لندن:تتجلى في لندن هذه الايام لوحات اعلانية تبرز في محطات الأنفاق والباصات وسيارات الأجرة، وذلك بغية الترويج لموقع اليكتروني جديد يتناول الاسلام ورسوله بالشرح والتوضيح، ويحاول تفنيد الافكار المغلوطة عنهما في أوساط البريطانيين.وتظهر في اللوحات الاعلانية صور لنساء ورجال مسلمين مع عبارات توجز تأثرهم بنبي الاسلام ورسالته في وجوه مختلفة من الحياة.وفيما تظهر سيدة شابة تحمل اسم سلطانة ترتدي غطاء رأس تظهر اعلانات أخرى صورا لامرأة بملامح غربية ومن دون حجاب ولوحة أخرى صورة لمسلم شاب لا يبدو أنه عربي. وتحمل كل لوحة موقفاً ايجابياً لصاحبها من الاسلام وتصريحاً منه بأنه استلهم موقفه هذا من سيرة حياة النبي محمد. وتشمل موضوعات اللوحات الاعلانية قضايا ومسائل متنوعة مثل حقوق المرأة والضمان الاجتماعي والبيئة وغيرها من الموضوعات. أما الموقع نفسه على الشبكة العنكبوتية فيروي قصة تأسيسه التي بدأت كردة فعل على نتائج استطلاع أجرته الحكومة البريطانية مؤخراً وأثار حفيظة المسلمين ومنظماتهم، حيث أظهر أن 69' من البريطانيين يعتقدون أن الاسلام يقمع حريات النساء فيما اعتبر 6' فقط أن العدل من قيم الاسلام واعتبرت نسبة مماثلة أن الاسلام ربما يتضمن تعليمات تحث على الحفاظ على البيئة. وكان تقدير الاستطلاع أيضاً أن نصف البريطانيين على الأقل يعتقدون بأن الاسلام لم يجلب أي منفعة لبلادهم. ويأمل الموقع من خلال ما يوفره من معلومات مباشرة عن الاسلام والمسلمين في بريطانيا الى تغيير نتائج الاستطلاع الى الأفضل، خاصةً ما يتعلق منها بسبل الحصول عن المعلومات التي تخص الاسلام والمسلمين حيث أظهر الاستطلاع في هذا الصدد أن 60' من البريطانيين لا يعرفون الكثير عن الاسلام، فيما 31' منهم يعتقدون أن الوصول الى المعلومات في حد ذاته ليس بالأمر السهل ويرغب 30' منهم في الحصول على هذه المعلومات فيما يفلح 3' فقط في الاتصال بمنظمات اسلامية والحصول على مبتغاهم. وكان المجلس الاسلامي البريطاني أهاب بأفراد الجالية المسلمة في بريطانيا أن يعملوا من جانبهم على تدارك الواقع المؤسف وأن يسعوا الى الوصول للمواطنين البريطانيين غير المسلمين وتقريب صورة الاسلام الصحيح الى أذهانهم. وتفند الاعلانات والموقع اللذان يشكلان حملة سريعة نسبياً في تجاوبها مع نتائج الاستطلاع الصادمة للجالية الاسلامية في بريطانيا، الأفكار المسبقة الخاطئة عن الاسلام والمسلمين. مثلاً تحاول الشابة سلطانة التي تعمل محامية دفاع في المحاكم البريطانية أن تضرب بنموذج حياتها مثلاً على أن الاسلام لا يسلب المرأة حقوقها وأن ليس هناك تناقض حقيقي بين كونها امرأة مسلمة ومحامية ناجحة في مجتمع متقدم في الوقت نفسه، وأن النبي محمد كان مؤيداً لحقوق المرأة وقد ألهمها ذلك السلوك في حياتها. فيما يروي الشاب روبن وجهة نظره في كون العدالة والتضامن المجتمعي والعمل الخيري من المسائل الأساسية في الاسلام وأن النبي محمد كان قد بادر اليها خلال قبل أربعة عشر قرناً، فيما بدأ علماء الاجتماع العصريون يضعون النظريات والقواعد لأصول العدالة الاجتماعية منذ القرن التاسع عشر لا غير. وتدل مؤشرات محرك البحث غوغل التي تكشف عن تنام سريع في عدد زائري الموقع الخاص بالحملة على احتمال نجاحها وقدرتها على استقطاب الراغبين في التعرف أكثر على الاسلام والمسلمين. 'القدس العربي' من هيام حسان