فيينا:توجه اكثر من ستة ملايين ناخب نمساوي اليوم الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ويتمتع الرئيس الاشتراكي النمساوي هاينز فيشر المنتهية ولايته بالحظ الأوفر في مواجهة كل من مرشحة اليمين المتطرف باربارا روزن كرانتس ورودولف كهرينغ رئيس الحزب المسيحي النمساوي.وعلى الرغم من تزايد احتمالات اعادة انتخاب الرئيس فيشر مدة ست سنوات اخرى فان الانظار تتجه الى عدد الاصوات التي ستحصل عليها روزن كرانتس بعدما احرز اليمين المتطرف تقدما كبيرا منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2008 اذ رجحت الاستطلاعات حصولها على نسبة تتراوح بين 13 الى 16 في المئة من الاصوات. ويرى المحللون ان التحدي الحقيقي خلال هذه الانتخابات يكمن في النسبة التي سيحصل عليها كل مرشح ذلك ان حصول الرئيس فيشر على نسبة اقل من 75 في المئة يعتبر دون طموحاته وطموحات الحزب الاشتراكي وان حصول منافسته الرئيسة روزنكرانس على نسبة اقل من 15 في المئة يعتبر هزيمة مرة لها ولحزبها الذي يأمل في تجاوز سقف 20 في المئة أو حتى 25 في المئة لأن غاية حزب الاحرار من الانتخابات الرئاسية ليست تحقيق الفوز وهو امر محسوم لصالح الرئيس الحالي بقدر ما هو اختبار لقوته وشعبيته عندما يخوض الانتخابات البرلمانية المحلية القادمة بخاصة في ولاية فيينا. وعلى الرغم من كون منصب رئيس الجمهورية في النمسا فخريا لكنه المنصب الوحيد الذي يتم اختيار شاغله من خلال الاقتراع المباشر. ويتولى رئيس الجمهورية مسؤولية تعيين المستشار بناء على نتائج الانتخابات التشريعية ويشغل منصب المستشار الاشتراكي في الوقت الحاضر فيرنر فايمان الذي يرأس منذ آخر 2008 حكومة ائتلافية موسعة مع حزب الشعب المحافظ. ويبلغ الرئيس المنتهية ولايته الدكتور هاينس فيشر من العمر 71 عاما وهو أستاذ جامعي خبير في القانون الدستوري تولى رئاسة مجلس النواب في الفترة من عام 1999 الى 2002. وكان عضوا فاعلا في الحزب الاشتراكي النمساوي منذ نعومة أظفاره ويعتبر من كبار المنظرين في هذا الحزب الا أنه أعلن تجميد عضويته في الحزب الاشتراكي منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في عام 2004 معلنا أنه منذ تلك اللحظة أصبح يمثل كل النمساويين بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية ولذلك قدم نفسه هذه المرة على أنه مرشح مستقل وليس مرشحا للحزب الاشتراكي. ومن المقرر ان تقوم منظمة الامن والتعاون الاوروبي التي تتخذ من فيينا مقرا لها بمراقبة سير العملية الانتخابية في النمسا بسبب دخول باربرا روزنكرانس مرشحة حزب الاحرار اليميني المتطرف حلبة المنافسة على رئاسة الجمهورية. وركزت هذه المرشحة حملتها الانتخابية على معاداة الاجانب والتعرض بشكل من الأشكال الى مهاجمة التوسع الاسلامي في النمسا اضافة الى اثارة النزعات العنصرية بما فيها المعادية للسامية بحجة أن تقاعس الحكومة الحالية وبخاصة الحزب الاشتراكي عن توفير الأمن وتطبيق قانون صارم يضبط الهجرة ويحدد قبول المهاجرين والعمال الأجانب حسب حاجة النمسا اليهم دون أية اعتبارات أخرى هو الذي تسبب في ارتفاع معدل الجريمة في النمسا وجعل المواطنين لا يشعرون بالأمن في بلادهم. وكان الرئيس النمساوي أعلن خلال الحملة الانتخابية عن عزمه تقديم مشروع قانون الى البرلمان النمساوي بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ينص على تمديد فترة الرئاسة من ست سنوات الى ثماني سنوات على ألا يجوز للرئيس الترشح لولاية ثانية بل الاكتفاء بولاية واحدة مدتها ثماني سنوات ويبدو أن حزب الشعب المحافظ الشريك في الحكومة الائتلافية لا يعارض من حيث المبدأ هذا الاقتراح.