لندن:قال أربعة من كبار القادة العسكريين السابقين يوم الاربعاء ان بريطانيا ينبغي ان تعيد النظر في قرار انفاق مليارات الدولارات على تحديث اسلحتها النووية مؤيدين بذلك حزب الديمقراطيين الاحرار الذي قد يمسك بميزان القوى بعد الانتخابات.وكان البرلمان اعتمد قرار حكومة حزب العمال شراء منظومة جديدة من الاسلحة النووية التي تطلق من الغواصات في عام 2007 لكن القرارات المهمة المتعلقة بانفاق الاموال اللازمة أجلت الى ما بعد مؤتمر حظر الانتشار النووي الذي يعقد في نيويورك الشهر القادم الامر الذي يلقي عبء اتخاذ تلك القرارات على عاتق الحكومة المقبلة. وأكد حزبا العمال والمحافظون تأييدهما لاستبدال اسطول جديد من الغواصات المسلحة نوويا بالاسطول الحالي الذي يبدأ خروجه من الخدمة في عشرينات القرن الحالي. لكن حزب الديمقراطيين الاحرار وهو حزب المعارضة الاصغر يعارض هذه الخطوة قائلا انها قد تكلف البلاد 100 مليار جنيه استرليني (154 مليار دولار) وهي تكلفة لا يمكن لبريطانيا تحملها وهي تسعى جاهدة لسد العجز الضخم في الموازنة العامة. ومع تقدم الديمقراطيين الاحرار في استطلاعات الرأي وتوقع ان تسفر انتخابات السادس من مايو ايار عن نتيجة متقاربة قد يعتمد العمال أو المحافظون على تأييدهم لتشكيل حكومة قادرة على الاستمرار. وقد يصبح نظام ترايدنت الصاروخي ورقة للمساومة في مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية. ويأتي تدخل القادة السابقين في الجدال في رسالة الى صحيفة تايمز عشية المناظرة الثانية بين زعماء الاحزاب ضمن انشطة الحملة الانتخابية يوم الخميس وستركز على قضايا الشؤون الخارجية والامن ومن بينها على الارجح موضوع ترايدنت. وقال القادة السابقون انه لمما "يبعث على أشد القلق" ان القرار الخاص بالصواريخ ترايدنت لن يعاد النظر فيه في اطار مراجعة شؤون الدفاع التي سيقوم بها كل من الاحزاب الثلاثة بعد الانتخابات. واضافوا "قد يكون المال الذي سينفق على الاسلحة النووية الجديدة مالا غير متاح لدعم قواتنا في الخط الامامي أو لاعمال مكافحة الارهاب ذات الاهمية الحاسمة.. مالا غير متاح لشراء طائرات هليكوبتر أو مركبات مدرعة أو فرقاطات أو حتى لدفع تكاليف مزيد من المناورات." والقادة الموقعون للرسالة هم ادوين برامول وهو قائد سابق للقوات المسلحة البريطانية وديفيد رامزبوثام وهيو بيتش وباتريك كوردنجلي وهم قادة كبار سابقون. وقال الموقعون انه ينبغي لبريطانيا ايضا ان تنظر في أثر استبدال الصواريخ ترايدنت على محادثات نزع السلاح الدولية مشيرين الى اتفاق الولاياتالمتحدة وروسيا على خفض ترسانتيهما النوويتين. ومع توقع ان يتجاوز عجز الموازنة 11 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي هذه السنة المالية ومشاركة بريطانيا بنحو 9500 جندي في حرب مكلفة في افغانستان ستزيد الضغوط لخفض برامج التسلح. وقال زعيم الديمقراطيين الاحرار نيك كليج ان رسالة القادة السابقين تدعم حجج حزبه. ويقول الديمقراطيون الاحرار ان من البدائل الممكنة لشراء غوصات جديدة تمديد خدمة المنظومة الحالية او تسليح غواصات أستيوت بأسلحة نووية بدلا من الاسلحة التقليدية التي تحملها حاليا. وقال رئيس الوزراء جوردون براون في مقال في الدورية الخاصة بالمعهد الملكي للقوات المسلحة وهو مركز لبحوث الدفاع ان كل المشروعات والقدرات الاخرى غير الصواريخ ترايدنت سيتم مراجعتها بعد الانتخابات. (رويترز)