الجزائر:تنتظر عائلة كركب من وهران، من السلطات القضائية الجزائرية، مراجعة الحكم الصادر ضد ابنها رضوان صاحب الأربعين سنة، والذي دخل في إضراب عن الطعام في سجن الشلف، حيث سبق للمحامي فاروق قسنطيني أن اتهم السلطات الأمنية والقضائية الإسبانية ب''الكذب'' في قضيته. وينتظر كركب رضوان قرار المحكمة العليا في الطعن بالنقض، المقدم ضد الحكم الصادر ضده من محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران في 10 جوان 2009 والقاضي بسجنه لمدة خمس سنوات بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج. وهي القضية التي رافع فيها لصالح المعني كل من رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الأستاذ فاروق قسنطيني مع النقيب السابق لمحامي وهران الأستاذ محمد بلهواري. والغريب في هذه القضية أن القضاء الإسباني الذي وجه مذكرة للقبض على كركب رضوان، أصدر أحكاما بالبراءة لصالح الأشخاص الذين اتهمه بالعمل معهم في ''قضية كيفها بأنها تتعلق بالإرهاب'' والتي سمتها السلطات الأمنية الإسبانية ''العملية الخضراء''. وليست هذه القضية الوحيدة التي توجه فيها مصالح الأمن والقضاء الإسبانيين تهم الإرهاب إلى جزائريين، قبل أن تبين محاكماتهم أمام العدالة الإسبانية والجزائرية أنهم أبرياء. على غرار القضية التي برأ فيها مجلس قضاء العاصمة في 27 أفريل الماضي جزائريين مقيمين في إسبانيا اتهموا بالإرهاب. وتعود وقائع القضية التي اتهم فيها كركب رضوان، المقيم في وسط مدينة وهران على بعد أمتار معدودة من المجموعة الولائية للدرك الوطني ومقر مجلس قضاء وهران، إلى سنة 2008، حين تقدم أعوان الشرطة إلى محل غسل وتشحيم السيارات الذي يسيره، وطلبوا منه مرافقتهم إلى مقر الأمن الولائي. وهناك أخطروه بأنه محل أمر بالقبض بموجب صدور مذكرة من القضاء الإسباني تقول بأنه ضالع في نشاط إرهابي بالخارج. ويقول أهل رضوان ''كيف يستغبي القضاء الإسباني الجزائر، ويقول إن رضوان إرهابي وهو الذي يشتغل ويقيم في إحدى أكثر المناطق أمنا في مدينة وهران؟ وهو الذي كان كثير السفر إلى الخارج ومعروف بسلوكه المستقيم''. وكانت مصالح الأمن الإسبانية قد ألقت القبض على مجموعة من الجزائريين المقيمين فوق ترابها في سنة 2005، وبينت تحرياتها أن بعضهم قاموا بتحويل مبالغ مالية إلى الجزائر سواء عن طريق تعاملات مصرفية مسجلة أو نقدا. وحجزت عندهم مجوهرات تعرف أصحابها عليها. وأطلقت على القضية تسمية ''العملية الخضراء''. وكان شخص من ضمن المقبوض عليهم قد صرح للشرطة الإسبانية أنه سلم مبلغ 5 آلاف أورو لكركب رضوان لينقلها إلى والدته في وهران. وبناء على هذا التصريح أصدر القضاء الإسباني أمرا دوليا بالقبض عليه، وأحيل ملفه إلى مجلس قضاء وهران للمحاكمة بناء على الاتفاقية التي تربط الجزائربإسبانيا. لكن القضية الأصلية التي ''ورط فيها الإسبان كركب رضوان'' مع الأربعة أشخاص الذين كانوا في السجن الإسباني على ذمة التحقيق، عرفت تطورات غير منتظرة، حيث إنها أحيلت في 21 فيفري 2010 على غرفة القضايا الجنائية لمجلس القضاء الوطني الإسباني، وصدر حكم بتبرئة كل الموقوفين من تهمة الإرهاب. المصدرالخبر:وهران: لحسن بوربيع