مدريد:يستمر الجدل في اسبانيا حول الحجاب، ولم يعد هذه المرة يتعلق بالتلميذات في المدرسة وإنما بالمجال السياسي المحض بعدما أعلنت نائبة محجبة في بلدية خنيس الأندلسية انسحابها من الحزب الشعبي المحافظ لسياسته التي اعتبرتها مرفوضة في موضوع الحجاب وتوظيفه لها (أي النائبة المحجبة) للترويج لسياسة مزيفة في مجال الاندماج.ويتعلق الأمر بفاطمة محمد (اسبانية من أصل مغربي) التي تقدمت الاثنين الماضي باستقالتها من صفوف الحزب الشعبي اليميني حيث كانت عضوة في بلدية خنيس الأندلسية. ومن ضمن الأسباب التي قدمتها لتبرير الاستقالة إحساسها بالتمييز السلبي وتعرضها في بعض الأحيان للنقد في الحزب الشعبي لدفاعها خلال السنتين الأخيرتين عن حق المرأة في ارتداء الحجاب واعتبار ذلك ضمن الحرية الفردية في بلد ديمقراطي. وتابعت أن الكثير من مسؤولي الحزب كانوا يصرون على التقاط صور معها للترويج لخطاب الاندماج أمام الجالية الإسلامية في اسبانيا بكل ما يعنيه هذا من اكتساب تعاطف المهاجرين وكذلك أصوات بعض الناخبين من المسلمين، لكنه في أعقاب اندلاع قضية التلميذة نجوى الملهى خلال الشهر الماضي بسبب الحجاب، قام الكثير من المسؤولين من الحزب الشعبي بانتقاد الحجاب. ويذكر أن نجوى الملهى وهي اسبانية من أصل مغربي طردت من مدرسة في بوسويلو دي ألكوركون في إقليممدريد بسبب ارتداء الحجاب وبقيت بدون فصل حتى قبلتها مدرسة أخرى الأسبوع الماضي. وترى فاطمة محمد أن الحجاب هو رمز لمعتقد تعتنقه ورمز لثقافة وهوية تعبر عنها وأنه يجب احترام الحجاب لما يشكله بالنسبة للمسلمين. وتبرز أن انسحابها من الحزب الشعبي التي قضت في صفوفه 15 سنة لا يعني انسحابها من المعترك السياسي بل قد تنضم إلى حزب سياسي آخر يحترم مختلف المعتقدات ويحترم الحجاب، وتكهنت باندلاع معركة حقيقية سياسية حول الحجاب مستقلا في اسبانيا بل ومجموع أوروبا. ورغم عدم تبني الحزب الشعبي المحافظ لموقف مناهض للحجاب علانية وتفادي أمينه العام ماريانو راخوي التعليق على أزمة التلميذة نجوى الملهى إلا أن زعماء آخرين ومن ضمنهم رئيسة الحكم الذاتي في إقليممدريد إسبرانسيا أغيري دافعت عن المدارس التي تمنع الحجاب رغم أن وزارة العدل الإسبانية أصدرت تقريرا يؤكد عدم شرعية القوانين الداخلية للمدارس واعتبار الحجاب حقاً دستورياً، في حين ذهب آخرون الى اعتبار الحجاب تحقيراً للمرأة. القدس العربي حسين مجدوبي 5/6/2010