أما العدو الأول للعرب فهو رجب طيب أردوغان، فقد انكشفت موافقة المعادية لإسرائيل، وظهر على حقيقته المؤيدة لفك الحصار عن غزة، وتحدث بوضوح عن حق الفلسطينيين في مقاومة عدوهم، لقد أغضب بكلامه إسرائيل، وأثار حنق وزير خارجيتها "ليبرمان" الذي اعتبر أن تركيا قد تحولت من حليف استراتيجي إلى عدو إستراتيجي لإسرائيل، أما مصدر خطر "أردوعان فيرجع إلى أنه مسلم، ومذهبه سني، ويتحدث بنفس إمبراطورية عثمانية كان لها تاريخ مجيد في نشر الإسلام حتى وسط أوروبا. ولكن يمكن مهاجمته كونه ليس عربياً، وكون تركيا تحتل لواء الإسكندرونة السوري!. العدو الثاني للعرب هو أحمدي نجاد، هذا الرجل الذي كان صريحاً بعدائه لليهود، حد المطالبة بزوال دولتهم عن الوجود، ويهددهم بالتدمير الشامل، ويواصل مد أعداء إسرائيل في لبنان وفلسطين بالسلاح، والمال، وهذا العمل يؤرق مضاجع إسرائيل التي نامت على انتصارات وهمية على جيوش العرب، ومع ذلك يمكن مهاجمة الرجل كونه ليس عربياً، ومن خلال مذهبه الشيعي، وأنه يمثل إمبراطورية فارسية تحتل جزراً عربية في الخليج!. العدو الثالث للعرب هو حسن نصر الله، الرجل الذي قاتل إسرائيل، وواجهها عسكرياً، وأوجد معادلة صراع جديدة في المنطقة تقوم على رفض الهزيمة، وأسس لفكرة الانتصار على إسرائيل، ويهددها صباح مساء بلغة لم تتعود الصمت عليها، ومع ذلك، فقد ابتلع كل قادة إسرائيل لسانهم، وتركوا ميدان القول والفعل لحسن نصر الله. ومع أن الرجل عربي إلا أن سهولة الهجوم عليه تكمن في مذهبه الشيعي، وولائه لبلاد فارس، واحتلاله للجنوب اللبناني. العدو الرابع للعرب هو خالد مشعل، الرجل المسلم العربي السني، وأخطر ما فيه أنه يمثل تنظيماً فلسطينيا منتخباً بشكل ديمقراطي، وهو مزعج جداً للإسرائيليين، ويؤرق مستقبلهم، ويصر على مقاتلهم حتى النهاية، يرفض الاعتراف بشروط الرباعية، ومع ذلك يمكن الهجوم عليه من خلال وصفه بالإرهاب، وله أجنده خارجية، ويحتل قطاع غزة. أما العدو الخامس للعرب فهي فضائية الجزيرة، التي حيرت الجميع في تصنيفها؛ فهل هي فضائية عربية بنكهة الديمقراطية أم مرتبطة بإسرائيل وأمريكا؟ وهل نجاحها مصدره مصداقيتها في نقل الخبر وحياديتها، أم أن لها تمويل مشبوه، وهل فضائية الجزيرة تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين كما وصفها بعض الكتاب؟ بمعنى آخر؛ هل الجزيرة شيعية المذهب، أم سنية؟!. ومع ذلك يمكن مهاجمتها لدخولها البيوت دون استئذان، ولاحتلالها قلوب العرب. مهما يكن، فإن أعداء العرب الخمسة السابقين لا ينسجمون مع عروبة اليوم التي صارت معاهدات ومواثيق مع إسرائيل، وتبادل زيارات، ولقاءات، وتنسيق أمني وقبلات، وطالما صار "أولمرت، وبنيامين نتانياهو، وبنيامين أليعيزر، وتسفي لفني، وتساحي هنجفي" أصدقاء العرب، فلا شك أن رجب وأحمد وحسن وخالد وجزيرة العرب هم الأعداء، ويجب أن تثقب جباههم أقلام سخرت للباطل، قبل أن تقطع دابرهم سكاكين التطاول.