(1)img align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/habib_bouajila.jpg" style="width: 91px; height: 115px;" alt=""عزيز نسين" يحيى يعيش ...ليسخر بقلم الحبيب بوعجيلة" / "بخلاء" الجاحظ و "غفران" المعري وفكاهاته عن "ابن القارح" ..."إمتاع" التوحيدي و "مؤانساته" في ليلتها الثامنة على وجه الخصوص ....وصولا إلى "مقامات" الهمذاني والحريري وحتى "حديث عيسى ابن هشام" للمويلحي مطلع القرن الغابر ..إميل جبيبي و "متشائله" سعيد أبو النحس ..صنع الله إبراهيم وخفة روحه وجسده النحيل في "اللجنة" تحديدا ...شيء من "جريديات" البشير خريف في "الدقلة" أو مع "حبك درباني" ...كثير من سخرية "الدوعاجي" في بعض مما سهر منه الليالي أو في رحلته بين "حانات البحر الأبيض المتوسط" ...بعض مما جادت به قريحة "الماغوط" وجسده "دريد لحام" على مسارح العرب أو ما ضمنه "ونوس" في مساخره السوداء ...نتف من نكت "المازني" عرفناه في نصوص القراءة ونحن أطفال ...و طائفة من معابثات "محمود السعدني" المصري الذي فقدته الصحافة الساخرة منذ أشهر ...ولا ننسى طبعا من تربينا على "حرابشه" و"لمحاته" مرحوم القلم التونسي الفكه في غير فراغ السيد محمد قلبي وريث حسين الجزيري و قصائده التي تدخل على القارئ فتضحكه ويعتبر ...هذه وغيرها من نصوص لغة الضاد ومعها بعض من حديث الفرنجة الباسم مثل "طبيب" موليار وبخيله – على سبيل الذكر لا الحصر – هي ما ترسب في ذاكرة الفقير إلى رحمة ربه ..عبدكم الحقير كاتب هذه السطور ...تتخمر النصوص ما يضحك منها وما يبكي في أعماق "المنسي" لتخرج كلما قصدنا كتابة في غرض من الأغراض وقد ذكرت اليوم بعضا من "مستنداتي" في تعلم و حب الكتابة الساخرة أحيانا حين تعييني كتابة "النواح" أو حين تقرفني كتابة "التقرير" في شؤون السياسة الملعونة أو الفكر الصارم حتى الملل ...السخرية وما أحلاها ...في مشهد كل ما فيه يغري بالضحك حتى الإغماء .. (2) هذه المقدمة الاستعراضية هدفها في حقيقة الأمر أن أحدثكم عن اكتشاف يعود إلى سنوات إلى الوراء وارى الآن أن الوقت مناسب للبوح به ...منذ سنوات عديدة لا اذكر عددها بالضبط – ياجماعة الخير – شاهدت بعض الأعمال من الدراما السورية وقرأت عنها ..."مسلسل الدغري" لدريد لحام وهو مسلسل تعرض بجرأة للفساد واستغلال النفوذ ولمح بعض النقاد أن العمل مأخوذ عن قصة للكاتب التركي الساخر " عزيز نسين " ...ثم كانت لي فرصة الاستمتاع ببعض من حلقات السلسلة الجريئة "مرايا" للسوري ياسر العظمة وهي سلسلة أثارت وقتها عددا من "كبار الحيتان" في سوريا ولكن السلط العليا رفضت إيقاف إنتاجها وبثها إلى حد الساعة وقد شاهدت حلقات يكتب على "جنيريكها" عن فكرة للكاتب التركي عزيز نسين ...ثم تابعت سلسلة "بقعة ضوء" التي تبث سنويا في عدد من الفضائيات الجادة وينتجها "سوريون" مرة أخرى وكان ذلك منذ ما يقارب العقد لأشاهد على عناوين بعض الحلقات اسم صاحبنا "عزيز" ...عندها تساءلت " آمان يا ربي آمان ..." بلهجة الأتراك طبعا وهذا الأمر يعود إلى عقد مضى وعندها كنت خفيف الروح واللسان حسب تقديري...قلت إذن "آمان يا ربي أمان " وأضفت بلسان عربي فصيح "من هو عزيز نسين ..هل يوجد لدى الأتراك كتاب غير شاعرنا ناظم حكمت في شعر النضال العملي وغير شاعرنا جلال الدين الرومي في شعر النضال الاشراقي .." وقد من الله علي منذ عقد من الزمن بصديق ممن عادوا من الشام فلمح لي بهوية "عزيز نسين " وأنار لي بعض سبل لقياه فقد ترجمه السوريون منذ عقود ...وبمجرد أن عانقت أول أقاصيصه القصيرة حتى اكتشفت واحدا من كبار الساخرين في أواخر القرن المنصرم ومن وقتها وقعت في اسر هذا الكاتب لأضيفه إلى رصيد مخزون ذاكرتي الساخرة إذا أرادت "الضحك على بعض الذقون" ممن لا يستأهلون صرامة الجد ... (3) هو "محمد نصرت" تركي اختار هذا الاسم المستعار "عزيز نسين" حين كان ضابطا بالجيش سنوات الحرب الثانية حتى يتمكن من نشر أوائل أعماله دون إزعاج ..ولد "عزيز" سنة 1915 وتوفي عن سن تناهز الثمانين منذ عقد ونصف وأوصى على طريقة "الساخرين" أن يدفن في مكان مجهول وأنا اعتقد انه بذلك قد أغلق الطريق على من سيحملون له "عناقيد العنب" إلى ضريحه ...نشر ما يقارب المائة كتاب أوصى بحقوقها إلى جمعية خيرية أنشاها في حياته على طريقة "الزهاد" ...يقول النقاد العارفون بكامل أعماله أن أجواءه السردية الساخرة تدور – كما لاحظت في نادر ما قرأت له- حول قيم الحرية والديمقراطية وتنصب بالأساس على نقد الحكومات التي تأتي بعد الانقلابات وهي ظاهرة اكتوت بنارها تركيا منذ زمان وقد انصبت سخريته على أجواء الفساد والبيروقراطية والنفاق الاجتماعي الذي رسخته هذه المصيبة "العسكرية" ...ورغم جدية وخطورة هذه القضايا فانك لا تكف عن الضحك وأنت تقرا "عزيز نسين" ... (4) الحقيقة أن – عبدكم الحقير- لم يقرا لصاحبنا أكثر من مجموعات ثلاث وبعضا من الأقاصيص المتفرقة المنشورة في بعض المواقع ..والحق أن لا أمل لعبدكم الفقير في قراءة كل أعماله ما لم يتكفل بذلك أصدقاؤنا "الشوام" ذلك أني "هلالي" الأصل رغم "سقوط راسي" وترعرعي في الحواضر ولذلك فلا أمل لي في العثور على جذر تركي يجعلني مؤهلا لإتقان لغة "عزيز" وهو ما جعلني لا استمتع إلى حد الآن إلا بمجموعة "خصيصا للحمير" و شقيقتيها "حكاية البغل العاشق" و "أسفل السافلين" وسأبقى متلهفا لالتهام روايات قرأت عناوينها ولم تتح لي فرص قراءتها مثل "الاحتفال بالقازان" و "قطع تبديل للحضارة" و " يحيى يعيش ولا يحيا" ...أنا متأكد أن العنوان الأخير قد فاجأكم مثلما فاجأني ..أنا في الحقيقة لم اقرآ هذه الرواية ولم أشاهد أيضا عمل المبدعين "فاضل وجليلة" وأنا متشوق للأمرين حتى نرى إن كان الحافر قد وقع على الحافر كما يقول أجدادنا "الفرسان" ....وان كان لابد من الإشارة إلى أن المترجمين "الخليجي" و "السوري" قد اختلفا في العنوان فجعلها الأول "يحيى يموت ولا يحيا" و جعلها الأخر "يحيى يعيش ولا يحيا" ... (5) يسألني احد القراء الاكارم مثلا ...لماذا هذه الخرافة المطولة حول "عزيز نسين"...أقول " يا أفندم" وقد تكون قارئة فأقول " يا هانم أو يا خانم " نحن الآن في أجواء الأتراك منذ ما حدث لسفينة البحر ومثلما عرفنا جدية "ناظم" و "براغماتية الطيب وصاحبيه غل وأغلو" فلا باس أن نعرف فقيد السخرية التركية "عزيز" ...فما أحوجنا يا جماعة عصر البكاء إلى ضحك مر إلى أن يبزغ فجر فرحنا ... (6) فكرت من شدة عشقي لصاحبي أن أتحفكم يوما بأقصوصة من أقاصيصه انسبها لنفسي ...فيقال.."كاتب مغمور في صحيفة تونسية معارضة لا يعرضها الباعة أمام القراء ينسب لنفسه إنتاج عزيز نسين" وأتحول عندها إلى كاتب مشهور و يتهافت الناس على الصحيفة للتنديد بمعارضة تستورد البضاعة من الأسواق الأدبية الموازية للإضرار بسوق الأدب الوطني البارد إلى درجة هروب الكتاب من اتحادهم ....رحم الله كل من علمني كيف اسخر حتى ...من ...نفسي...