حالة من الهلع المرضي – الفوبيا المزمنة – يعانيها النظام من المعارضة بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة ، فرغم احتكار النظام لكل مقاعد مجلس الشورى ، الأغلبية المفروضة بالتزوير والتعيين ، والمعارضة المستأنسة بالصفقات والتمرير ، ومع قلة العدد المتوقع لمرشحي جماعة الإخوان والذي لن يزيد في جميع الأحوال عن 20 مرشحاً إلا أن بدايات الجولة تنذر بنفس السيناريو الذي لا يجيد النظام سواه ، فتحت راية اللجنة المستقلة ! يتدخل الجهاز الأمني وبتعليمات سيادية لإدارة الجولة منذ اللحظات الأولى ، وكما هو متوقع مضايقات في مجرد استلام أوراق الترشح و اختطاف واعتقال العناصر القيادية والنشطة – تم اختطاف الدكتور جمال حشمت والمهندس أسامة سليمان في كمين أمني بمدخل مدينة دمنهور - ثم تبدأ الحملات الإعلامية التي تحمل شعاراً مستبدا وكريهاً "مذبحة الانتخابات القادمة" يتداوله بعض الساسة والإعلاميين ويروج له بصورة أو بأخرى النافذين في لجنة السياسات بالحزب الحاكم الذين سيطروا على مفاصل الحزب ومؤسسات الدولة وصنع القرار، بهدف فرض مُناخ مقصود ومتعمد من الترويع والتفزيع والإرهاب للرأي العام ليحدد موقفه من الآن ولا يكون طرفاً في المذبحة المزعومة ، فيكفيه ما أصابه في الانتخابات السابقة - راجع تقارير المنظمات الحقوقية التي رصدت ضحايا الانتخابات في عهد الرئيس مبارك من القتلى والجرحى بل والأسرى 140 قتيلاً و 1200 جريحاً و9500 أسيراً - التي تحولت لمعارك حربية بين النظام الحاكم و عموم الشعب المصري ، وأيضاً رسالة تحذير أو تهديد لقواعد الجماعة بهدف كسر إرادة الصمود والإصلاح والمناضلة ، وكبح مشاعر الانتعاش والقدرة على الانجاز التي صاحبت الجماعة الوطنية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة خلال السنوات الخمس الماضية ، بل وفرض روح اليأس والإحباط على المشهد العام ، في هذا المناخ الملتبس والملبد بغيوم الاستبداد والفساد وإهدار الحقوق وتجاوز الدستور والقانون تقف بعض القوى الوطنية وفي المقدمة جماعة الإخوان في إصرار على المزاحمة والتدافع وانتزاع الحقوق ومقاومة الاستبداد وكشف الفساد ، تخوض الجماعة هذه الجولة ولديها العديد من الفرص بداية من مناخ التوازن والرضا النفسي والمعنوي الذي تعيشه الجماعة على مستوى القواعد والقيادات سواء بسواء ، حين استطاعت وبمهارة الانتقال لمربعات أكثر تقدماً بعد انتخابات مكتب الإرشاد متجاوزة محاولات التشويه والتشكيك بل والانقسام التي تمناها المناوؤن من كافة الأطياف والألوان ، كما نجحت الجماعة في تهدئة وتطمين الرأي العام المصري والعربي بعد حالات التفزيع المتعمدة التي قام بها إعلام النظام وفرق المولاة حين تم متابعة انتخابات مكتب الإرشاد وكأنها انتخابات البيت الأبيض ، فضلاً عن الجولة البرلمانية الناجحة وفقاً للتقارير والإحصاءات ومضابط الجلسات ، على المستوى الرقابي والتشريعي والخدمي الذي حقق حضوراً سياسياً وإعلامياً وتجاوباً شعبياً غير مسبوق أكدته التقارير والاستطلاعات بنسبة 70% ، على الطرف الآخر يعاني النظام ومنذ عقود حالات متكررة من الفشل والإخفاق وعدم القبول – راجع استطلاع لجنة السياسات الذي أشار لعدم القبول الشعبي لنواب الحكومة وأداءها بنسبة 80% - خلاصة السجال القائم هو تيار وطني إصلاحي قادم في مقابل نظام مفلس وزائل ، والرهان على مزيد من النضال والعمل مع المزيد من التفاؤل والأمل .... حفظك الله يا مصر ...