نواكشوط: بينما أحيا العمال الموريتانيون عيد العمال العالمي في جو مشحون وبعريضة مطالب عديدة، عادت حرب التصريحات النارية بين نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومنسقية أحزاب المعارضة للظهور من جديد أمس الأحد بعد التصعيد الذي لوحظ قبل ذلك يومي السبت والجمعة.فقد وجه محمد محمود ولد محمد الأمين رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) اتهامات للمعارضة منتقدا عزوفها عن ممارسة 'دورها التقليدي' ومستنكرا حثها على 'الفوضى وعلى التمرد'. واستغرب ولد محمد محمود في مهرجان سياسي نظم أمس في مقاطعة أبي تلميت ما قال إنه 'لجوء المعارضة إلى أساليب التشكيك وافتعال الأزمات بغرض إظهار أن البلد في أزمة بغية تجفيف منابع التمويل الخارجي باعتبار أن رأس المال جبان'. ودعا ولد محمد الامين المعارضة إلى 'ممارسة دورها الديمقراطي'، مؤكدا أن جميع الظروف مؤاتية ولذلك شدد على أن عدم قيام المعارضة بدورها يشكل 'نكسة كبيرة للديمقراطية في البلاد'. وقال إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية 'برهن من خلال حملة الانتساب على استقطابه للموريتانيين بمختلف مكوناتهم، كما شكل قطيعة مع التجارب الحزبية الماضية التي أدت بالبلاد إلى وضعية من التخلف وسوء التسيير'، داعيا الجميع إلى المشاركة الفاعلة فيما وصفه 'المشروع المجتمعي الذي زكاه الشعب الموريتاني في 18 تموز/يوليو 2009'. وجاءت تصريحات رئيس الحزب ردا على هجوم وجهته يوم السبت اللجنة الوطنية لشباب المعارضة خلال ندوة سياسية نظمتها بعنوان 'شباب المعارضة واستراتيجية المواجهة'. وأكد الشيخ باي ولد الدولة رئيس اللجنة الوطنية للشباب المعارض ان الغرض الأساسي من عقد هذه الندوة هو التأكيد على 'استعداد شباب المعارضة لحمل مشعل التغيير الذي حمله قادتها طيلة العشرين سنة الماضية والدفاع عن مشروع التغيير الحقيقي وبناء الدولة المدنية القائمة على احترام الحريات ومبادئ الديمقراطية'، وفق تعبيره. وأكد ولد الدولة على تمسك منسقيات شباب المعارضة بقرار القادة الذي أعلنوه خلال مهرجان نواكشوط الأخير الداعي الى 'السعي الجاد من أجل إسقاط النظام الدكتاتوري القائم الذي هو نظام جنرالات الجيش'. وقال إن 'الديمقراطية لا يمكن أن تنشأ وتتطور تحت سلطة نظام بائس يترأسه جنرال أرعن سرق واختطف مشروع المعارضة النضالي ووضع سياسة خاصة به من أجل الاستمرار في الحكم'. واستعرض النائب البرلماني المعارض يعقوب ولد أمين من وجهة نظره الوضعية التي تشهدها موريتانيا حاليا مؤكدا أن البطالة تهدد مستقبل الآلاف من الشباب وحملة الشهادات في موريتانيا البالغ عددهم حوالي 28 ألف خريج، هذا فضلا عن ربط العمل والتوظيف بالمواقف السياسية، وهو ما شكل خطرا حقيقيا على الديمقراطية في موريتانيا، كما قال. وحول محاربة الفساد، أكد ولد امين وهو من النواب المفوهين في حزب تكتل القوى الديمقراطية، أن حكومة ولد عبد العزيز قامت بمنح 'صفقات دون مناقصة لمقربين من رأس النظام القائم (الجنرال محمد ولد عبد العزيز) لعل أهمها صفقة تزويد مستشفى الشيخ زايد في نواكشوط بأجهزة طبية تبلغ قيمتها أكثر من سبعة ملايين دولار'. ووجه أحمد ولد صمب القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي هو الآخر انتقادات لاذعة للرئيس ولد عبد العزيز واصفا اياه ب'الفرعون الذي لن ينزاح الا بتكاتف واتحاد جهود شباب المعارضة'. وقال ولد صمب إن المعارضة الموريتانية 'ناضلت بشرف من أجل الديمقراطية حتى كادت تصل إليها لولا مجيء هذا الجنرال أو العسكري الذي هو أقل العسكريين شأنا'، وفق تعبيره. وقال إن الحكومة الحالية 'لا قيمة لها لأن الحاكم الحقيقي والمسير الفعلي لشوؤن البلاد هو الجنرال ولد عبد العزيز والجنرال غزواني والجنرال فلكس نكري ومن على شاكلتهم.. وحتى حزبهم هذا بني على رماد أحزاب الدولة التي سبقته وخاصة الحزب الجمهوري ولن تقوم له قائمة لأن ما بني على باطل فهو باطل'. القدس العربي عبد الله بن مولود