موسكو:عزا خبير روسي بارز الاسراع في انجاز صفقة تبادل الجواسيس الى رغبة الرئيسين الروسي والامريكي في احتواء هذه المشكلة والحد من ضررها على العلاقات الروسية الامريكية واوضح نائب رئيس معهد الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا التابع لاكاديمية العلوم الروسية فيكتوركريمنيوك في حديث له اليوم ان فضيحة التجسس الروسية في امريكا "شكلت لطمة للجهود الرامية الى تطوير العلاقات الثنائية بين موسكووواشنطن والتخلص من تركة الحرب الباردة" . واعرب عن اعتقاده بان فضيحة التجسس "عمقت ازمة انعدام الثقة بين الجانبين ودفعت واشنطن للتساؤل عما اذا كان من الممكن الثقة بروسيا التي تسعى للحصول على مساعدة امريكا في بناء اقتصاد عصري متطور يستند الى التكنولوجيا المتطورة والتخلص من الاعتماد على صادرات المواد الخام" . ولاحظ مع ذلك ان تدخل الرئيسين دميتري ميدفيديف وباراك اوباما شخصيا في معالجة هذه المشكلة ادى الى تسويتها بسرعة غير معهودة مدللا بذلك على وجود رغبة مشتركة في اصلاح الضرر الناجم عن الفضيحة على اساس مقبول وعدم تحويلها الى مشكلة في العلاقات الثنائية. واستعرض الخبير الروسي البارز دوافع الجانبين الروسي والامريكي في العمل على احتواء هذه المشكلة موضحا ان الرئيس ميدفيديف يدرك تماما استحالة تطوير الاقتصاد الروسي بدون مساعدة امريكا . واضاف ان اوباما يسعى كذلك للحصول على مساعدة روسيا في معالجة المعضلات التي تواجهها واشنطن في افغانستان والعراق وايران وتداعيات الازمة المالية العالمية وغيرها من المشكلات المستعصية . وقال كريمنيوك "لم تكن هذه الصفقة عملا خيريا بقدر ما هي محاولة من قبل الرئيسين لبناء علاقات من طراز جديد يستند الى العمل المشترك في معالجة المشاكل الملحة". وكانت روسياوالولاياتالمتحدةالامريكية اجريتا عملية تبادل قضت بترحيل اربعة مواطنين روس مدانين بتهم التجسس لحساب دول غربية مقابل الافراج عن عشرة مواطنين روس واجانب متهمين بالتجسس لصالح روسيا . وحول توقيت الاعلان عن هذه الفضيحة لفت كريمنيوك النظر الى وجود قوى في واشنطن وخاصة المحافظين الجدد الذين يحاولون استثمار أي حدث سلبي لتعطيل مسيرة تطوير العلاقات الروسية الامريكية والتشكيك في سياسة الرئيس اوباما حيال الشراكة مع روسيا . ولم يستبعد كريمنيوك كذلك ان يكون الاعلان عن هذه الفضيحة في هذا الوقت محاولة لضرب الانجازات التي تمخضت عنها زيارة الرئيس ميدفيديف لامريكا الشهر الماضي والتي انعكست في بلورة رغبة امريكية في تزويد روسيا بالتكنولوجيا العصرية . واعاد نائب مدير معهد الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا الى الاذهان قيام واشنطن في الثلاثينات من القرن الماضي بمساعدة الاتحاد السوفياتي السابق في تطوير صناعة الطيران والمعدات الزراعية والحافلات وغيرها ما ساعد الروس خلال الحرب العالمية الثانية . وحذر من ان واشنطن ستعيد النظر في سياستها حيال روسيا خاصة في مجال تصفية الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والانضمام الى منظمة التجارة العالمية والغاء تحفظات جاكسون فينيك التي تقيد التجارة مع روسيا في حال تبلور قناعة لدى الادارة الامريكية بان موسكو غير جديرة بالثقة . واضاف ان مثل هذا التطور سيدفع روسيا بالمقابل لمزيد من التقارب مع الصين والهند ودول الشرق على اساس مناهض لامريكا . وشخص كريمنيوك العلاقات الروسية الامريكية حاليا بانها "ليست عدائية وهي اقرب الى الشراكة والمنافسة" لكنه لاحظ وجود ازمة ثقة عميقة بين الجانبين على جميع المستويات. ودلل على ذلك بتوسيع رقعة حلف الناتو الجغرافية واصرار واشنطن على نشر منظومات للدفاع الصاروخي قرب الحدود الروسية في بولندا رغم معارضة روسيا الشديدة لهذا المنحى. وفي معرض حديثه عن مدى التفاهم الروسي الامريكي حيال ايران اوضح كريمنيوك ان موسكووواشنطن تجمعان باصرار على ضرورة منع ايران من الحصول على سلاح نووي مشيرا في الوقت نفسه الى ان واشنطن ادركت اخيرا عدم جدوى اقناع روسيا باستثمار التعاون مع ايران في مجال الطاقة النووية كاحد معاول الضغط على طهران . واضاف ان روسيا حثت كذلك واشنطن على وقف التهديد بضرب ايران وقصفها في الوقت الذي نقلت فيه لعلم طهران عدم جدوى الرهان على الخلافات الروسية الامريكية فيما يتعلق بالملف النووي الايراني . - 10 - 7 2010(كونا)