لندن: ذكرت صحيفة 'اندبندانت' امس أن بريطانيا كانت قلقة جداً بشأن التقارير الواردة من العراق عن الزيادة المقلقة في عدد الأطفال الذين يولدون مشوهين في مدينة الفلوجة، إلى درجة أن وزراءها طلبوا من منظمة الصليب الأحمر بفتح تحقيق حولها.وقالت الصحيفة إنها اطلعت على فحوى رسالة كتبها وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية غاريث توماس رداً على أسئلة طرحتها حول المشكلة وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت التي استقالت احتجاجاً على حرب العراق، وأماطت اللثام عن قيام الحكومة البريطانية بالاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضافت أن الوزير توماس كتب في رسالته 'أن منظمة الصليب الأحمر ناقشت التقارير عن زيادة حالات تشوهات الأجنة مع المدير الفني في مستشفى الفلوجة فضلاً عن طبيب آخر في المستشفى نفسه، اللذين أكدا أن هذه الحالات لا تتجاوز اثنتين أو ثلاث حالات سنوياً'. وأشارت إلى أن توماس كتب في رسالة أخرى في كانون الثاني/يناير الماضي بأن وزارة التنمية الدولية البريطانية طلبت رسمياً من وزارة الصحة العراقية تزويدها بأي بيانات حول التشوهات الخلقية في الفلوجة، بسبب ما اعتبرته ندرة المعلومات المتوفرة عن هذه المشكلة. وقررت وزارة الدفاع البريطانية فتح تحقيق حول مزاعم استخدام قواتها أسلحة كيماوية في الهجوم على الفلوجة أدت إلى تزايد حالات تشوه الأطفال، بعد أن حرّكت عائلات عراقية تعرض أطفالها للتشويه إجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية بتهم ارتكاب قواتها جرائم حرب وخرق القانون الدولي والفشل في التدخل لمنع وقوع جريمة حرب، في الهجوم على مدينة الفلوجة قبل نحو ست سنوات. ووجه المحامون البريطانيون الذين يمثلون العائلات العراقية رسالة إلى وزارة الدفاع البريطانية طالبوا فيها الحكومة بالكشف عما تعرفه عن دور الجيش البريطاني في الهجوم على الفلوجة عام 2004، وعن استخدام أسلحة محظورة، والمشورة القانونية التي قُدمت لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في ذلك الوقت. وذكرت تقارير صحافية أن القضية تثير تساؤلات خطيرة حول دور المملكة المتحدة في الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد مدينة الفلوجة في خريف العام 2004 حيث قُتل المئات من العراقيين، وبرزت أدلة لاحقاً على أن أعدادا كبيرة من الأطفال الذين وُلدوا في المدينة يعانون من تشوهات خلقية حادة. وكشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في آذار/مارس الماضي وجود مستويات مرتفعة من الأطفال المصابين بتشوهات خلقية بمدينة الفلوجة العراقية، وأشار إلى أن آباء وأمهات هؤلاء الأطفال وطبيب عراقي متخصص ألقوا باللوم على الأسلحة التي استخدمتها الولاياتالمتحدة خلال هجومها على المدينة عام 2004. القدس العربي