نواكشوط:بدأت الدعوات لتهدئة الوضع السياسي في موريتانيا والحيلولة دون خروج الأمور عن السيطرة مع ارتفاع حدة الاحتقان العرقي جراء “ملف التعريب” حيث يصر قوميو الأغلبية العربية على التعريب الكامل للإدارة، وهو ما يرفضه قوميو الأقلية الإفريقية المتمسكون ببقاء اللغة الفرنسية لغة للدولة .وأكد محمد جميل ولد منصور، رئيس حزب “تواصل” (التيار الإسلامي) أن حزبه قرر أن يضرب على يد كل من يحاولون العبث بوحدة البلد وتماسك لحمته الاجتماعية، معتبرا أن الوضعية الحالية للبلاد تتطلب وقفة حازمة وحاسمة ضد مثيري الفتنة . وقال في مهرجان جماهيري، أمس، بنواكشوط افتتح به الحزب حملته لتعزيز الوحدة الداخلية للبلاد، وهي الحملة المنظمة تحت شعار “هو سماكم المسلمين” وجاء المهرجان بعد ساعات من أحداث جامعة نواكشوط التي جرح فيها 25 طالباً في مواجهات بين الطلبة العرب والأفارقة . وقال ولد منصور إن الوحدة الوطنية عانت كثيرا من دعاوى العنصرية، مؤكدا أن الموريتانيين ذاقوا ألم الفرقة والكراهية ويرفضون اليوم أن يتجرعوا الكأس نفسها وسيقفون في وجهها . ودعا السلطات لتحمل مسؤولياتها منعاً لأي انفلات والحيلولة دون المواجهات بين أبناء الوطن . إلى ذلك، تبرأت منسقية طلاب جامعة نواكشوط للدفاع عن اللغة العربية من الصدامات العنيفة التي شهدتها الجامعة بين الطلاب العرب والأفارقة، وأعلنت شجبها واستنكارها لهذه الأحداث . واتهمت جهات أجنبية لم تحددها بتحريك العناصر التي بدأت بالعنف بهدف “زعزعة الأمن وتوظيف القضية توظيف سلبي” . وطالبت بإطلاق سراح جميع الطلاب الذين تم اعتقالهم . وأعلنت تمسكها بضرورة تعريب الإدارة وإقالة وزير التعليم العالي الذي أدلى بتصريح تراجع فيه عن التعريب الكامل للإدارة . في سياق آخر، أبلغت وزارة الداخلية الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي حظر النشاطات التي كان يمارسها من خلال منظمة “المبادرة من أجل الانعتاق” التي يرأسها، وأكدت الوزارة أن “المنظمة غير مرخصة وعليه ينبغي التوقف عن النشاطات التي تقوم بها” . وتتهم المنظمة بقيادة نشاطات سياسية تحت ستار حقوقي هدفها التفريق بين عرب البلاد (البيض والسمر) على أساس اللون . ووصف ولد اعبيدي قرار الداخلية ب”غير قانوني” وأكد أن “كل النشاطات التي قامت بها المبادرة لا تتعارض مع القانون”، وأن منظمته ستواصل العمل رغم الحظر .