في تونس حركة ناشطة دائبة للعناية بالصغار والفرار بهم بعيدا عن المؤثّرات الجاذبة إلى الدين أو العرف أو الهويّة أو الأخلاق الحميدة حركة تحيطها بعنايتها مؤسّسة كاكتوس "الهندي"، تلك النبتة السهلة النمو السريعة التجذّر الكثيرة الشوك المسمّى تونسيا ومحليّا وريفيّا "السرب"... ويدعمها جيش من الفنّيين والفنّانات المتخصّصين في التصميم والإضاءة والإخراج، ويوحّدهم جميعا قلّة الحياء وعدم الخوف من الله ثمّ من المصير الأسود، كما يجمعهم غياب الغيرة وربّما الشذوذ الجنسي الأعور الذي أصاب حتّى بعض الشخصيات المرموقة لعلّ منها ذكرا لا حصرا فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي الذي اشتهر بالتمسّح على الأمراد والغلمان في بلده وفي بلدان الصداقة التي يزورها وعلى رأسها تونس التي ساهم بجهد لافت في غرس الهندي فيها!... "ديسكو صغار"؛ "إضلال صغار"؛ أو "إفساد صغار"، برنامج أسبوعي فرجوي (والجميع يتفرّج علينا ويستنبط لنا ما يناسبنا من وسائل التطويع إلى السيّد المتحضّر) تنافسي، يسمّى "سفيان شو" نسبة إلى الوجه الذي يقدّمه وينشّطه، وهو وجه ارتبط قسرا بالفكاهة في تونس في زمن مرض فيه الضحك حتّى خاف النّاس من معاقرته... وهو برنامج عارضه الكثير من المثقّفين التونسيين لعلّ أبرزهم السيّدة وزيرة الأسرة الدكتورة سارّة كانون الجراية التي كانت عبّرت يوم الثلاثاء 13 مايو 2009، عن "رفضها التام" لما يُعرض في برنامج "سفيان شو" على قناة "تونس7". واعتبرت – حسب ما كتب سليم بوخذير في "كلمة" المحظورة في تونس بتاريخ 17 مايو 2009 - أنّ البرنامج "يُمثل تهديدا لسلامة الطفل عقلا وسلوكا"، وتابعت الوزيرة الواعية المخلصة لبلادها: "لو كانت كل الأسر تعي خطورة البرنامج على أبنائها لاختلف الأمر وتمّ إيقاف البرنامج في صالح الطفل والأُسرة عموما"... وقد كانت النّتيجة أن لم تعد وزيرة العائلة تابعة لعائلة الوزارة في حين لوحظ تطوّر ملحوظ وصعود إلى الهاوية من قبل "الشو" و"الشوهيون" شاهت وجوههم وجعل الله كيدهم في نحورهم... وقد روّضت نفسي من أجل كتابة ما أكتب اليوم دون الاكتفاء بالسماع؛ فتابعت الأحد الفارط وهذا اليوم 30 مايو 2010 الحصّة كاملة... والحقيقة أنّ جانب الديكور والتزيين قد نبغ أهلُه فيه، وذات يوم سمعت الدكتور جاسم المطوّع – وهو الإعلامي الإسلامي البارز - يؤكّد على عنصر التزيين بالدعوة إلى عدم ترك الشيطان يستأثر به لنفسه؛ إذ على المسلم أن يتفنّن هو أيضا في تزيين الحقّ بحقّ حتّى لا يكون للباطل قدرة على المنافسة... وقد تألّمت كثيرا لمّا رأيت النّاس في تونس يمكّنون الشيطان من التزيين في "سفيان شو" ولا يفسحون المجال للآخرين في برامج لتجويد القرآن مثلا أو سرد الحديث وإتقان متنه وسنده أو تقديم السيرة وأبطالها عبر التاريخ أو تشجيع العلوم الصحيحة والدعوة إلى الابتكار والتقدّم العلمي أو الترقّي في مراتب اللغة وإتقان التنعّم بحلاوة الحَرف أو غير ذلك من المنافع الآنية والآجلة... فلعلّهم لو فعلوا ما آخذت هذا "السفيان" ولا ذاك "الفهري" المتخفّي في "طابية الهندي" حيث هو ومساعدوه على الضلالات يصنّعون السموم التي تكاد تصيب البلاد في مقتل لا تنفع معه العقاقير المتأخّرة؛ إذ المعادلة سوف تُقلَب لا محالة... فبدل أن يُجبر فلذات أكبادنا على الارتماء بين أيدي هذه المخلوقات المفترسة لهويّة البلاد، قد يبرز بإذن الله من قد يجبرهم بفنّه على الاختفاء والخنوس!... خلال حصّة الأسبوع الفارط كان من بين المتبارين بنيّة أجادت كلّ شيء (مع أن لا جودة في الشرّ)، وقد توقّعت فوزها بالمرتبة الأولى، ولكنّ لجنة التحكيم أو الحكّام قد اختاروا من أسموه مايكل جكسون... وهو ولد صغير غنّى بلغة غير لغته (وليس في ذلك عيب) وأدّى حركات المقبور بنجاح نسبي... فلو كان بعض الخير في لجنة التحكيم لنظروا إلى البنيّة تتقن مهمّتها وتؤدّيها بلغتها فيشجّعوها مراعاة لتشجيع النشء على التمسّك بلغته، ولكن هيهات!... قلت وأنا أتابع: والله إنّه ظلم؛ ثمّ أردفت محدّثا نفسي، لعلّ ذلك يكون سببا في انتشالها من الظلمات التي يريدون إيقاعها فيها... وسألت الله أن تتأزّم نفسانيا (وهنا سيهاجمني التنويريون) فتغادر هذا القطاع الوسخ وهذا الجوّ العفن المتعفّن المفضي إلى بئس مصير لعلّ منه ما تحدّثنا به وعنه ردهاتُ المحاكم التونسية يوميّا... وأمّا حصّة اليوم فقد كان في لوحة من لوحاتها الديكورية ولد صغير يحمل عصابة ميناحيم بيغن السوداء التي كانت تخفي إحدى عينيه في إشارة من أهل الكاكتوس ربّما إلى وقوفهم متضامنين مع أبناء ميناحيم بيغن اليهودي الصهيوني العنصري المجرم في وجه هذا "الهجوم الهمجي" الذي يتعرّضون له من قبل هذا الأسطول "الغاشم" الذي يستهدف دون ترخيص منهم الوصول إلى جياع غزّة المحاصرين!... لا بدّ من محاربة هؤلاء التافهين؛ وإلاّ فلا تلوموا ذلك الشيخ الستّيني الذي حملت منه واحدة من بناته الثلاث اللاتي اعتدى عليهنّ بالفاحشة هناك في الجنوب التونسي كما أنبأ بذلك وكالة رويتزر بتاريخ 18 فيفري 2010، ولا تتساءلوا عن سرّ تواجد عبدة الشياطين واللاّدينيين والصهاينة وغيرهم من الأوساخ!... وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم!