في فجر يوم الاثنين الموافق31/5/2010 م وفي المياه الدولية التي تطل على ميناء غزة؟ هاجمت القوات الخاصة وسلاح البحرية الصهيوني أسطول الحرية المتجه نحو غزة وبطليعة السفينة مرمره التركية،في نفس التوقيت أطلقت صواريخ الأول من نوعها على قاعدة عسكرية "اسكندر ون" نتج سقوط قتلى من الجيش التركي. عملية نوعية مثل تلك لا في التوقيت ولا في النوع أتت بمحض تدبير حزب العمال الكردستاني ، وفي نفس الوقت تصاعدت هجمات حزب العمال الكردستاني وكمائنه على جنوب شرق تركيا أي الحدود المحاذية لشمال العراق والتي تقع تحت سيطرة أكراد العراق وقوات البشمركا
حدث هذا التصعيد وبشكل فجائي بعد فترة هدوء وتهدئة وفي الليلة الماضية وبتاريخ 19/6/2010 وفي كمين نصب للقوات التركية خسرت حوالي 23 من جنودها العاملين على تلك الجبهة الحدودية بالإضافة إلى العديد من الجرحى. تصعيد حزب العمال يدعو المراقب لربط خطوط وخيوط التصعيد المتزامن مع التصعيد السياسي بين حكومة حزب العدالة وتصريحات اردوغان تجاه إسرائيل وفك الحصار عن غزة ومواقفه المنحازة للقضية الفلسطينية العادلة وحديثه عن الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني. لقد ذكرت عدة تقارير ان هناك أنشطة واسعة للموساد في شمال العراق التي تحت سيطرة أكراد العراق، وأضافت التقارير ان هناك تعاونا عسكريا وامنيا بين إسرائيل وحكومة كردستان،قد صرح مسعود برزان اثناء زيارته لباريس بان علاقته مع إسرائيل لا تشعره بالذنب ردا على سؤال لصحيفة لبنانية إن كانت هناك قوات إسرائيلية في شمال العراق،وجدير بالذكر وخلال العام الماضي زار إقليم كردستان رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤلين أمنيين في السلطة ورجال إعمال مما اثأر حفيظة حكومة بغداد. هؤلاء تربطهم قواسم في التنسيق الأمني مع إسرائيل. خبوط واضحة الترابط بين ما يحدث على حدود تركيا ومشاركة اسرائيل فيه. بلا شك ان تركيا وسياسة حزب العدالة أصبحت مزعجة بل مخيفة لبرنامج امريكا السياسي، ومخيفة لإسرائيل والسلطة في رام الله وخاصة موقف اردوغان من حماس والحقوق الفلسطينية وكذلك البرنامج النووي الإيراني وموقف تركيا المؤازر لإيران، ولذلك اننا نرى من تصعيد حزب العمال الكردستاني سواء في الاسكندرون او على جبهة جنوب شرق تركيا هو تحقيق أولويات أهداف مرحلة تتلخص بالاتي 1- خلخلة حكومة اردوغان وإحراجها أمام تركيا والشعوب العربية التي هتفت لاردوغان 2- ايقاف حزب العدالة عن المضي في الإصلاح الداخلي البرلماني والمؤسساتي 3- زرع عدم الثقة بالجيش التركي وخلخلة معنوياته وخاصة ان اردوغان نوه بان العمل العسكري خيار غير مستبعد إذا تمادت إسرائيل بخروقاتها 4- التصعيد رسالة مباشرة من إسرائيل لتركيا بانها تستطيع نشر الفوضى وخلخلة الأمن في تركيا كلها وهذا ما صرح به الناطق الرسمي باسم حزب العمال بان عملياتهم يمكن ان تشمل جميع المدن التركية. إسرائيل تلعب لعبة النار على حدود تركيا مدعوم بعمق جغرافي لأكراد العراق وغير مستبعد وجود فرق خاصة إسرائيلية تشترك بشكل او بأخر مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، فإسرائيل التي أجرت قواتها أكثر من مناورة مع الجيش التركي بالإضافة إلى التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المزود بها الجيش التركي، قادرة على فهم العقيدة العسكرية والنهارية والتكتيكية للقيادة العسكرية التركية ، وبالتالي قادرة على إحداث اختراقات في جبهة المواجهة لصالح مقاتلي حزب العمال الكردستاني. عوامل تاتي لصالح إسرائيل وترجع واهتزاز لدور تركيا في المنطقة، إلا إذا استطاعت تركيا ان تفتح جبهة خلفية ضد الأكراد تنطلق من العراق ذاتها ، ومن خلال قوى المقاومة والقوى السياسية التي ترى الخطورة ماثلة أمام أعينها من تجزئة العراق وأمام الانفصال الفعلي على ارض شمال العراق بحكومة وبرلمان كردي هذا الذي يمكن أن يخلخل الأمن لكلا من تركيا وإيران ووحدة العراق أرضا وشعبا. سميح خلف