تنظيم هذه الندوة الدولية , علاوة على كونه يصب في إطار البرنامج العلمي الأكاديمي للكلية , فإنه يترجم انخراط هذه المؤسسة الجامعية , المنغرسة في تربة سوس العالمة , في النهج الذي سارت عليه جامعة القرويين منذ قرون حيث كانت ولازالت وستظل منارة شامخة للعلم ونشر المعارف. وأوضح أفا أن الاهتمام بالأشخاص المرموقين في مجال العطاء الفكري , كما هو الحال بالنسبة للعالم الجليل بديع الزمان النورسي , يصب في سياق الإجابة عن سؤال كبير حول واقع التراث الإسلامي ومكانته في ظل هذا الزخم الكبير من العلوم والأبحاث التي تميز عصرنا الحاضر, ومن تمة البحث عن أسباب التواصل والتكامل بين الفكر الإسلامي الأصيل وباقي الأصناف الأخرى من العلوم والمعرفة, سعيا وراء تجديد الثقافة والفكر الإسلاميين والبرهنة على أنهما قادران على استيعاب مختلف المناهج والعلوم دون أن يفقدا أصالتهما. ومن جانبه, أكد ممثل مؤسسة الثقافة والعلوم بإسطنبول إحسان قاسم الصالحي أن فكر وعطاء العلامة بديع الزمان النورسي الذي يمتاز بشموليته وتطبعه روح التجديد, لم يبق حبيس التراث الإسلامي في تركيا, بل احتضنته العديد من الجامعات ومراكز البحث سواء المنتمية منها إلى دول العالم الإسلامي أو خارجه, مشيرا إلى أن مؤلفات ورسائل هذا العالم الكبير كانت ولازالت مثار اهتمام متواصل من طرف باحثين وعلماء من جنسيات وأديان مختلفة. وأكد قاسم الصالحي أن النورسي كان عالما موسوعيا في عطائه الفكري والثقافي, ومن تمة كان الباحثون والأكاديميون بمختلف تخصصاتهم يتناولونه كل في مجال اهتمامه, مبرزا أن جانبا من الاهتمام بفكر هذا العالم الفذ نابع من كونه يملك قدرة هائلة على الجمع بين خطاب العقل والقلب, كما أنه متمكن إلى حد كبير في إبلاغ الحقائق الإيمانية بنوع من المنطق السليم الذي قل نظيره. يذكر أن أشغال هذه الندوة الدولية التي استمرت على مدى يومين توزعت على أربع جلسات تناولت محاور مختلفة من فكر النورسي, من ضمنها على الخصوص "رؤية المقاصد القرآنية عند النورسي", و"الفكر التربوي ومقاصده في الحياة عند النورسي", و"التوحيد والنبوة في فكر النورسي", و"رسالة الاقتصاد للنورسي", و"مقاصد الأخلاق في فكر النورسي, ومقترحات رسائل النور لتجاوز قيم الصراع في النظام الدولي المعاصر: مقاربة معرفية", و"العدالة والسعادة", و"توظيف اللغة العربية في الكشف عن المقاصد القرآنية عند النورسي".