عمان:رغم الاستسلام السياسي الذي يتحدث عنه قادة جناح الحمائم في الحركة الاسلامية الاردنية الا ان الازمة الداخلية في التنظيم الاخواني تتصاعد بين الصقور والحمائم، خصوصا بعدما هدد المراقب العام للجماعة الشيخ همام سعيد بالاستقالة من موقعه اذا اصر الحمائم على 'اعاقة' طريق حليفه الشيخ زكي بني ارشيد نحو كرسي الرئاسة في حزب جبهة العمل الاسلامي.بنفس التوقيت لجأ المعتدلون لثلاثة خيارات لتجربتها دفعة واحدة بهدف منع بني ارشيد وهو حليف قوي لحركة حماس ايضا من الجلوس على كرسي الامين العام للحزب مع منع الناشط الصقوري علي ابو السكر من الجلوس بدوره على كرسي رئاسة مجلس شورى الحزب في اطار تبادل الاتهامات بين الجانبين. الخيار الاول، كان الاتصال برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومطالبته بالتدخل لاقناع صديقه بني ارشيد بتقديم تنازلات حرصا على العلاقة بين الجانبين والمتصل من طرف الحمائم، كان حسبما علمت 'القدس العربي' اكثرهم تشددا في مسألة تفكيك العلاقات التنظيمية مع حماس الشيخ الدكتور ارحيل الغرايبة. رد مشعل كان سياسيا بامتياز، فقد اعتذر عن عدم التدخل قائلا: هذا الموضوع لا يخصنا ولا علاقة لنا به وهو شأنكم. بطبيعة الحال لم يقنع الرد ممثل جناح الحمائم الذي يتصور ان مشعل هو الداعم الخلفي اصلا لجناح الصقور ولاعتبارات كثيرة، ويعتقد بأن حركة حماس تسعى لرديف قوي في الساحة الاردنية رغم اعلانها المعاكس. هنا لجأ الحمائم للخيار الثاني، وهو التعبير داخليا عن 'رفع الراية البيضاء' حتى تصل رسالة يقولون فيها لاصحاب القرار في السلطة: سنخلي الساحة تماما للصقور ولتتحملوا النتائج الكلام هنا لاصحاب القرار - الذين خذلوا الحمائم في انتخابات 2007 وخانوهم عمليا، والذين يرفضون التدخل لصالح المعتدلين لا بل يقومون بتصرفات 'تحرجهم' على حد تعبير الدكتور عبد اللطيف عربيات من الطراز الذي يسمح للصقور باللعب على وتر المشاعر والعواطف عند الكادر. وحصريا في هذه المنطقة يوجه الحمائم 'اللوم' للحكومة لانها لم تمنحهم شيئا واستمرت في مسلسل استهداف الحركة الاسلامية ومضايقة مؤسساتها عندما كان المعتدل سالم الفلاحات مراقبا عاما للتنظيم الاخواني وعندما كان المعتدل جدا اسحاق الفرحان امينا عاما لحزب الجبهة. يقول الفرحان لكن في مجالسات خاصة عن هذه اللحظات ان الحكومة وضعت بين يدي المتشددين 'ذخيرة' مكنتهم من السيطرة اكثر على ايقاع شباب الحركة عندما 'اغلقت' جمعية المركز الاسلامي وزورت ضد قائمة المعتدلين في انتخابات 2007 واستمرت في خصومتها وخطواتها العدائية دون تمييز في الفترة التي تسلمت فيها رموز الحمائم مقاليد الامور حيث امتنعت الحكومة عن تقديم اي تنازلات تعزز حضور وقوة التيار المعتدل. وازاء ضعف هوامش المناورة امام الحمائم لجأوا مساء الثلاثاء للخيار الثالث كطلقة اخيرة في معركتهم لاستعادة مواقعهم في قيادة حزب الجبهة فاصدروا بيانا داخليا اشبه بالفتوى - وقعه الفرحان وعربيات وآخرون - يؤكدون فيه بأن التوصية بجلوس بني ارشيد وابو السكر على كراسي الامانة العامة ورئاسة الشورى ليست شرعية ولا قانونية.الصقور من جانبهم ينفون اي صلة لحماس بالقصة من اصلها وتبدو جبهتهم في حالة 'استرخاء' تماما فابو السكر مستعد للتنازل عن موقعه في حالة واحدة فقط كما قال ل'القدس العربي' وهو ان يوصي ذلك اجتماع جديد لمجلس الشورى وهو امر يعرف ابو السكر ان المعتدلين لا يريدونه لان فرصتهم ضعيفة في اي اجتماع جديد. وبني ارشيد من جهته يؤشر للمقربين منه بأن المعركة شبه منتهية لصالحه وما تبقى هو 'التخريجة' المعتادة في الروح الاخوانية، اما همام سعيد فيصر على دعم بني ارشيد متمسكا بالتقاليد الاخوانية العريقة ويطرح باختصار الشعار التالي 'اذا اصررتم على موقفكم سأنسحب واترك منصب المراقب العام' لكنه يعرف ان الحمائم لا يستطيعون تحمل كلفة ذلك. 'القدس العربي' بسام البدارين