كشفت الصحف الكويتية الصادرة اليوم، عن معلومات جديدة حول خلية تجسس تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني في الكويت، إذ دلّت اعترافات بعض أفرادها عن ضلوع رجال أعمال كويتيين نافذين في تمويل الشبكة والمساعدة في تنفيذ مهمتها برصد المواقع الأمنية والعسكريّة في البلاد. ونقلت صحيفة "القبس"، عن مصدر أمني مطلع، أن لبنانيين هاربين لعبا دورًا بارزًا في الشبكة، فتولى أحدهما دور المموّل، بينما تخصص الثاني في مهمة "ضابط الارتباط"، متخصصًا في نقل المعلومات وتلقيها. علمًا أنّ الأخير هو أحد أعضاء الحرس الثوري في إيران. وقد التقى أفرادًا في الشبكة عدة مرات في مدينتي أصفهان ومشهد، بحسب ما أفادت الصحيفة. وأفادت اعترافات الموقوفين؛ أنّ الشبكة ضمت 6 عسكريين كويتيين في وزارة الدفاع، وعسكريين اثنين من فئة غير محددي الجنسية. وكانت الأجهزة الأمنية الكويتية داهمت منزل أحد قياديي الشبكة قبل أيام، حيث عثرت على مخططات لمواقع حيوية وأجهزة اتصال حساسة ومتطورة، ومبالغ مالية تتجاوز الربع مليون دولار. ووفق المصادر، فإنّ المتهمين كشفوا في اعترافاتهم الأولية أنْ عملهم كان يتطلب تجنيد عدد من العناصر الّتي تتوافق أفكارهم وتوجهاتهم مع الحرس الثوري الإيراني. إلا أنّ طهران نفت الأنباء عن الشبكة، واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان، أنّ "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وتأتي في إطار الحرب الإعلامية الرامية إلى بث الفرقة بين الدول الإسلامية، وصرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة، وهو الكيان الصهيوني". ودعا المسئول الإيراني "الجميع إلى توخي الحذر، وعدم الوقوع في فخ الدعايات المغرضة". من جهتها، نقلت صحيفة "الوسط" الكويتية عن مصادر لم تعرّفها، أنّ عملية القبض على أعضاء الشبكة جاءت بالتعاون مع أجهزة أمن خليجية، مشيرةً إلى أنّ عدد الموقوفين بالخلية وصل إلى 14 عنصرًا، بينهم مقيمين إيرانيين وعرب. وأشارت إلى 5 عناصر تابعة للشبكة؛ غادرت إلى إيران قبل أيام من توقيف بقية أفراد الخلية، بعد سعيهم إلى تجنيد عدد كبير من العناصر الّذين تتوافق أفكارهم مع أفكار الحرس الثوري الإيراني. بدوره، نفى العميد رمضان شريف، يوم الأحد، في حديث لوكالة فارس شبه الرسميّة القريبة من الحرس الثوري، والأجهزة الأمنية الإيرانية. وقوف بلاده وراء هذه الشبكة قائلاً: إنّ "المزاعم حول كشف شبكة التجسس في الكويت تدخل في إطار التخويف من الحرس الثوري"؛ زاعمًا أنّ هذه الأنباء تأتي "للحد من شعبية الحرس بين شعوب المنطقة"، وشدد على أنّ "حجم الالتحاق بحماس وحزب الله، خير دليل على شعبية الحرس الثوري".