الرباط،المغرب:تحول استقبال الناشطين المغاربة العائدين من "أسطول الحرية"، الذي كان متجهاً إلى غزة، قبل تعرضه إلى هجوم من قبل الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين الماضي، إلى ما يشبه "لعبة شد الحبل" بين الإسلاميين والسلطات الأمنية، التي منعت المستقبلين من ولوج مطار الدارالبيضاء. وتوافد مئات المغاربة مساء الخميس على المطار لاستقبال الناشطين السبعة، الذين شاركوا في قافلة الحرية، وغالبيتهم من حزب "العدالة والتنمية"، وجماعة "العدل والإحسان"، وهي جماعة إسلامية محظورة، لكنهم ووجهوا بالمنع من قبل عناصر الأمن، التي انتشرت بكثافة وأقامت الحواجز، مما جعل أجواء التوتر تخيم على المكان. ووصف البرلماني عبد القادر عمارة، القيادي في حزب العدالة والتنمية، تصرفات المسؤولين الأمنيين بأنها "لا تشرف صورة المغرب"، مشيراً إلى أن دولاً مثل الكويت والجزائر، تبنت فعاليات استقبال العائدين من القافلة، بينما عمدت السلطات في المغرب إلى "تحويل العرس إلى مأتم." وأشار عمارة، في تصريحات لCNN بالعربية، إلى أن السلطات الأمنية منعت زوجته من ولوج المطار لاستقباله، وطال المنع أيضاً برلمانيين وقيادات حزبية، كما استغرب عدم وجود أي مسؤول رسمي في استقبال العائدين. كما أكد البرلماني المغربي، من جهة أخرى، أن الفعاليات المشاركة اتفقت على العودة في قافلة جديدة بأسطول أضخم يناهز 15 سفينة، داعياً إلى استثمار الحراك الدولي، الذي أثارته تفاعلات قافلة غزة للضغط من أجل رفع الحصار عن القطاع الفلسطيني. وقال إن "إسرائيل سعت من خلال هجومها الشرس، وصنوف التحرشات والتعسفات التي مارستها ضد أعضاء القافلة، إلى تدمير روحهم المعنوية، وردع كل محاولة إلى العودة من جديد نحو غزة، غير أن المحاولة باءت بالفشل"، على حد قوله. وأشار عمارة إلى أنه تم الاتفاق، خلال آخر لقاء مع المسؤول التركي عن الحملة الإغاثية لغزة، على العودة من جديد بأسطول أضخم، مباشرة بعد تشييع ضحايا "أسطول الحرية"، الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي على القافلة الإنسانية. ووجه البرلماني المغربي تحية إلى وسائل الإعلام، معتبراً أن "معركتنا كانت إعلامية بالأساس، ولولا بعض المؤسسات الإعلامية لكنا أصبحنا الجلادين، وإسرائيل الضحية." وقال: "إن المساعدات التي كانت على متن القافلة "رمزية"، بالمقارنة مع احتياجات غزة، واعتبر أن "الرسالة إنسانية في الأساس، حيث اجتمعت فعاليات من ديانات وجنسيات وإثنيات مختلفة، لتقول بصوت واحد: الحصار وصمة عار في جبين الإنسانية." وسرد الناشط المغربي بعضاً من أجواء الهجوم الإسرائيلي على السفينة، وأوضاع الاعتقال في ميناء "أشدود"، ثم في سجن "بئر السبع"، مضيفاً أن "الجيش الإسرائيلي قتل الناشطين الأتراك بدم بارد، ولم يفرق في كيل سوء المعاملة بين نساء أو برلمانيين أو قيادات دينية." وقال إن "جميع البرلمانيين، بمن فيهم السويديون والبريطانيون والإسبان، ذاقوا مرارة الإهانة والتضييق، باستثناء برلمانيين ألمانيين دخلت بلادهما على الخط مبكراً، ووقعا على الوثيقة الإسرائيلية فتم نقلهما فوراً إلى فندق، ومن ثم إلى بلديهما." وواصل عمارة شهادته للموقع قائلاً إنه لمس تحسناً في معاملة السلطات الإسرائيلية لأعضاء القافلة خلال تواجدهم بالسجن، مباشرة بعد الحراك الدولي الإعلامي، الذي "شكل ضغطاً قوياً على إسرائيل"، بحسب قوله. وفي سياق متصل، كشف خالد السفياني، منسق مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين والعراق، عن تحركات لتنظيم "قافلة جوية دولية"، تضم برلمانيين أمريكيين، ومساعدات إنسانية، يفترض أن تنطلق من الولاياتالمتحدة باتجاه قطاع غزة. وأعلنت المجموعة التي طالبت السلطات بوقف التطبيع مع إسرائيل، وتفعيل مقاطعة السفارة الأمريكيةبالرباط، عن تنظيم مسيرة شعبية الأحد المقبل بالعاصمة الرباط، تضامنًا مع "شهداء قافلة الحرية."