لا شك ان المتابعة للشان الجزائري في عشرية الجمر في بداية التسعينات يعرف هذا الاسم جيدا. شاب في العشرينات من عمره نصب نفسه أميرا للمؤمنين وجمع حوله رهطا من المراهقين الفاشلين الذين لم يكملوا حتى المرحلة الثانوية من تعليمهم , مجموعة من قوم تبع لم تتشكل عندهم معالم الشخصية المستقلة المتوازنة التى تستطيع ان تميز بين الحق والباطل. استغل الشيخ عنترسطحية تكوين هؤلاء الاتباع وضعف تجربتهم , اذ ان اغلبهم ينحدرون من بيئة متخلفة فكان حضهم من الرشد والنضج النذر القليل , بل منهم من ينحدر من بيئة صحراوية فلم يعاشر الا الافاعي والعقارب. الشيخ عنتر كان رمزا من رموز ضاهرة التكفير التي ظهرت في الجزائر فهو لا يعرف الا الايمان والكفر والولاء والبراء, مصطلحات طالما استعملها العلماء في مواضيع العقائد. لكن الشيخ الزوابري ليست له القدرة الكافية على ادراك هذا التمايز بين الاشياء فالعقيدة والسياسة والفكرعنده شيئ واحد. هذا النمط المتخلف من الفكر الذي يتسم بالغلو والتطرف والانحراف لا بد له من لغة تعبرعنه, ذلك انه كما قال احد الفلاسفة اللغة هي فكر ناطق والفكرهو لغة خرساء. وهكذا ارتئ الشيخ عنتر ان تكون اللغة التي تعبر عن فكره هي لغة الدم والقتل ونهش لحوم البشر فانتصبت محاكم التفتيش في جبال الاخظرية واستل الشيخ سيفه لتصفية مخالفيه بتهمة الكفر حينا والردة احيانا فكان النصيب الاكبر من القتل من أهل ملته وعقيدته فذبح الشيخ محمد السعيد ومجموعة كبيرة من الكوادر ذبح النعاج بدم بارد. ان امثال هذه الشخصية لا بد ان تتناول بالدرس والتحليل من علاماء مدرسة التحليل النفسي وعلم الاجتماع حتى نقف عند خفاياها ومعالمها. ان علماء المدرسة السلوكية انتهوا الى خلاصة مفادها انه هناك علاقة وثيقة بين الجانب النفسي والسلوكي لهذا الشخص اوذاك مما دفع بعض المحللين والنقاد في تشخيصهم للحالة النفسية للشيخ عنتر الزوابري انها كانت تعاني من اظطرابات نفسية خطيرة . وقد ساهم في تعميق هذه الاظطرابات سلسلة متالية من الفشل في العلاقات الاسرية مما دفع هذا الاخير الى محاولة التغطية على هذه المعوقات النفسية والاحساس بالفشل بتقمص ادوار بطولية وهمية ,فهو حامي حمى الدين والرمز الاوحد للصمود والتحدي. من المضحكات المبكيات ان شيخ عنتر كان يتهيئ لتفسير القران الكريم وترجمته الى جميع اللغات حتى يعم ظلام فكره المتخلف كل انحاء المعمورة. ان يقدم الشيخ عنتر على تفسير القران الكريم فهذه مصيبة كبرة وان يوكل مهمة الترجمة الى مترجمه المخلص فالمصيبة اشد وانكى. ما أشبه اليوم بالبارحة ولاحول ولا قوة الابالله . انه حيقة من نكد الزمان ان يصبح لهذا الفكر المنغلق المقصي لكل مخالف امتداد في الزمان والمكان فهاهو الشيخ عنتر يظهر من جديد في ثوب المنتحل لصفات البطولة شاهرا سيفه على كل مخالفا له, هذه المرة في مسائل سياسية ظنية الخلاف فيها امر بديه لا ينتطح فيه عنزان. ذلك انه كيف يمكن لعاقل ان يسمح لنفسه بمصادرة حق الناس في ترجيح المصلحة التي يرتئونها لانفسهم وبالشكل الذي يناسبهم. لكن الشيخ عنتر يأبى الا الاصرار على الخلط بين ما هو قطعي وظني فتراه دون حياء يوزع ابشع الاوصاف على المخالفين من منالفق الى خائن ... الى فاقد للرجولة والشهامة..!!! إنه حقا زمن الردائة الذي صار فيه امثال هؤلاء يتصدرون الكتابة على النت.. وقد صدق فيهم قول الله عزوجل"لايكادون يفقهون حديثا". لقد أخذت عهدا على نفسي ان لا ارد على هؤلاء القوم انصاف المتعلمين ودعاة الفقه البدوي الذين ينظرون للامور من زاوية واحدة غاية في الضيق والانحسار. هؤلاء العناترة ديدنهم تقمص الادوار البطولية التى لا وجود لها الا في اذهانهم الشاردة بل ان البطولة الوحيدة التي يستحقون عليها الاوسمة والنياشين هي انهم ابطال في الشتم والتجريح والتخوين وهو نفس المنهج الذي يعتمده التكفيريون لقد صدق فيهم قول احد الفلاسفة لا تعاملوا الحمقى الا بالتجاهل (il faut traiter les imbisiles par lignorance) ايعقل ان يصل الخلاف في موضوع العودة الى هذا الحد وكاننا امام موضوع عقائدي, أي حمق هذا الذي يلقي باصحابه في هذا المستنقع النتن . حتى وان ذهب اصحاب الراي المخالف في تقديم بعض التنازلات لحلحلة الوضع وتقديرا لمصلحة قد تكون غابت على هؤلاء فاين هو المشكل؟. فالناس احرار في اتخاذ الخيارات السياسية التي يرضونها لانفسهم ام ان هؤلاء الرهط قد نصبوا انفسهم اوصياء على الخلق فلم يسلم من سهامهم احد سواءا كانوا افرادا او هيئات: فالسلطة في نظرهم غاشمة وشر مطلق والعائدون منافقون ومتساقطون وخونة .... ايعقل ان يجرأ بعض هؤلاء على شخصية في حجم الدكتور النجار فينعت بتلك الوصاف لا لشيء الا انه يحاول دفع الامور في الاتجاه الصحيح في ما يتعلق بموضوع العودة وطي صفحة الماضي . فهؤلاء امرهم غاية في الغرابة ,مثلهم كمثل تلك المرأة التى نبئنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم دخلت النار في هرة فلا هي أطعمتها ولاهي تركتها تاكل من خشاش الارض . فلا هم كلفوا أنفسهم عناء البحث عن حل لهذه الماساة التى شارفت العقدين من الزمن ولا هم تركوا غيرهم يبحثون عن حلول لانفسهم ضمن الممكن. وأخيرا اقول للشيخ النجار سر فلا كبا بك الفرس وعرفت فالزم ولا تبالي باحفاد عنتر الزوابري الجدد الذين ناموا دهرا ثم نطقوا جهلا وجهالة, حقا صدق من قال لا تعامل الحمقى الا بالتجاهل. ميونخ 25 ماي 2010