أدان اتحاد برلمانات الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، فيلم "فتنة" الهولندي المسيء للإسلام والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أعده العضو اليميني المتطرف في البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز، مستنكراً "الخلط الشائع بين الإسلام والإرهاب"، وأعرب عن أسفه للإهانات وحملات الإساءة غير المبرّرة ضد المسلمين. وطالب الاتحاد هولندا ودول الإتحاد الأوروبي ومنظمة الأممالمتحدة بمنع تداول "ذلك الفيلم العنصري البغيض، لما يمثله من افتراءات وأكاذيب وإثارة مشاعر الحقد والكراهية بين معتنقي الديانات المختلفة". ودعا الاتحاد، في بيان أصدره الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان المصري بصفته رئيساً لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وتلقته وكالة "قدس برس"، لتكثيف حملات الحكومات الإسلامية لنشر مبادئ وتعاليم الإسلام السمحة، والتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي أخذت تتصاعد لدى بعض المنظمات اليمينية الأوروبية، كما قال. ودعا اتحاد مجالس الدول بمنظمة المؤتمر الإسلامي، كافة الحكومات الإسلامية إلى التشاور المستمر لتنسيق المواقف بشأن هذه المظاهر السلبية التي تجتاح بعض وسائل الإعلام الغربية، وشدّد على أنّ "حرية التعبير يجب ممارستها بروح المسؤولية واحترام حقوق الإنسان والرموز والمعتقدات الدينية، بما يتفق مع العهود والمواثيق الدولية والاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان"، وفق تأكيده. وأشار البيان إلى أنّ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بإلغاء جميع أشكال عنصرية الأديان والمعتقدات الصادر بالقرار 36 / 55 (981)، يقضى في مادته الثالثة بأنّ إهانة واحتقار الأديان يُعتبر خرقاً لميثاق الأممالمتحدة، كما يقضى في مادته الرابعة بأنه يجب على جميع الدول أن تأخذ بالخطوات الكفيلة بمنع وإزالة التعصب المبنى على أسس دينية أو عقائدية. ولفت البيان الانتباه إلى أنّ المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تقضى بوجوب احترام ومراعاة الأديان، فيما نصّت المادة 18 / 3 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966؛ بوجوب أن تكون حرية التعبير حول الأديان مقيدة بضوابط الأخلاق العامة. وأكد الاتحاد على ما ورد بإعلان القاهرة الصادر عن الدورة الخامسة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول بمنظمة المؤتمر الإسلامي، الذي عقد في القاهرة في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، والذي ناقشت لجانه المتخصصة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، وطالبت الأممالمتحدة بسرعة استصدار قرار دولي وسنّ تشريعات تجرِّم الإساءة إلى الأديان السماوية الثلاثة والمقدسات الدينية، بحيث تضمن التوازن بين حرية الرأي والتعبير وتحمّل المسؤولية وعدم الإساءة إلى الأديان ومعتقدات الآخرين، أو التمييز العنصري ضد أقليات أو فئات بعينها. وأوضح اتحاد برلمانات (مجالس) الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، أنّ الفيلم الهولندي "فضلاً عما يحتويه من بذاءات وسخافات؛ إنما ينمّ عن جهل واضح وتشويه متعمد لرسالة الإسلام السامية وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّ هذه المغالطات الفادحة والمفضوحة إنما تطرح فقط الفكر العنصري البغيض لمعدي ذلك الفيلم والمروِّجين له"، على حد تحذيره. وذكر الاتحاد في بيانه، أنّ "العالم لا يمكن أن ينسى أو يتناسى أنّ شمس الإسلام بفكرها الناصع ورسالتها السمحة قد أشرقت على أوروبا وهى تغطّ في ظلامات وجهالات العصور الوسطى، ولولا الجامعات الإسلامية التي قامت في أوروبا في الأندلس وإيطاليا ومالطا، والتي كان يتوافد إليها أبناء أوروبا لنهل المعارف والعلوم؛ ما قامت لأوروبا نهضة أخرى"، حسب ما جاء فيه.