لندن:اظهرت دراسة شاملة اعدها مركز 'الانسجام الاجتماعي' ان غالبية الناشطين الارهابيين من المسلمين هم مولودون في بريطانيا ومعظمهم من الشباب تحت سن الثلاثين، ومتعلمون يعملون في وظائف جيدة. وقامت على دراسة 'بروفايل' لكل الناشطين الذين شاركوا في التخطيط لانشطة وعمليات تم الكشف عنها او احباطها قبل تنفيذها خلال الاعوام العشرة الماضية.وتم اعداد الدراسة على مدى عامين حيث قام الباحثون بدراسة معلومات احصائية تتعلق باشخاص شاركوا في انشطة ارهابية. وتزامن التقرير الذي نشر امس مع الذكرى الخامسة لهجمات انفاق لندن التي نفذها اسلاميون مرتبطون بالقاعدة في 7/7/ 2005 وراح ضحيتها 52 شخصا. وتقول تقارير صحافية انه على الرغم من التهديد الارهابي المستمر فلا توجد معلومات حكومية تشير الى المعلومات الرئيسية عن حالات المحاكمة والادانة التي تمت لناشطين في بريطانيا. ومن هنا كان على الباحثين في المركز البحث في سجلات الحكومة وتقارير الصحافة واعداد مادة احصائية والتي اظهرت انه بين 1999 -2009 تمت ادانة 119 شخصا بتهم لها علاقة بنشاطات ارهابية، او ما يشير اليها التقرير 'مخالفات ارهابية متأثرة بالاسلاميين'. وتشير تقارير الى ان غياب الاحصائيات والجداول الرئيسية حول من ادينوا او افرج عنهم كان محل انتقاد من تحقيق لجنة الامن والاستخبارات التي حققت في هجمات 7/7 وجاء في التحقيق هذا ان هذه 'معلومات بسيطة كان يجب تقييمها وتحليلها لمعرفة ان كانت استراتيجية مكافحة الارهاب تنجح'. وقام المركز باعداد القائمة حول الناشطين المسلمين على مدار عامين. ونقلت صحف عن حورية احمد والتي كانت واحدة من المشاركين في الدراسة قولها ان المعلومات في التقرير لم تكشف عنها الحكومة للرأي العام، وعبرت عن املها في ان تساعد المعلومات التي كشف عنها الباحثون في تشكيل سياسات الحكومة المتعلقة بمكافحة الارهاب وان تقوم السلطات المعنية بالاستفادة منها. وقدم التقرير معلومات عن 127 شخصا ادينوا في المحاكم بجنايات لها علاقة بالارهاب بمن فيهم ثلاثة ادينوا مرتين واخر اضرم النار بنفسه اثناء محاولة تفجير مطار غلاسجو. وترى الدراسة ان مستوى عمر الناشطين يتراوح ما بين 16 -27 عاما فيما كان اكبرهم عمرا 48 عاما. ومن بين المدانين خمس نساء حكم عليهن لقيامهن بالمساعدة في جنايات لها علاقة بالارهاب او لانهن كن يحملن وثائق مزورة، او لانتمائهن لجماعات محظورة. ولاحظت الدراسة ان نصف المدانين 48 بالمئة من منطقة لندن. وتأتي بعدها بيرمنجهام وويست يوركشاير وتؤكد الدراسة ان 69 من المدانين مولودون في بريطانيا. ونقل عن مدير المركز دوغلاس موراي قوله ان التقرير يظهر خطر 'الاسلامية المتطرفة' على العالم وكيف ان بريطانيا تظل في مركز الكفاح العالمي'ضد التطرف الاسلامي. يذكر ان التقرير اهتم بتحديد علاقة الافراد بالجماعات الارهابية، اصولهم- بلادهم، عرقهم واعمارهم ومكان سكناهم وعملهم وتعليمهم وان كانت هناك جماعات اخرى ينتسبون اليها. كما يعود التقرير الى عقد سابق لاظهار ان مئة جناية ارتكبت في الخارج منذ عام 1993 في خارج بريطانيا ولها ارتباطات بريطانية. وتشير الى ان نسبة 46 من المدانين تعود اصولهم الى جنوب اسيا - 28 بالمئة من اصول باكستانية. ومن بين 6 الى 8 خطط، هناك نسبة عالية من المنخرطين فيها (75 بالمئة) ممن تلقوا تدريبات في باكستان. كما ان هناك اربعة من قادة العمليات هذه ممن كانت لهم صلات مباشرة مع واحدة او اكثر من الحركات الباكستانية المسلحة. وبعد الاصول الباكستانية يمثل الشبان من اصول صومالية نسبة عالية، فمن بين من ادينوا 16 بالمئة من عائلات جاءت من شرق افريقيا و12.5 ' من اصول شمال افريقية، 5.5 من اصول كاريبية و 4 بالمئة من دول عربية. وجاء التقرير بعد ايام من تحذير مسؤول كبير في الشرطة الحكومة البريطانية من خطط تخفيض النفقات. ونقل عن نائب مدير شرطة لندن (اسكتلند يارد) جون ييتز قوله إن خطة الحكومة لا يمكن أن تطبق بدون أن تؤدي إلى زيادة مخاطر 'محاولات هجوم إرهابية'. وأضاف أن ميزانية مكافحة الإرهاب ستنخفض بواقع 87 مليون جنيه فيما سيتم اقتطاع 62 مليونا من ميزانيات أقسام أخرى أيضا في مناطق مختلفة من البلاد. وجاءت تحذيرات ييتز من سياسة خفض النفقات في جلسة مغلقة مع عدد من ضباط الشرطة الكبار اثناء اجتماع لهم في مؤتمر الجمعية الخاصة بهم بمدينة مانشستر. واشار المسؤول الى دراسة اظهرت ان نسبة وان كانت قليلة من المسلمين البريطانيين عبروا عن تعاطف مع التطرف. وقال ييتز انه لا يزال يتعامل مع درجة الارهاب على انها خطيرة، مشيرا الى المهمة الكبرى لحماية وتأمين العاب لندن الاوليمبية عام 2012. وقالت الصحيفة ان وكالات الامن والاستخبارات تخشى من ان المسؤولين والرأي العام لا يعرفون او يتلقون معلومات غير صحيحة حول الجهود التي يقوم فيها افرادها من اجل التشويش على عمل الناشطين واحباط خططهم الارهابية.