تواصلت ردود الفعل الأردنية الغاضبة على مواقف السياسي الهولندي خيرت فيلدرز التي ظهرت مؤخراً إلى العلن، والتي تطالب بإلغاء الاعتراف بالمملكة الأردنية، وإطلاق اسم فلسطين عليها. وجاءت ردّ الفعل الرسمي على لسان الناطق باسم الحكومة الأردنية، وزير الدولة للإعلام والاتصالات د. نبيل الشريف، الذي وصف دعوات السياسي الهولندي المثير للجدل بأنها "ترديد لمقولات اليمين الإسرائيلي المرفوضة." كما استنكرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الأعيان الأردني طروحات النائب الهولندي خيرت فيلدرز، واعتبرت اللجنة على لسيان رئيسها معروف البخيت، هذه الطروحات بأنها "مناقضة للقوانين والأعراف الدولية، وتشكل انتهاكاً لسيادة الأردن واستقلاله كعضو في الأمم الأمم المتحدة." واضاف البخيت إن هذه المواقف "تضر بالعلاقات الأردنية الهولندية". برنامج الحزب ولم تكن تصريحات فيلدرز بالجديدة، بل هي عبارات وردت في برنامج حزبه الانتخابي، الذي شارك على أساسه في انتخابات التاسع من حزيران- يونيو النيابية. وقد حقق الحزب فوزاً كبيراً، حيث ارتفع عدد مقاعده في مجلس النواب من 9 مقاعد إلى 24 (من مجموع 150)، ليحل في المرتبة الثالثة في البرلمان. ومن المستبعد أن يكون لمواقفه من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي دور مهم في فوزه الانتخابي، بل يعود الفضل إلى مواقفه من المشاكل الداخلية، التي تثيرها قضايا الهجرة، والخوف من الإسلام. وقد نشر موقع "إذاعة هولندا العالمية" الأسبوع الماضي فقرات من البرنامج السياسي لحزب الحرية الذي يقوده فيلدرز. وتضمن البرنامج أن الحزب يرى أن هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي الأردن، ويطالب الحكومة الهولندية بإطلاق اسم فلسطين على المملكة الأردنية. ويصف الحزب في برنامجه إسرائيل بأنها "خط الدفاع الأول عن الغرب"، وأن "سقوط القدس" يعني "سقوط أثينا وروما". طروحات ليست جديدة وفي حديث لإذاعة هولندا العالمية قال المحلل السياسي الأردني أسامة الشريف إن طروحات "الوطن البديل"، أو "الحل الأردني" ليست بالجديدة، فقد طرحها اليمين الإسرائيلي مرات عدة، مضيفاً، إن الموقف الأردني هو الآخر ليس بالجديد، فالأردن يرفض بشدة أن يكون وطناً بديلاً للفلسطينيين. وأشار الشريف في حديثه إلى كلمة الملك الأردني عبد الله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، والذي أعاد فيها التأكيد على الموقف الأردني الثابت. وأوضح أسامة الشريف أن ردود الفعل الأردنية على المستوى الشعبي أكثر غضباً وقد تمتد لتشمل الموقف من هولندا عموماً. ويشير إلى التعليقات الكثيرة التي كتبها القراء في المواقع الالكترونية التي نشرت أخباراً حول الموضوع، حيث تضمنت تعبيرات غاضبة، ولا تخلو من الكراهية تجاه هولندا عموماً. ووصف الشريف هذه الحالة بأنها "مؤسفة"، إذ أن هناك خلطاً لدى البعض بين مواقف حزب هولندي معين، لا يشارك في الحكم، وبين الموقف الهولندي الرسمي، أو الشعبي. وعبر الشريف عن أمله بأن تبادر السفارة الهولندية في عمان إلى توضيح موقف حكومتها، لكي تنأى بنفسها عن مواقف خيرت فيلدرز. شراكة هولندية أردنية ورداً على سؤال حول التأثيرات المحتملة لمواقف فيلدرز على العلاقات الأردنية الهولندية، قال أسامة الشريف، إن العلاقات بين البلدين "جيدة"، وأشار إلى أن السفارة الهولندية قد افتتحت في عمان مؤخراً أول سفارة "صديقة للبيئة" في الشرق الأوسط، وجرى احتفال بيهيج بهذا الحدث، وأن هولندا شريكة في مشاريع إنمائية ومدنية كثيرة، سواء بالتعاون مع الحكومة الأردنية، أو مع منظمات المجتمع الأردني. وأضاف الشريف إنه إذا شارك حزب الحرية، وخصوصاً زعيمه خيرت فيلدرز، وكرر مواقفه هذه حول الأردن، فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد بشكل سلبي على العلاقات بين المملكتين الأردنية والهولندية. تقرير: شعلان شريف- إذاعة هولندا العالمية/