قالت مصادر جزائرية متابعة لملف الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو إن الأمريكيين تسببوا في إفشال اتفاق كان على وشك التوقيع يخص تسليم المعتقلين إلى الجزائر. وأوضحت المصادر أمس، على هامش الملتقى الدولي حول مكافحة الإرهاب بالعاصمة، بأن ''الطرف الأمريكي هو من أفشل الاتفاق''، واتهمته ب''السعي لتحميل الجزائر أسباب الفشل''. أكدت المصادر''طلب منا الأمريكيون في أول الأمر توضيحات حول المنظومة القانونية، وأجرينا اتصالات ومفاوضات كانت من ثمارها القيام بزيارة المعتقلين في غوانتانامو للتحقق من هويتهم''. وتابع: ''أحصينا 26 جزائريا، منهم ستة يحملون الجنسية البوسنية مع احتفاظهم بالجنسية الأصلية، كما قمنا بمعاينة حالة مؤسفة لجزائري مصاب بمرض عقلي، واحد منهم تم ترحيله إلى ألبانيا في 2006 ويدعى فتحي بوسنة، أما البقية فقد أبدوا رغبة صريحة للعودة إلى الجزائر''. وعما إذا كانت إصابة الجزائري باضطرابات عقلية نتيجة للتعذيب، لم تستبعد نفس المصادر ذلك، غير أنها أشارت إلى أن الرواية الأمريكية تذكر أنه كان مصابا بجروح لما تم اعتقاله في 2001 على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وأن حالته ساءت بعد ذلك لما جاؤوا به إلى سجن غوانتانامو إلى درجة أنه فقد عقله. وتركت المصادر انطباعا بأن الرواية الأمريكية ليست مقنعة وأن ''إصابة المعتقل بالجنون كان نتيجة للتعذيب''. من جهة ثانية، قالت مصادرنا: ''الجزائر رفضت الطريقة التي تتعامل بها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع هذا الملف، هؤلاء جزائريون جرى اعتقالهم في الخارج، وبالنسبة إلينا هم ليسوا مذنبين وفقا للقانون الجزائري الذي يجرّم الإرهاب أو الانتساب إلى جماعات إرهابية''. وعن طبيعة ''الطريقة الأمريكية في التعامل''، أوضحت: ''كنا على وشك التوقيع على اتفاقية إفراج عن المعتقلين، وفي آخر لحظة نقض الأمريكيون كل شيء وعدنا إلى نقطة الصفر، من جانبنا رفضنا هذه الطريقة التي تم التعامل بها مع دول أخرى''. وقد صرح ديفيد ولش، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، مارس الماضي، أن الولاياتالمتحدة تريد إعادة المعتقلين، بعد التأكد من عدم تشكيلهم أي خطر على المصالح الأمريكية، حيث أشار إلى معتقلين عرب التحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية فور الإفراج عنهم. ومن جانبه، أعرب السفير الأمريكي في الجزائر، روبرت فورد، عن أمله في أن يتم ''الإفراج عن بعض المحتجزين قريبا''، مشيرا إلى أن البلدين بصدد التحضير للتوقيع على اتفاقية قضائية تخص تسليم المطلوبين للعدالة.