img width="120" height="100" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/maroco_mahkama.jpg" style="" alt="المغرب:قضت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا في المملكة المغربية ، مساء الاثنين، بتخفيض الأحكام الصادرة ابتدائيا في حق ما يسمى بمجموعة "فتح الأندلس".وقضت المحكمة بتخفيض الحكم الصادر في حق المتهم الرئيسي رشيد الزرباني من 15 سنة سجنا نافذا إلى 12 سجنا نافذا.وقضت المحكمة بالتخفيض من" /المغرب:قضت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا في المملكة المغربية ، مساء الاثنين، بتخفيض الأحكام الصادرة ابتدائيا في حق ما يسمى بمجموعة "فتح الأندلس".وقضت المحكمة بتخفيض الحكم الصادر في حق المتهم الرئيسي رشيد الزرباني من 15 سنة سجنا نافذا إلى 12 سجنا نافذا.وقضت المحكمة بالتخفيض من عشر سنوات سجنا نافذا إلى ثمان سنوات سجنا نافذا في حق خمسة أشخاص :كمال الزعيمي، وإسماعيل اعمارة، وعبد المولى اعمارة، وعبد الرحيم العوفي ، ومن ثمان سنوات سجنا نافذا إلى سبع سنوات سجنا نافذا في حق ستة أشخاص لحسن آيت عابد، وعبد العزيز الهرام، ومحمد بولحفة، ومحمد عبدون وخالد أقدار ومصطفى آيت الحسين فيما قضت في حق شخصين اثنين بتخفيض الحكم من أربع سنوات حبسا نافذا إلى ثلاث سنوات حبسا نافذا. الجدير بالذكر أن قضية ما يسمى فتح الاندلس قضت ب 125 سنة سجناً وغرامة أزيد من 150مليون سنتيم في حق 15 متهما في خلية ما يسمى فتح الأندلس في كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي خففتها محكمة الاستئناف الاثنين. وكان الدفاع في القضية قد طالب بالبراءة، أو الحكم احتياطيا بظروف التخفيف إذا ما اقتنعت هيئة الحكم بما ورد في ملف الادعاء ، الذي اعتبره الدفاع مبني على الخيال وعالم الغيب، ويستند على جرائم مستقبلية، بعيداً عن الحجج ووسائل الإثبات المادية من قبيل حجز الوثائق ورصد المكالمات الهاتفية . وأكد الدفاع أن محاضر الشرطة القضائية مجرد معلومة في القضايا الجنائية، وأن القاضي الجنائي يؤسس قناعته على وسائل ملموسة، فضلا عن عدم توفر عناصر المتابعة بالقضية، علما أن المشرع نص على أن البراءة هي الأصل، متسائلا بقوله: هل يوجد ما يفيد بأن هذا التنظيم نسق مع منظمات إرهابية دولية بأسبانيا وفرنسا وغيرها كما يقال؟ وهل التمويل ينحصر في 7700 درهم لشراء الأسلحة وفق ما ورد في المحاضر؟ وأين كانت أجهزة الأمن حينما كان هؤلاء يجتمعون لتضبطهم في حالة تلبس؟ وهل السلاح يعني محاولة شراء مسدس من فرنسا؟ وكان المتهم كمال الزعيمي الذي كان يعيش في فرنسا ارسل خطاب الى مدير المرصد الاسلامي الاعلامي ياسر السري في لندن يشتكي فيه من من ظروف اعتقاله، واتهم السلطات المغربية باختطافه، وارسل المرصد الاسلامي الاعلامي نسخة عن الخطاب الى القدس العربي".وفيما يلي نص الرسالة : الى حضرة / مدير المرصد الإسلامي المحترم الموضوع : شكاية عن ظروف اختطاف واعتقال يشرفني أن أكتب اليكم اليوم لاخبركم عن ما تعرضت له من تعذيب واختطاف قبل وأثناء وبعد التحقيق. خروقات بعضها أفظع من بعض لكل القوانين المغربية والدولية التي تكفل حقوق المتهمين أثناء وبعد التحقيق وعلى رأسها أنه انسان بريء حتى تثبت ادانته بالادلة القاطعة . وقبل أن أسرد عليكم قصتي مع هذه التجاوزات اللامسؤولة من طرف جهاز المخابرات وفرقة الضابطة القضائية لابد أن أضعكم في الصورة صورة الوسط العائلي الذي ترعرعت فيه فأنا ابن ضابط سامي في القوات المسلحة الملكية عمل بكل تفان واخلاص من أجل الدفاع عن الوطن وخاصة عن صحراءه منذ أكثر من 37 سنة ، وأمي ربة بيت وكلاهما من دوارين مختلفين من اقليم تاونات فنشأت في هذا الوسط لا أعرف سوء الأخلاق ولا أخالف والدي مما جعلني بتوفيق من الله ومساعدة هذين الأبوين الحنونين أن أدرس جيدا منذ صغر سني ولا أرسب أبداً حتى تخرجت من احدى المدارس الفرنسية لتكوين المهندسين بمدينة كرونوب بفرنسا وذلك سنة 2001 م ، فشاء الله سبحانه وتعالى أن أمكث هناك من أجل العمل. ومع عدم رغبتي ومع مجيء اخوتي للدراسة ولكوني أكبر اخوتي فأنا عرفاً مسؤولاً عنهم في غياب والدي فكان هذا هو السبب الرئيسي في عدم دخولي الى المغرب بصفة نهائية بعد انتهاء دراستي بفرنسا . بدأت العمل بمدينة باريس في احدى الشركات فكنت أزور المغرب باستمرار كل عطلة عمل لحبي لهذا الوطن وأبناءه وكيف لا ؟ وأبي ضحى بسعادته وبحريته من أجل هذا الوطن فأخذنا عنه حب التفان والاخلاص من أجل هذا الوطن . وأعود وأقول عملت بفرنسا من سنة 2001 الى غاية سنة 2008 فكنت مثالاً للمواطن الصالح بالدولة المضيفة حيث كنت أؤدي ضرائبي بانتظام وأرسل ما تيسر لي من العملة الصعبة الى المغرب من أجل اعانة والدي وكذلك العائلة بصفة عامة فلم أعرف منذ ان ولدت سنة 1978 الى غاية سنة 2008 مشكلة واحدة مع القضاء او الامن أو مع عامة الناس وذلك في كلا البلدين المغرب وفرنسا فلم يسجل ضدي أي شيء من أي نوع من المشاكل لاني بكل بساطة مواطن صالح . في صيف سنة 2008 بشهر غشت وكعادتي كل سنة أتأهب للمجيء الى المغرب لقضاء العطلة الصيفية مع عائلتي فجمعت حقائبي واشتريت بعض الهدايا ووضعت الكل في سيارتي وجهزت نفسي للسفر يوم 2008.08.05 بمدينة مارليلوروا بضاحية باريس في اتجاه المغرب فبفرط سعادتي لا أتوقف الا لملئ خزان السيارة بالوقود فوصلت الى ميناء طريفة جنوب أسبانيا لركوب الباخرة الى ميناء طنجة وذلك يوم الاربعاء 06 غشت 2008 على الساعة السادسة مساء بتوقيت اسبانيا وبعد طول انتظار ركبت بسيارتي الباخرة التي حطت بميناء طنجة على الساعة الحادية عشر والنصف مساء في نفس اليوم بتوقيت المغرب . بمجرد نزولي من الباخرة استوقفني رجل وطلب مني جوازي وأوراق سيارتي فكان كما أراد وذهب الى مكتبه وبعد حوالي 15 دقيقة أتى ومعه شخص آخر يحمل أوراقي فطلب مني أتبعه بسيارتي الى مكتبه الذي يبعد 100 متر عن الجمارك ، حاولت أن أستفسر منه عن السبب فأجاب بكلمات غير مقنعة وطلب مني أن أنتظر فغاب عني حوالي 30 دقيقة ثم أتى والفرحة تغمر عينيه وكأنه وجد كنزاً فقال لي: ماذا يقلقك ؟ فقلت: لاشيء سوى تصرفك معي دون باقي المسافرين . فأجابني بأن لا أقلق وأنه شيء عادي أن يتحقق من هويتي وهوية سيارتي ولاثبات حسن نيته سيساعدني على اجتياز الجمارك دون أن أمكث في الصف طويلاً ، فرافقني الى الجمارك دون أن يعطيني أوراق سيارتي وبعد حوالي 10 دقائق أتى ومعه شخص آخر في الجمارك سألني ان كنت أحمل ممنوعات كي يسجلها فقلت لا ، وطلبت منه أن يتفضل بالتفتيش فرفض . . فطلبت من مرافقه أن يسلمني أوراقي اذا كان كل شيء على ما يرام . . فطلب مني أن أبتعد قليلاً عن محطة الجمارك وبعد مدة من الزمن أتاني شخص آخر بزي مدني ركب معي السيارة دون استئذاني وأمرني أن أخرج من الميناء الى أقرب مركز شرطة فسألته لماذا ؟! فأجابني بأنه أمر عادي يريدون أن يتحققوا من هوية سيارتي . قلت له : أن هذه السيارة أملكها منذ عام 2001 و أدخل بها سنويا الى المغرب دون أي مشكلة . . فأجابني بأن لا أقلق اذا كان الامر هكذا ، وبعد خروجي من الميناء مباشرة اعترضتني سيارتان كادتا أن تصدمان بمشهد هوليودي مرعب والذي كان برفقتي مد يده الى مفاتيح سيارتي ليسكتها ويضع المفاتيح في جيبه في نفس اللحظة اقتحم 4 أفراد سيارتي وفتحوا الباب وانتزعوني بالقوة من داخل سيارتي ثم رموني في سيارتهم كأني غير آدمي بعد أن كبلوني بقيد من حديد يوضع في يدي لأول مرة في حياتي داخل وطني الحبيب !! ، وهم يصيحون نحن الأمن لا تقاوم ، وانطلقوا في موكب بسرعة الى مكان مظلم في أحد الأحياء بطنجة يرافقني 4 أشخاص داخل السيارة ويتبعهم شخص يسوق سيارتي وخلفه سيارة أخرى بها 4 اشخاص أخرين توقفوا جميعاً في هذا المكان المظلم وأخذوا يفتشوا سيارتي وأنا أنظر اليهم من داخل السيارة مكبل اليدين من الخلف ولم يسمحوا لي بالصلاة فصليت جالساً وحين أنتهيت وكانوا ما يزالون يفتشون سيارتي أخبرتهم أنه يوجد في محفظتي هاتفين وبعضا من المال وتعمدت اخبارهم كي لا يسرقوهم فمن يختطف ابن بلده بهذا الشكل لن يتورع في سرقة أمواله بدأوا يتنقلون بي من مكان الى مكان ومن سيارة الى سيارة داخل مدينة طنجة وهم يتكلمون بجهازهم وكأنهم حائرون ماذا يفعلون بي وأنا مرهق جدا بسبب السفر وما تعرضت له على أيديهم من هلع ورعب ، فسألت أحدهم يجلس بجانبي ماذا هناك فلكمني لكمة كادت أسناني منها أن تقع وقال لي أتنظر لي حتى تتعرف على ملامح وجهي؟ فطأطأت رأسي وسكت و عدها قرروا أن يأخذوني الى الرباط ، فطلبت منهم أن يتصلوا بوالدتي كي يخبروها بأن لا تنتظرني الليلة فرفضوا فإذا بوالدتي تتصل على الهاتف فكررت الطلب فرفضوا ، فناشدتهم أليس لكم قلوب أليس لكم أمهات أجيبوا أمي ، قولو لها أني لن آتي الليلة إني حي ، فهددوني ان تكلمت مرة أخرى سيضربوني ويفعلون بي كذا و كذا ، توعدوني أيما توعد وأرعبوني أيما رعب فسكت وقلبي يكاد ينفجر ألماً وحزناً على والدتي وأبي كلما رن هاتفي ، و طيلة طريق السيارة وهم يحكمون القبض على ساعدي حتى كادت عظامي أن تتكسر ، وعندما طلبت منهم أن يخففوا قبضة الحديد عن يدي رفضوا و طلبوا مني أن أنام كأنهم يستهزؤون بي ، وعندما وصلنا مشارف مدينة القنيطرة وضعوا عصابة على عيني كي لا أرى فلم أجرؤ على استفسارهم ، وبعد حوالي نصف ساعة من هذا الاجراء توقفت السيارة وأنزلوني بعنف وسلموني الى أشخاص كانوا أكثر عنفاً ، أخذوني الى غرفة أو مكتب ونزعوا حذائي وحزامي الذي أشد به سروالي فسقط السروال فبقيت شبه عار وأجلسوني على كرسي ، كل هذا تم بعنف في القول والفعل. ثم سألني كبيرهم من أنت؟ فقلت : أنا كمال الزعيمي وأريد أن أعرف لماذا أنا هنا ومكبل اليدين معصب العينين ؟ فلكمني لكمة على وجهي سال على إثرها الدم من فمي وأحسست ان الأرض اهتزت ودارت بي ، وهكذا بدأ التحقيق معي في هذا المكان عرفت فيما بعد أنه تمارة ، فعند كل جواب لا يروق لهم يضربوني ويشتموني ويعذبوني ، فطلبت منهم أن أنام ولو لساعة لكوني لم أنم في سفري فلم يسمحوا لي حتى أغمي علي من شدة التعب والخوف فأخذوني الى غرفة تحت الأرض كريهة مليئة بالحشرات وبها كاميرا مراقبة ومصباح كهربائي شديد الحرارة مشتعل ليل نهار وبونجا قديمة رائحتها لا تطاق نمت فوقها من شدة تعبي وذلك حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس 07/08/2008 ثم أيقظوني بعنف قبل الساعة الثامنة لاستكمال التحقيق ودائما بنفس الطريقة تهديد ووعيد وشتم وضرب مع كل جواب لا يروق لهم وأنا مكبل اليدين معصوب العينين لمدة 10 أيام ، التحقيق 3 مرات في اليوم مرة فجراً ومرة صباحاً و مرة في المساء بمعدل 12 ساعة يومياً، فتعودت على ذلك ولم أعد أبالي لا بضربهم ولا بشتمهم و لا حتى بتهديدهم ، لكن ماكان يحز بنفسي هو حال الوالدين فكنت أطلب منهم في كل جلسة استنطاق أن يخبروا والدي ويطمئناهما عني فكانوا يجيبوا كل مرة بجواب . وفي صباح أحد الأيام أحضروني الي جلسة استنطاق حسبتها كسابقتها من الجلسات ، فلم تكن كذلك أجلسني كبيرهم علي كرسي وأحسست أن القاعة مليئة بالناس فقال لي : ان القاعة فيها أناس من مختلف أجهزة الدولة مدني ،عسكري ، قضائي . . إلخ ، فقل لهم عن مشروعك داخل المغرب !، فقلت له ليس لدي أي مشروع سواء داخل المغرب أو خارجه . . فقبضني قبضة من حديد من عنقي حتى كادت تزهق روحي من شدة الاختناق والألم ولم ينكرعليه أحد من الحاضرين كأني لست إنسان ويحق له أن يفعل بي ما شاء أمام الملأ وأنهم كلهم سواسية لا فرق بينهم، اختلفت أجهزتهم ومناصبهم ولكن قلوبهم واحدة في التعذيب والتهديد والتنكيل فيما يقع بين أيديهم، مكثت على هذا الحال لمدة 23 يوماً . وفي صبيحة 01/09/2008 نقلت أنا وأشخاص آخرين لم أعلم بوجودهم في هذا المعتقل قبل هذا اليوم على متن سيارات او ما يسمى ستافيت مكبلين معصبين العينين منبطحين علي ظهورنا علي الحديد مباشرة تحت الكراسي الحديدية ثم نقلنا الي مركز الشزطة القضائية المعاريف ، وفى هذه الولاية الامنية تعرضت الى نوع اخرمن الخروقات فمنذ أول وهلة بعد نزولنا الى هذه الولاية ونحن نهدد ونشتم ويستهزؤون بنا ونحن مكبلين اليدين بعضنا مع بعض ، ووضعنا في غرف في الطابق السفلي من البناية يستحي الانسان أن يضع حيواناً فيها وهي عبارة عن مراحيض قديمة وضعوا فوق أرضيتها غطاء عفنا كي تبدو كأنها غرف ، وفي كل غرفة أو بالأحرى في كل مرحاض وضعوا اثنين منا ثم أغلقوا الباب الحديدي الذي به ثقبة صغيرة نتنفس منها ، مكتنا على هذا الحال لمدة 11 يوما . أما الطامة الكبرى هي المحاضر الملفقة التي أجبرنا قسراً بالتوقيع عليها دون أن نسأل عنها أو نطلع على محتوياتها ، فطيلة 11 يوماً لم نسئل عما سئلنا عنه في المعتقل السري بتمارة وأجبرنا تحت التهديد والضرب أن نمضي على هذه المحاضر دون قراءة ليكتمل مسلسل الخروقات وهذه التجاوزات الصارخة التي لا تمت للدين أو القانون بصلة . والذي يزيد الطين بلة هو أنه منذ اختطافي من طنجة تمارة ثم المعاريف يقال لي ليس عندك شيئ . . لم ترتكب جرماً يعاقب عليه القانون والدليل هو أنك طيلة 10 سنوات لم تتواجد بالمغرب الا لقضاء العطلة الصيفية ولو كان عندك شيء لاعتقلتك السلطات الفرنسية فهم أقدر منا أمنياً على معرفة المدنب من البريء. تم نقلت يوم 11/09/2008 الى سجن الزاكي بسلا لتبدأ معاناة أخرى داخل هذا السجن الفظيع ففي المعاريف وتمارة لم يخبروا والدي بوجودي وهم يؤكدون لي أن والدي يعلم بمكان وجودي وأنهم طمأنوهم بأني سأعود قريباً وكذبوا، فلم يتصلوا بوالدي ولم يسلموا سيارتي ولا حتى ما كان بحوزتي . وأعود فأقول نقلنا الى سجن الزاكي وكان أحد أيام شهر رمضان المبارك أدخلونا وفتشونا حتي في عوراتنا كأننا دخلنا للتو من الحرية ليفتشونا هدا التفتيش المذل وهم يعلمون أننا لا نحمل أي شيء يذكر لأننا كنا بتمارة ثم المعاريف فأخذوا هناك كل شيء منا فكان غرضهم من تفتيشنا هو اذلالنا وكسر معنوياتنا ، أفطرنا بعد هذا التفتيش أمام مكتب الضبط داخل سجن الزاكي بتمرات تعطى للبعير من أجل العلف وحريرة تفتقر لكل مقومات الشوربة الصحية التى يتقوى بها الصائم بعد طول امساك عن الطعام والشراب طوال اليوم، دخلنا مكتب الضبط واحداً واحداً من أجل أخذ صورة حاملين تلك اللوحة المكتوبة عليها اسمنا ورقم اعتقالنا ، لم أكن أتوقع في حياتي أن أقف هذا الموقف فقد كنت أراه فقط في الافلام، أخذنا بعد ذلك الى قاعة أعطونا أغطية عفنة يتقزز المرء أن يراها ناهيك أن ينام فيها ، ثم قسمنا الى مجموعات من 3 و4 أشخاص ونحن نحمل الأغطية العفنة فأخذنا الى غرفة فيها ما يقارب 96 شخصاً مليئة بدخان السجائر والمخدرات قاطنوها تظهر عليهم صفات الاجرام أغلبهم مضروب بسكين في وجهه أما أجسادهم فكأنها كانت في حرب فانفجر فيها لغم فانتشر كل جزء من جسمهم في مكان ثم جمعت هذه الاطراف ورقعت كان هذا هو الانطباع الذي سادني أول ما دخلت هذه الغرفة التي لا تتعدى 80 متراً مربعاً أي أقل من متر مربع للشخص الواحد ! لقد تركونا في هذا المكان القذر دون أكل أو شرب وهذه الغرفة لا تحوي حتى مرحاضاً من أجل الوضوء ثم الصلاة في شهر رمضان شهر الصيام والقيام والكرم تيممنا أنا وأصدقائي وطلبنا من باقي النزلاء أن يفسحوا لنا مجالاً ولو صغيراً لخمس دقائق للصلاة فتعالت الأصوات بين مؤيد و معارض وكادت أن تقع مجزرة على هذا الامر البسيط فانتهى الأمر بأن لا يفسحوا لنا مجالاً للصلاة فصلينا جالسين دون استقبال للقبلة وبعد ذلك حاولنا أن ننام في وسط الضجيج والكلام الفاحش ودخان السجائر فبتنا شر ليلة يمكن أن ينامها شخص في شهر رمضان . وعند التاسعة صباحا فتحت الأبواب وعرضنا أن نخرج للساحة لاستنشاق هواء نقي فمنعنا دون باقي النزلاء فبقينا في تلك الغرفة العفنة الى غاية الثانية بعد الزوال أخذنا الى مدير المؤسسة الذي ألقى علينا خطاباً رناناً يتبرأ فيه من كون له أي يد في معاناتنا ، وتوعدنا بالويل ان خالفنا قوانينه ونظام مؤسسته السجنية ، فذكرت له أننا عانينا في مؤسسته فلم نجد مكانا للوضوء والصلاة فكان الجزاء أن أعاقب كما يعاقب كل مجرم ارتكب جرماً داخل السجن وذلك أن يؤخذ ليوضع في حي الحق العام يقال له حي الصحراء وهو حي يقطن فيه تجار المخدرات والقتلة واللصوص ومختطفي الأطفال ، والصحراء هو مكان خصص لعقوبة هؤلاء النزلاء عند وقوع مشاجرة بينهم أو خلاف ، فأنا دون ذنب يذكر ولأول وهلة وضعت في هذا المكان تطبيقاً لقول المدير خذوه لمكان كي يصلي جيداً . . فكانت الصحراء شر مكان يذكر داخل السجن غرفة مساحتها أقل من 20 متراً مربعاً تحوي حوالي 50 فرداً بدون ماء عفنة حشراتها تعد بالآلاف أصبت فيها بكل أنواع الأمراض الجلدية والجسمانية من الحكة والجربة والسعال الحمى وأمراض الصدر والبطن و العظام و البرد . . و باختصار ما كان يسمح من أجل الموت البطيء و لا أبالغ ،فخضت اضراباً مفتوحاً عن الطعام على أمل أن تتغير وضعيتي وبعد 18 يوماً من الاضراب وعدوني أنهم سيوفرون لي مكاناً ملائماً وبعد عدة مراسلات ولقاءات مع المدير تم نقلي الى غرفة أخرى فمكثت فيها ما يقارب الشهرين ثم جاء أمر من مندوب السجون بأن يعزل المتهمون بما يسمى الارهاب عن متهمي الحق العام . فنقلت الى غرفة اخرى بها أناس أكثر احتراما فقلت قليلاً معاناتي . بعد ذلك بدأت معاناة جديدة وهي أطوار مسرحية المحاكمة . . فبعد أن أجبرنا قسراً وبدون اطلاع على محاضر التحقيق والامضاء عليها !! أتى قرار الإحالة وهي لائحة الاتهامات المكونة من ورقتين مع العلم أن أصغر شركات السيارات في هذه المدة تصنع أكثر من 200000 سيارة . فهذه الاحالة تحدد لنا أول جلسة محاكمة غالباً ما تكون بعد شهر من استلامنا لها تؤجل بدون سبب لجلسة ثانية . . وبعد ثلاث أشهر لجلسة ثالثة . . و بعد شهرين لجلسة رابعة ثم خامسة وسادسة وسابعة حتى تصل لأكثر من سنة ونصف وهو بالسجن وبدون محاكمة فقط تأجيل بعد تأجيل ودن إبداء الأسباب . وعندما يقررون فأنا لست متاكدا هل القاضي أم جهاز المخابرات الذي يحكم ؟! تمر المحاكمة في أقل من ساعة يحكمون عليك ومن معك بمئات السنين وهذا ما جرى لي ومن معي أو ما يسمى بمجموعة فتح الاندلس، فبعد أكثر من سنة ونصف من المسرحيات حكم علي بعشر سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية تقدر ب 500000 درهم مع مصادرة كل المحجوزات التي وجدت معي أثناء اختطافي من ميناء طنجة أي سيارتي وما بها من أمتعة وحاسوبي وهواتفي ومالي الذي يبلغ 3960 أورو ، حوكمت بهذه المدة لتشبتي بوطنيتي ووطني ولأن أبي أفنى حياته في الدفاع عن وطنه حوكمت ظلماً وزوراً وعدواناً لأن جدي قاوم الفرنسيين والاسبان معاً بمنطقة تاونات وكان له ظهير شريف من طرف محمد الخامس جزاء على خدمته ودفاعه عن هذا البلد وأهله . . وحسبنا الله ونعم الوكيل الاسم : كمال الزعيمي رقم الاعتقال : 39658 القدس العربي كمال الزعيمي